صفحة من الأرشيف: قد تحتوي على معلومات قديمة

كينيا : ضرورة بذل جهود طويلة الأمد من أجل ضحايا العنف

25-01-2008 تحقيقات

لا يزال الوضع السياسي في كينيا متوتراً فيما تستمر الآثار الإنسانية للعنف الذي أعقب الانتخابات ويبقى الأشخاص المتضررون بحاجة إلى دعم مستمر. ويستعد كل من الصليب الأحمر الكيني واللجنة الدولية لتقديم المساعدة في الأجل البعيد.

     

    ©ICRC/Bernard Barrett / KE-E-00158      
   
     
        هنالك عشرات الآلاف من الناس الذين هم بحاجة ملحة لحماية الصليب الأحمر ومساعدته الآن وعلى الأمد الطويل كذلك. وتشمل هذه الأعداد الأشخاص الذين هربوا من منازلهم وكذلك الأشخاص الذين بقوا فيها فالجميع يعيش

في جو من العداء والخوف.

ويقول السيد " باسكال كوتا " رئيس بعثة اللجنة الدولية في نيروبي: " تجدون عائلات هربت من أحداث العنف ولكن لم يهرب جميع الأفراد معاً دائماً، ولم يهرب بعضهم دائماً مع أولادهم " . ويضيف موضحاً أن هؤلاءسيحتاجون، إلى جانب المساعدة الفورية، إلى الدعم في البحث عن الأقرباء الذين انفصلوا عنهم. 

وهذا الأمر المأساوي، أي وجود أطفال وحدهم بعيداً عن عائلاتهم، قد أصبح للأسف مألوفاً بعد أن حدث في أزمات أفريقية أخرى. ويقول السيد " كوتا " : " نجد هنا أطفالاً قاصرين غير مصحوبين بآبائهم تُركوا أثناء الرحيل أو هم مع أقارب أو حتى مع أشخاص لم يكونوا يعرفونهم من قبل. "

وهنالك أيضاً مشكلة الرفات التي لم يطالب بها أحد والتي بقيت في حالات كثيرة مجهولة الهوية في غرف حفظ الجثث. " يجب أن نكفل ألا تصبح هذه الجثث مجرد أرقام في قوائم المفقودين، وأن عائلاتهم ستتمكن من الوصول إلى نتيجة في بحثها عنهم.إننا نسجل الجثث في ملفات تستطيع العائلات في النهاية الاطلاع عليها إذا كانت تبحث عن أقرباء " .

لقد تجمع النازحون في مجموعات كبيرة. ويضيف السيد " كوتا " : " يبدو الوضع حالياً في غاية الصعوبة بالنسبة إلى الناس في وادي " ريفت " . تصل المجموعات إلى عشرات آلاف الأشخاص وهم بحاجة إلى الطعام والماء والرعاية الصحية والمأوى. "

  البيئة المعادية  

" هؤلاء الناس هم في خطر ويحتاجون إلى الحماية لأنهم يعيشون وسط بيئة معادية وداخل تجمعات كبيرة ويتعرضون لشتى المصاعب " .

وإضافة إلى الحاجات الآنية للناس والصعوبات التي يواجهها الصليب الأحمر في تلبيتها، يبدو أن المشاكل الإنسانية ستستمر لأشهر طويلة في ظل وجود أعداد كبيرة من النازحين، وتدمير القرى، وإتلاف المحاصيل أو تركها لتفسد في مكانها، وانهيار الاقتصاد المحلي.

إلا أن المسألة الأمنية تبقى في أعلى اهتمامات الناس. وينبغي لكل من السلطات والزعماء المحليين والمنظمات الإنسانية أن تبذل جهوداً حثيثة لطمأنة الناس وتمكينهم من العودة إلى ما يشبه الحياة الطبيعية.

وتقول ال سيدة " ياسمين براز- ديسيموز " مسؤولة قسم عمليات اللجنة الدولية في " كيسومو " غرب البلاد، أن بعض النازحين لا يزالون يتحركون، فيغادرون المنطقة أو ينتقلون إلى أماكن أخرى في كينيا. ويعود بعضهم إلى مناطق أجدادهم الأصلية في المقاطعة الغربية.

ويبقى الانتقال إلى أي مكان صعباً نتيجة فقدان وسائل النقل بعد قطع إمدادات الوقود بسبب العنف. ويتعذر على الكثيرين ممن يرغبون في السفر التحرك في الوقت الحاضر.

  الوصول إلى قرى معزولة  

لما كانت الأولوية الأولى هي استجابة حاجات النازحين في ما يتعلق بالغذاء والماء والصرف الصحي، استطاعت الآن فرق الصليب الأحمر الوصول إلى القرى المعزولة. وتقول السيدة  " براز- ديسيموز " : " ساعدنا على سبيل المثال في تحسين إمدادات الماء في إحدى المناطق لصالح المقيمين والنازحين على حد سواء " . 

أما في المستقبل، فترى السيدة " براز- ديسيموز " ضرورة الاستمرار في المساعدة وتضيف قائلة: " نأمل، إذا ما استقرت الأوضاع، أن يعود النازحون إلى مناطقهم الأصلية وربما استطاعوا أيضاً أن يعودوا إلى الأماكن التي هربوا منها، وعندئذ يمكن أن تعود الأوضاع رويداً إلى حالتها الطبيعية. "

وفي غضون ذلك، سيحتاج الكثيرون من بين النازحين إلى المساعدة في إيجاد مأوى جديد حتى قبل أن يفكروا في العودة إلى منازلهم. ويوضح السيد " كريستوف بيني " المسؤول عن أنشطة اللجنة الدولية في منطقة " وادي ريفت " ومركزه في " إلدوريت " : " لقد تم إسكان بعض النازحين في المدارس وفي مراكز الشرطة، ولكن مع بداية العام الدراسي، يجب أن يغادر بعضهم هذه الأماكن ويبحث لهم عن أماكن جديدة. "

  الحاجة إلى الأمن  

ويقول السيد " بيني " : " يود النازحون العودة إلى منازلهم ولكن لا يزال هنالك شعور قوي بانعدام الأمن. والأهم الآن بالنسبة إلى هؤلاء أن تعيد السلطات الكينية الأمن إلى البلاد بحيث يطمئن الناس إلى العودة. إلا أن أكثرية هؤلاء أصبحوا الآن مشتتين وقد أحرق عدد كبير من المنازل كما يمكن أن تلاحظه عندما تحلق فوق المنطقة. وهذا يعني أن الوضع سيحتاج لاحقاً إلى جهد إنساني هائل من أجل البدء بعملية إعادة الإعمار. "