نيجيريا: الصليب الأحمر يساعد ضحايا الاشتباكات في "بوتشي"

18-01-2010 تحقيقات

كانت استجابة الفرع المحلي للصليب الأحمر النيجيري لعلاج الجرحى وإجلائهم سريعة خلال الاضطرابات الأخيرة التي حدثت في "بوتشي", شمال نيجيريا.

     

    برنامج اللجنة الدولية/ الصليب الأحمر النيجيري لمساعدة ضحايا الأحداث المأساوية      
   
تعمل اللجنة الدولية على توفير الدعم التقني والمالي لمساعدة الصليب الأحمر النيجيري في سعيه إلى مساعدة الأشخاص المتضررين من العنف أو الكوارث. ويشمل هذا الدعم مساعدة الجمعية الوطنية على تدريب متطوعيها لمساعدة الناس دون تعريض أنفسهم للخطر.    

    ويشمل التدريب الذي يعرف باسم الوصول الآمن تنسيق جهود الصليب الأحمر مع جهود السلطات المحلية وقوات الأمن, وهو التدريب الذي تلقاه المتطوعون وساعدهم في عملهم للتصدي لأعمال العنف في "بوتشي". ويشمل أيضاً الوصول الآمن التدريب في مجال الإسعافات الأولية والتخزين المسبق لإمدادات الطوارئ في مواقع إستراتيجية.

    وتعمل اللجنة الدولية والصليب الأحمر النيجيري معاً على توفير الرعاية الصحية الأساسية إلى المجتمعات المحلية النائية التي لا تتوافر إلا على فرص محدودة للحصول على الخدمات الصحية. وقامت اللجنة الدولية بتدريب متطوعي الصليب الأحمر من خمس ولايات في نيجيريا معرضة لأعمال العنف أو الكوارث, وهم يدربون الزملاء المتطوعين وأفراد آخرين في مجتمعاتهم المحلية. وتعمل اللجنة الدولية على تزويد فروع الصليب الأحمر والمجتمعات المحلية التي تلقت التدريب الضروري بلوازم الاسعافات الأولية لاستخدامها في حالات الطوارئ. ويهدف هذا المشروع الرائد إلى تقديم الإسعافات الأولية الأساسية وخدمات الصحة المحلية إلى 20 مجموعة ريفية في مناطق تشمل جداول دلتا النيجر وشمال نيجيريا.

    وحافظت اللجنة الدولية والصليب الأحمر النيجيري في بعض السجون على أحواض المياه التي توفر المياه الصالحة للشرب, وبنت مراحيض وحفرت خنادق للتخلص من النفايات. ويتلقى المحتجزون في بعض أماكن الاحتجاز مستلزمات النظافة مثل الصابون ومواد التنظيف والتطهير.

    وتساعد اللجنة الدولية الصليب الأحمر النيجيري خلال أحداث العنف (مثلما كان الحال في "بوتشي") والكوارث, على إعادة الاتصال بين أفراد العائلات وجمع شمل الأطفال الذين انفصلوا عن عائلاتهم. 
               
    ©ICRC / R. Waudo      
   
    يحيى إينووا, الصليب الأحمر النيجيري      
    بدا يوم 29 كانون الثاني/ ديسمبر كأي يوم آخر بالنسبة إلى يحيى إينووا. يحيى انضم إلى الصليب الأحمر كمتطوع عندما كان عمره 7 سنوات. وهو الآن عضو من فريق الإسعافات الأولية في حالات الطوارئ, وقد تولى رعاية العديد من الجرحى. وفي هذا الصباح تحديداً, نهض يحيى – الذي يبلغ من العمر 32 عاماً وهو أب لخمسة أطفال - باكراً وذهب إلى مكتبه في مدينة " بوتشي " , عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه في شمال نيجيريا.

وعند الساعة التاسعة صباحاً تلقى يحيى مكالمة من فرع الصليب الأحمر النيجيري في " بوتشي " غيرت برنامجه اليومي بالكامل. فقد اندلعت اشتباكات عنيفة في قرية " زانغو " التي تقع في ضواحي " بوتشي " . وهرع يحيى خارج مكتبه وتوجه إلى " زانغو " .

ولدى اقترابه من القرية, سمع إطلاق النار وصراخ الناس. ويتذكر قائلا " كانت الفوضى عارمة, ورأيت المنازل تشتعل, والجرحى ممددين على الأرض, والناس يفرون في كل الاتجاهات " .

بدأ كل شيء بخلاف داخلي عنيف نشب بين أعضاء طائفة " كالا كاتو " . وتعرضت قوات الشرطة والجنود الذين أرسلوا لاستعادة النظام العام لهجوم من أعضاء الطائفة الذين كانوا يحملون بنادق هجومية وسواطير وسيوف وخناجر وغيرها من الأسلحة. وكان القرويون في هذه الأثناء لا يزالون يحاولون الفرار من القتال.

 
   
    ©ICRC / R. Waudo      
   
    السيد داندادا أحمدو, رئيس قسم الرعاية الصحة في المجتمعات المحلية, فرع بوتشي, الصليب الأحمر النيجيري      
     

داندادا أحمدو هو زعيم محلي يحظى بالاحترام, ويعمل حالياً متطوعاً في الصليب الأحمر. وبينما كان يحيى يواجه الأحداث في الميدان, كان أحمدو في مكتب الفرع يطلب المزيد من المتطوعين. وحالما سمح الوضع بذلك, بدأ أكثر من 40 متطوعاً في إنقاذ الأطفال وإخلاء الجرحى وتقديم الإسعافات الأولية.

وتواصلت اشتباكات متفرقة على مدار اليوم تقريباً. وعندما عاد الهدوء في بداية المساء, كان عدة أشخاص قد لقوا حتفهم أو أصيبوا بجروح. وعمل متطوعو الصليب الأحمر دون كلل طوال الليل, وسلموا 40 جثة إلى المشرحة وقاموا بإجلاء 16 جريحاً من ذوي الإصابات الخطيرة إلى المستشفى المجاور.

 
   
    ©ICRC / R. Waudo      
   
    بعض المتطوعين في فرع "بوتشي", الصليب الأحمر النيجيري      
     

لجأ حوالي 300 شخص إلى ثكنة مهجورة للجيش في المنطقة. وقدم لهم فرع الصليب الأحمر 200 بطانية تبرعت بها الوكالة الوطنية لإدارة الطوارئ. وعادوا إلى قريتهم في اليوم التالي بعد عودة هدوء نسبي. وذهب الذين دمرت منازلهم للإقامة مع أقاربهم وأصدقائهم.

وقدم الصليب الأحمر النيجيري واللجنة الدولية البطانيات وفرش النوم والملابس والأحذية ومستلزمات النظافة من أجل 23 طفلا انفصلوا عن عائلاتهم ويقيمون حالياً في حجز بغرض الحماية, بالإضافة إلى ثلاثة من الكبار احتجزتهم الشرطة. وتولى طبيب فحصهم والتحقق من حالتهم الصحية, وعمل الصليب الأحمر النيجيري على مدى الأيام القليلة التالية بالتعاون الوثيق مع اللجنة الدولية على تحديد مكان وجود عائلاتهم, وتمكن من جمع شمل معظمهم بأقاربهم. ولا تزال الجهود الرامية إلى تحديد مكان وجود باقي العائلات مستمرة.

وساعد الصليب الأحمر 12 جريحاً يقيمون في المستشفى على الاتصال بعائلاتهم, ويقدم الفريق المواد الطبية والأدوية اللازمة لاستمرار علاجهم إلى أن يصبحوا قادرين على مغادرة المستشفى. وبناءً على طلب من الشرطة, ساعد متطوعو الصليب الأحمر واللجنة الدولية, السلطات المحلية والإمام على تنظيم دفن الموتى على نحو لائق.