كوت ديفوار: فرق سيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر تبذل جهوداً عظيمة

19-01-2011 تحقيقات

في أعقاب الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التي جرت في 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2010, أدت الاحتجاجات والمواجهات العنيفة في الشوارع إلى جرح مئات الأشخاص. ومنذ اليوم الأول, يقدم متطوعو الصليب الأحمر في كوت ديفوار الإسعافات الأولية في المكان, ويجلون الجرحى ذوي الإصابات الخطيرة إلى أقرب المستشفيات.

 
   
    ©Croix-Rouge de Côte d'Ivoire      
   
    أبيدجان. متطوع في الصليب الأحمر في كوت ديفوار يقدم الإسعافات الأولية لأحد المصابين في أعمال العنف.      
           
   

       
    ©Croix-Rouge de Côte d'Ivoire      
   
    أبيدجان. متطوعو الصليب الأحمر في كوت ديفوار يقومون بنقل مصاب إلى أقرب مستشفى.      
           
   

       
    ©Croix-Rouge de Côte d'Ivoire      
   
    أبيدجان. متطوعو الصليب الأحمر في كوت ديفوار يصلون إلى المستشفى حاملين أحد ضحايا أعمال العنف.      
           
   

ويعرض السيدان " كونيبا كون " و " سومانا يه " وهما رئيسان للجان محلية تابعة للصليب الأحمر في " أبيدجان " تجربتهما وانطباعاتهما.

  وسط المتحاربين  

من جهة, حشد معاد من الناس يتقدمون ويصيحون, ومن الجهة الأخرى, نقطة تفتيش عسكرية تمنع مرور أي كان. وبينهما سيارة إسعاف للصليب الأحمر في داخلها ضحية أُصيبت بطلقات نارية تحاول الوصول إلى المستشفى.

ويقول السيد " كونيبا كون " الذي كان يتولى في ذلك اليوم من منتصف كانون الأول/ديسمبر تنسيق عمل فرق الاستجابة الأولى التابعة للصليب الأحمر: " سمعنا بعد ذلك الرصاص يتطاير " . ويتابع أنه ركض عائداً إلى سيارة الإسعاف بأقصى سرعة ممكنة وبعد ذلك " ارتمينا في السيارة إلى أن توقف إطلاق الرصاص لأن الضحية هي دائماً أولويتنا " .

في المرحلة التي أعقبت الانتخابات, شهدت كوت ديفوار انقسامات حادة وأقامت أحياء بكاملها المتاريس لمنع دخول الغرباء, أكانوا من المدنيين أو رجال الشرطة أو حتى سيارات الإسعاف. وفي بعض الأحيان, يصل التشكيك المتبادل بين الأفرقاء إلى حد تجد فيه غالباً طواقم الصليب الأحمر نفسها عالقة في الوسط بينما يتهمها كلا الطرفين بالوقوف مع الجانب الآخر. 

وفي 16 كانون الثاني/ديسمبر, تحولت مسيرة إلى مقر التلفزيون الرسمي في " أبيدجان " إلى أعمال عنف. وقُتل العديد من الناس. و بحلول نهاية النهار كان متطوعو الصليب الأحمر قد قدموا الإسعافات الأولية لقرابة 160 مصاباً.

وكانت فرق سيارات الإسعاف التابعة للصليب الأحمر على أهبة الاستعداد تستجيب لطلبات المساعدة وتنقل الضحايا إلى المستشفى وهي تعمل في أغلب الأحيان خلال الاشتباكات في الشوارع وفي أماكن شديدة الخطورة. ويمضي السيد " كون " الذي يعمل كمتطوع في الصليب الأحمر منذ أن كان مراهقا وهو يقول: " نخاف دائماً في هذا النوع من الحالات من الإصابة برصاصة طائشة , غير أن تحمل مسؤولية الآخرين يضطرني إلى الحرص في التركيز على عملي " .

ويقول: " نرى مثل هذه الأمور منذ العام 2002 لذلك كنت متهيئاً. غير أنها كانت هذه هي المرة الأولى بالنسبة إلى بعض المتطوعين معنا " .

  الوصول إلى الجرحى أفضل جزاء تناله   

يقول السيد " سومانا يه " مسؤول آخر عن فريق للصليب الأحمر في " أبيدجان " : " عندما تصل التوترات إلى نقطة الغليان وتبدو البلاد أكثر انقساماً من أي وقت مضى, تصبح الحاجة إلى فرق الصليب الأحمر الأكثر إلحاحاً في تلك الأوقات " . ولكنه يضيف أن مقابل كلّ عمل عدائي وكل حادثة يظهر فيها انعدام الثقة, هنالك أيضاً سبب للابتهاج والتقدير.

في البداية, لم يتمكن أفراد فريقه من الوصول إلى مقر عملهم في 16 كانون الأول/ديسمبر بعد أن منعتهم من ذلك مجموعة من الشبان تسيطر على متراس يقطع الطريق الوحيد المؤدي إلى حيهم. ورغم أنهم كانوا يعملون في الحي منذ سنوات طويلة, لم تسمح لهم هذه المجموعة من السكان من الدخول.

ويقول أن مع ذلك تلقوا في اليوم التالي فقط اتصالاً من المنطقة عينها لإجلاء ضحية وقُوبلوا بالترحيب والشكر لمساعدتهم.

ويقول السيد " يه " : " يتم أحياناً الخلط بيننا وبين منظمات دولية أخرى " , وقد يعقّد ذلك الأمور في بلد تزداد فيه التوترات ولا يُنظر فيه دائماً إلى الجهات الإنسانية الفاعلة على أنها محايدة. ويسترسل قائلاً: " إن إقناع الناس بأنك غير منحاز لأحد يمكن أن يكون صعباً " . 

ولكن الساعات الطويلة التي أمضوها في الأحياء خلال الأيام والأسابيع التالية كانت مفيدة لأن السكان المحليين بدأوا يقرّون بأهمية عملهم وما يتعرضوا له من مخاطر في سبيل ذلك والنتائج التي يحققونها. 

ويضيف السيد " كون " قائلاً: " ما زلت أتلقى الاتصالات من ضحايا نقلتهم ومن عائلاتهم ليشكروني. حتى إنني ذهبت إلى المستشفى لزيارة أحد الضحايا الذي أُصيب بطلق ناري بعد أن أجريت له عملي ة أنقذت حياته. ولا يمكن أن أصف ما شعرت به عندما رأيته حياً يرزق وبخير " .

  الصليب الأحمر في كوت ديفوار واللجنة الدولية يقدمان دعماً أساسياً للجرحى  

منذ 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2010, عالجت فرق الصليب الأحمر في كوت ديفوار قرابة 670 جريحاً في " أبيدجان " وفي مناطق أخرى في البلاد, وأجلت حوالي 300 جريحٍ منهم إلى المستشفيات القريبة. ودعمت اللجنة الدولية هذه الأنشطة من خلال توفير السيارات, وأجهزة الاتصال, والدعم المادي وإقامة ورش العمل التدريبية في مجال التأهب لمواجهة حالات الطوارئ. 

وبمساعدة متطوعي الصليب الأحمر في كوت ديفوار, قدمت اللجنة الدولية 22 مجموعة من مستلزمات التضميد تحتوي كل مجموعة على ما يكفي من الإمدادات لمعالجة 100 جريحٍ على الأقل بالإضافة إلى تقديم اللوازم الجراحية والأدوية الأساسية إلى مرافق طبية كانت تواجه نقصاً في بعض المواد بسبب العدد الكبير للإصابات.

علاوة على ذلك, نقلت اللجنة الدولية الدم إلى خمسة مراكز لنقل الدم في " تومودي " و " غانيوا " و " ياموسوكرو " و " بواكيه " و " كوروغو " .