كوت ديفوار: مساعدة الجرحى ومقابلة الموقوفين

28-12-2010 مقابلة

يزداد الوضع في كوت ديفوار عقب الانتخابات الرئاسية الأخيرة توترا. ويظل لعلاج الجرحى الأولوية بينما تتزايد احتياجات المحتجزين والعائلات التي فرقتها المواجهات. ويشرح السيد "بوريس ميشال", رئيس عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر لشمال وشرق أفريقيا, في ما يلي الأوضاع في هذا البلد.

     

    ©ICRC      
   
    بوريس ميشال رئيس عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر لشمال وشرق أفريقيا      
         

  ما هو عدد القتلى والجرحى الذي خلفته المواجهات؟ وماذا تسنى للصليب الأحمر فعله؟  

تولى متطوعو الصليب الأحمر في كوت ديفوار, منذ 26 تشرين الثاني/نوفمبر, وبدعم من اللجنة الدولية, توفير العلاج الأولي لأكثر من 580 جريحاً, أُخلي 300 منهم إلى المستشفيات المجاورة. وقمنا كذلك بتوزيع الدم على المستشفيات الخمسة الرئيسية في أبيدجان, وتزويد تسعة مراكز طبية باثنتي عشرة مجموعة من لوازم التضميد, تؤمن كل واحدة منها معالجة 100 جريح.

لم يضطر متطوعو الصليب الأحمر حتى الآن إلى نقل الموتى, إذ أن الجهة الوطنية المختصة تتولى هذه المسؤولية حتى الآن. ول ا يمكننا تحديد عدد القتلى أو تأكيده, على الرغم من أن وسائل الإعلام تحدثت عن حوالي خمسين قتيلاً.

بالإضافة إلى توفير العلاج للجرحى وإخلائهم عند الاقتضاء, يتركز اهتمام اللجنة الدولية في الوقت الحالي على تحديد مكان وجود الموقوفين والتحقق من المعاملة التي يلقونها, وعلى ضمان احترام كرامة السكان وإعادة الروابط العائلية. وإننا نقوم في الوقت الحالي بالتحضير للعمليات التي سننفذها تلبية لهذه الاحتياجات.

  أفادت مصادر عدة عن وجود "انتهاكات متنامية" لحقوق الإنسان, لا سيما عمليات الخطف, وإقامة أماكن احتجاز غير شرعية, وحتى تنفيذ الإعدام خارج نطاق القضاء, فما الذي تقوم به اللجنة الدولية حيال ذلك؟  

إن اللجنة الدولية قلقة إزاء هذه الادعاءات بانتهاك حقوق الإنسان, وهي تصغي للمتضررين من هذه الانتهاكات وتشرع, بموافقة العائلات و/أو الضحايا في حوار بناء وقائم على الثقة مع المسؤولين لكي يتخذوا, عند الاقتضاء, تدابير التصحيح اللازمة.

وفي ما يخص الموقوفين, تنبغي معاملتهم وفقاً للقانونين الدولي والوطني. وتُحظر على وجه الخصوص جميع أشكال المعاملة السيئة وانتهاك الكرامات, أياً كانت الظروف. وينبغي كذلك السماح بحصول المحتجزين على المساعدة, ومراسلة عائلاتهم, وتمكينهم, قدر المستطاع, من تلقي زيارة عائلاتهم. وتبقى اللجنة الدولية على اتصال مع السلطات المعنية لمواصلة زياراتها الإنسانية لهؤلاء الأشخاص, وفقاً للإجراءات الاعتيادية.

  وفي هذا المناخ من الاستقطاب المتصاعد, هل سيتسنى للجنة الدولية مواصلة عملها؟  

ثمة فهم تام في كوت ديفوار للدور الإنساني البحت الذي يضطلع به الصليب الأحمر. ولم يتعرض عملنا لأية معوقات بل حظي بدعم الأطراف المعنية والسكان, ونحن نواصل تدعيم أنشطتنا.

ويتيح الحياد للجنة الدولية أداء عملها ومساعدة الأشخاص المستضعفين. ويشكل الفهم الجيد لمبدأ الحياد هذا عنصراً حاسماً للمحافظة على حوار إنساني مع جميع الأطراف. ونحن نشدد بالطبع في الظروف الحالية, على استقلاليتنا, لا سيما بالنسبة للمنظومة الأممية, لكننا ن واصل تنسيق استجابتنا مع الوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية التي لا تزال في كوت ديفوار.

  ما هي احتياجات اللاجئين من كوت ديفوار الذين وصل عدة آلاف منهم إلى ليبيريا؟ وكيف تنسق اللجنة الدولية مساعدتها مع الهيئات الإنسانية الأخرى؟  

تركز اللجنة الدولية حالياً على الاحتياجات التي بدأت تظهر بخصوص إعادة الروابط العائلية بين اللاجئين الموجودين في ليبيريا, ومن بينهم أطفال غير مصحوبين, وأقربائهم في كوت ديفوار. وتتمثل الأولوية الثانية في تحسين إمكانية حصول هؤلاء اللاجئين على ماء الشرب ونظم الصرف الصحي, لا سيما من خلال إعادة تأهيل الآبار والمراحيض.

وما يهم اللجنة الدولية, هو ضمان حصول اللاجئين, الذين استضافهم سكان المناطق النائية, على المساعدات التي يحتاجونها. وأجرت فرقنا العاملة في " مونروفيا " , بالتنسيق مع الصليب الأحمر الليبيري, عدة عمليات تقييم على طول الحدود, ونحن على اتصال دائم مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التي تتولى تسجيل اللاجئين. كما تقوم اللجنة بتنسيق خطواتها مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر, الذي يستعد لدعم الجمعيات الوطنية المشاركة في مساعدة هؤلاء اللاجئين, إن اقتضى الأمر ذلك. كما يتم, وفقاً للاحتياجات, تنفيذ أنشطة في البلدان المجاورة لكوت ديفوار, لا سيما في غينيا.