سورية: المساعدات الإنسانية شريان حياة للنازحين

05-04-2013 عرض لأنشطة اللجنة الدولية

أفضى نزوح الملايين من الناس في جميع أرجاء سورية إلى الاعتماد على المساعدات الإنسانية اعتماداً كاملاً في بعض أرجاء البلاد. وأصبحت ضرورة عبور الخطوط الأمامية لجبهات القتال وضرورة إيجاد السُبل اللازمة للوصول إلى المحتاجين أكثر إلحاحاً ممّا كانت عليه في أي وقت مضى.

قال المسؤول عن أنشطة الإغاثة التي تضطلع بها اللجنة الدولية في سورية السيد "جيروين كارين" في هذا الصدد: "يمكن أن يعود انعدام المساعدات الإنسانية بعواقب وخيمة على مئات الآلاف من الناس في جميع أرجاء سورية، إذ يتزايد حالياً عدد النازحين الذين لا يملكون أي دخل أو أية مدخّرات، والذين يعتمدون اعتماداً كاملاً على كرم وسخاء المواطنين السوريين الآخرين والمجتمع الدولي".

وما زال تقدير عدد النازحين داخل سورية تقديراً دقيقاً أمراً عسيراً نظراً لإقامة الكثير منهم في المناطق التي يصعب الوصول إليها ولعدم قيام النازحين الآخرين بتسجيل أسمائهم كنازحين. وتفيد تقديرات الهلال الأحمر العربي السوري مع ذلك بأنّ عددهم يفوق الآن 3.6 ملايين نسمة.

واضطُرّ عشرات الآلاف من الناس إلى النزوح مراراً لا مرة واحدة فحسب بسبب الاتّساع المتواصل لدائرة العنف الذي يفرّون منه فيدركهم في كل مرة. ويلجأ النازحون غالباً إلى المرافق العامة كالمدارس والملاعب الرياضية والمراكز الثقافية والمساجد والكنائس. ويلجأ بعض الناس مؤقتاً إلى المباني التي ما زالت قيد الإنشاء أو إلى الخرائب أو البيوت المهجورة، ويعيشون غالباً في ظروف بائسة للغاية. ووصف السيد "كارين" حال ثلاث عائلات من النازحين في اللاذقية قائلاً: "لقد شاهدت عدداً يصل إلى 21 شخصاً يوجد بينهم أطفال يعيشون في شقة واحدة مكونة من غرفتين، وتغصّ بهم هذه الشقة فيتعذّر عليهم النوم في الوقت ذاته إذ لا يكاد كلّ شخص منهم يجد مكاناً للاستلقاء والنوم، ولا يتمتع أيّ شخص منهم فضلاً عن ذلك بالخصوصية".

وتفوق معدلات النزوح في المحافظات الشمالية والوسطى مثل إدلب وحلب ودير الزور والرقة وحمص وحماة وريف دمشق معدلات النزوح في المحافظات الجنوبية وإن عمّت موجات النزوح جميع أرجاء البلاد. وتفيد المعلومات الواردة من الهلال الأحمر العربي السوري بأنّ 35000 نسمة فرّوا مؤخراً من الرقة إلى دير الزور في يوم واحد بسبب ضراوة القتال الدائر في تلك المدينة.

وأفاد موظفو اللجنة الدولية الذين أجروا خلال شهر آذار/مارس زيارات استغرقت كل واحدة منها عدة أيام لدير الزور وإدلب وحلب، وشملت المناطق التي يسيطر عليها طرفا النزاع، بأنّ الظروف المعيشية السائدة هناك عسيرة للغاية وبأنّ الاحتياجات الإنسانية هائلة. وقالت رئيسة بعثة اللجنة الدولية في سورية السيدة "ماريان غاسير" في هذا الصدد: "لقد شاهدنا أثناء كل زيارة قمنا بها لتلك المناطق كيف يعيش هؤلاء الناس الذين لا يجدون قوت يومهم وأدركنا مدى اعتمادهم الكامل على المساعدات الإنسانية".

وبات عبور الخطوط الأمامية لجبهات القتال ضرورة لا مناص منها للوصول إلى المحتاجين، ولا سيّما في المناطق التي ظلت مغلقة طوال شهور عديدة. وقالت السيدة "غاسير" في هذا الصدد: "لقد عبرنا الخطوط الأمامية لجبهات القتال مراراً خلال الأسبوعين الماضيين وسنواصل فعل ذلك. فقد أوصلنا المساعدات الإنسانية إلى الناس الذين انقطعت عنهم الإمدادات وكانوا معزولين تماماً طوال أربعة شهور في دير الزور على سبيل المثال حيث كُنّا في الأسبوع الماضي. وتمكّنا من الذهاب إلى تلك المناطق بفضل حوارنا مع أطراف النزاع. واضطررنا في بعض الحالات إلى التماس إيقاف القتال مؤقتاً لكي نتمكن من الاضطلاع بعملنا الإنساني. وتتطلّب عمليات الإغاثة هذه بالتأكيد المجازفة والمخاطرة، ولكن هل توجد سُبل أخرى لإيصال المساعدات إلى المحتاجين في منطقة نزاع ؟".

وقامت اللجنة الدولية خلال شهر آذار/مارس بتعزيز أنشطتها في جميع أرجاء البلاد. وزارت ثماني محافظات ووزّعت، بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري، المساعدات التالية:
• طرود غذائية على أكثر من 155000 نسمة في حلب وريف دمشق والرقة وحماة وإدلب ودمشق واللاذقية وحمص ودير الزور؛
• فرشات وبطانيات على أكثر من 62000 نسمة في حلب ودمشق والرقة وحماة وريف دمشق ودير الزور واللاذقية وإدلب وحمص؛
• مجموعات من مواعين المطبخ (القدور والصحون والكؤوس ولوازم المائدة كالملاعق والسكاكين والشِوَك) على زهاء 28000 نسمة في دير الزور واللاذقية وحماة؛
• لوازم النظافة (الشامبو والصابون والمنظّفات ولوازم النظافة الشخصية النسائية ...إلخ) على زهاء 70000 نسمة في الرقة وإدلب ودير الزور واللاذقية ودمشق وحلب وحمص وحماة وريف دمشق.

وقام مهندسو المياه العاملون لدى اللجنة الدولية خلال الشهر الماضي أيضاً بما يلي بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري:
• توفير الخبرات التقنية لمؤسسات المياه المحلية في دمشق وحلب وحماه وتزويدها بالمعدات وباللوازم الأخرى، ومنها أربعة مولّدات كهربائية و 10000 لتر من المواد اللازمة لمعالجة المياه؛
• توزيع 15000 قارورة من قوارير مياه الشرب التي تبلغ سعة كلّ قارورة منها 10 لترات في حلب ودير الزور؛
• إيصال المياه بواسطة الصهاريج إلى زهاء 72000 نسمة في حمص وريف دمشق؛
• مواصلة تحسين المنشآت المائية والمساكن والمرافق الصحية في أكثر من 100 موقع من المواقع العامة التي تؤوي زهاء 25000 نسمة من النازحين في حلب ودير الزور والقنيطرة ودمشق وريف دمشق، وإنجاز الأشغال في 52 موقعاً في الحسكة تؤوي زهاء 6000 نسمة من النازحين.

وقام موظفو اللجنة الدولية المعنيون بشؤون الرعاية الصحية خلال شهر آذار/مارس أيضاً بما يلي:
• زيارة مشفى الزعيم ومشفى البرّ ومشفى الوليد في حمص وتزويدها بإمدادات طبية للأغراض الجراحية لمعالجة 100 جريح، وكذلك بسوائل وريدية لمعالجة 150 مريضاً وبمواد لتضميد الجروح وبأجهزة لتقويم العظام وبلوازم أخرى؛
• إيصال إمدادات جراحية وإمدادات طبية أخرى إلى مرافق الرعاية الصحية في إدلب وسرمين للمساعدة على معالجة 150 جريحاً، وتقديم أدوية لمعالجة الأمراض المزمنة؛
• تقييم الوضع الصحي في محافظة حلب عن طريق زيارة مرافق الرعاية الصحية سواء أكانت في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة أم في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، وتزويد هذه المرافق بإمدادات طبية كافية لتقديم الإسعافات الأولية لخمسين جريحاً ولإجراء عمليات جراحية لمائة جريح، وكذلك بسوائل وريدية لمعالجة 500 مريض وبأدوية لمعالجة الأمراض المزمنة.

للمزيد من المعلومات، يُرجى الاتصال:
بالسيدة ريما كمال، اللجنة الدولية، دمشق، الهاتف: 718 336 930 963 + أو 0476 331 11 963 +
أو بالسيدة ديبة فخر، اللجنة الدولية، جنيف، الهاتف: 23 37 730 22 41 + أو 26 37 447 79 41 +

الصور

أطفال نزحوا من دير الزور داخل مدرسة أصبحت منزلاً مؤقتاً لهم ولعائلاتهم.  

سورية – الحسكة
أطفال نزحوا من دير الزور داخل مدرسة أصبحت منزلاً مؤقتاً لهم ولعائلاتهم.
© ICRC

فتاة تحمل شقيقها الصغير وتقف بالقرب من خيمة العائلة في ملعب رياضي تحوّل إلى مركز للنازحين.  

سورية- اللاذقية
فتاة تحمل شقيقها الصغير وتقف بالقرب من خيمة العائلة في ملعب رياضي تحوّل إلى مركز للنازحين.
© ICRC / R. Kamal

عاملون في اللجنة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري ينتظرون سريان توقف للقتال تم الترتيب له مسبقاً لكي يتمكنوا من توزيغ مساعدات الطوارئ في الحامدية.  

سورية- دير الزور
عاملون في اللجنة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري ينتظرون سريان توقف للقتال تم الترتيب له مسبقاً لكي يتمكنوا من توزيغ مساعدات الطوارئ في الحامدية.
© ICRC / L. Khalil

عاملون في اللجنة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري يوزعون رزماً من المواد الغذائية.  

سورية- حماة
عاملون في اللجنة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري يوزعون رزماً من المواد الغذائية.
© ICRC / H. Akooly

مهندسو مياه في اللجنة الدولية يتفحصون حالة مضخات الماء والمحرّكات في محطة الباسل لمعالجة المياه.  

سورية- دير الزور
مهندسو مياه في اللجنة الدولية يتفحصون حالة مضخات الماء والمحرّكات في محطة الباسل لمعالجة المياه.
© ICRC / L. Khalil