العراق: رسائل الصليب الأحمر تظل تتيح الصلات بالغة الأهمية
17-09-2003
في أحد أحياء بغداد المهدّمة، تلقى الأب رسالة من ابنه الأسير فاغرورقت عيناه بالدموع. بالنسبة للكثير من العراقيين، تظل الرسائل الوسيلة الوحيدة للاتصال بأحبائهم. تقرير من أحمد الراوي من اللجنة الدولية.
ولما كان العنوان الوارد في الرسالة غير مكتمل، عرض عدد من الفتية البحث عن منزل عدنان. وبعد ساعة من تمشيط شوارع " أبو أدشير " ، عثر فريق اللجنة الدولية أخيراً على بغيتهم متمثلة في بيت صغير بابه صدئ. وتقدّم والد عدنان متكئاً على عصاه للترحيب بالزائرين.
لم تتلق الأسرة أي أخبار عن الفتى منذ غادر المنزل مساءً قبل عدة أسابيع. وبعد أسبوعين من البحث المضني عن ابنه بلا جدوى، طرق الأب أخيراً باب مكتب اللجنة الدولية في بغداد طالباً العون.
وإذ رأى سيارة اللجنة الدولية في الخارج خشي الوالد أولاً أسوأ الأنباء، متصوراً أن ابنه ربما أصيب أو قُتل. وسرعان ما تبددت مخاوفه عندما تم إبلاغه أن ابنه في أمان وإن يكن رهن الاعتقال. تلقى الأب رسالة الصليب الأحمر بأيدٍ مهتزة، وراح يقرؤها والدموع تغمر عينيه وابتسامة عصبية ترتسم على وجهه.
وبينما تجمّع الجيران لإلقاء نظرة على الرسالة، تم الترحيب بموظفي اللجنة الدولية داخل المنزل وقُدِّم لهم الشاي. وإذ أخذ والد عدنان يكتب ببطء رداً على رسالة ابنه حاول سائق اللجنة الدولية طمأنته إذ قال له مبتسماً: " ابنك بخير وسيعود إلى الدار؛ فقط عليك الصبر " .
واستناداً إلى مهمتها الإنسانية الوارد تعريفها في اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة تزور اللجنة الدولية المعتقلين ـ أسرى الحرب والمدنيون ـ في جميع أماكن الاحتجاز الخاضعة لسلطة الدولة المحتلة. ولا يُسْمح بالزيارات العائلية للمعتقلين سوى في بعض السجون والمعسكرات فقط، وهو ما يعني أن رسائل الصليب الأحمر تعد الوسيلة الوحيدة للبعث بإشارة حياة بالنسبة للكثير من المعتقلين وعائلاتهم.