الفلبين: اللجنة الدولية تلبي الاحتياجات الملحة في أعقاب الإعصار الاستوائي "واشي"

23-12-2011 مقابلة

تعذر الحصول على مياه الشرب من أكثر المشاكل إلحاحاً بعد مرور الإعصار الاستوائي "واشي"، المعروف أيضاً باسم "سيندونغ" . ويوافينا السيد أندرس كازال، منسق اللجنة الدولية لمشاريع المياه والإسكان بمعلومات محدثة عن الوضع الحالي والاستجابة الإنسانية.

كيف تصرفت اللجنة الدولية حين ضربت العاصفة الفلبين؟

نظراً إلى أن الإعصار "واشي" خلّف الكثير من الدمار بعد مروره في جنوب الفلبين، حشدت اللجنة الدولية على الفور الدعم الطارئ لعمليات الإغاثة التي تولى تنفيذها شريكها المحلي، الصليب الأحمر الفلبيني. وخلّف الإعصار دماراً هائلاً لأنه ضرب أجزاءً من البلاد لم تعتد على مرور الأعاصير الاستوائية. ووُزعت طرود من المواد الغذائية ومستلزمات المنزل الأساسية ومجموعات من مستلزمات النظافة على 18000 شخص في مناطق "كاغايان دي أورو" و"إيليغان" و"بوكيدنون" (المناطق الثلاث الأكثر تضرراً) في الساعات الثماني والأربعين الأولى التي تشكل فترة حاسمة لعمليات الإنقاذ في هذا النوع من الطوارئ.
وعكفت اللجنة الدولية على تكييف أنشطتها لتلبية مجموعة من الاحتياجات الإنسانية التي ظهرت في الأيام اللاحقة. وقامت اللجنة الدولية بتعزيز استجابتها بالتعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر وشركائها الآخرين في الحركة.

وما هو الوضع على الأرض؟

أعمل في الوقت الراهن في منطقة "كاغايان دي أورو" التي كانت الأكثر تضرراً من العاصفة. وعلى طول نهر "كاغايان" الذي طاف وتسبب بالسيول، ينتشر الوحل وبقايا الدمار في كل مكان بينما لم تسلم ضفتا النهر من الدمار.
وبدأ بعض السكان بمغادرة مراكز الإخلاء ليعيدوا بناء منازلهم أو يقيموا لدى أقربائهم أو في العائلات المضيفة، لكن العديد من المراكز لا يزال مليئاً بالعائلات التي فقدت كل شيء في الكارثة.
والقلق الرئيسي الذي يساورنا في الوقت الراهن، هو أن أكثر من 270000 شخص، بعضهم يقيم في مراكز الإخلاء والبعض الآخر داخل المجتمعات المجاورة، يتعذر عليهم الحصول على مياه الشرب. ومدينة "كاغايان دي أورو" مدينة كبيرة، لم تتعرض كل مناطقها للضرر. لكننا نستشعر، حتى في المناطق التي لم يطلها الضرر، أن ثمة مشكلة بالنسبة لمياه الشرب، إذ أننا نرى الكثير من الناس يقفون على الطرقات حاملين صفائح الماء بانتظار وصول شاحنات المياه.

وما الذي تسبب بتعذر الحصول على المياه؟

ألحقت الفيضانات على طول النهر الضرر بأنابيب وشبكات المياه، كما بالآبار التي تشكل مصدر الإمدادات بالمياه.
وفي حين لا يزال باستطاعة المجتمعات المحلية الاعتماد على الآبار التي لم تتضرر، فإن الأعطاب التي لحقت بالبنية التحتية تحدّ من قدرة شركة المياه المحلية على توزيع المياه أو تخزينها.

وما الذي تقوم به اللجنة الدولية؟

أرسلت اللجنة الدولية في بداية الأسبوع، دعماً منها لعمل فريق إدارة الكوارث في الصليب الأحمر الفلبيني، ستة مهندسين متخصصين في المياه والإسكان. وندرس سبل جلب المياه من مصادر المياه غير المتضررة لتخزينها بحيث يتمكن الناجون الوافدون والمجتمعات المجاورة من استخدامها.

وتعمل اللجنة الدولية على زيادة سعة تخزين المياه من خلال تركيب خزانات مخصصة لهذا النوع من الطوارئ وتوصيلها بحنفيات. وقد ركّبنا هذه التجهيزات في مواقع استراتيجية في خمس مناطق يصعب فيها الحصول على المياه، مثل بلديات البلدات. ونقوم كذلك بوصل الحنفيات مباشرة بمحطات ضخ المياه التي لا تزال تعمل، مما يتيح وصول المياه لعدد أكبر من الناس.

وتعمل اللجنة الدولية بتعاون وثيق مع الصليب الأحمر الفلبيني والهيئات المحلية المعنية بالمياه على ضمان إعادة تزويد صهاريج وخزانات المياه بشكل متواصل. وتمكنّا في فترة وجيزة من توفير المياه لعدد من السكان وصل إلى 13000 شخصاً، والعمل لا يزال مستمراً.
وسيتعين على الهيئات المحلية المعنية بالمياه في الأسابيع المقبلة أن تستعيد في أسرع وقت ممكن قدراتها على تزويد المناطق المتضررة من الفيضانات بالمياه. وستوفر اللجنة الدولية الدعم لهذه الجهود، لا سيما وأن موظفينا متحمسون جداً، وسنواصل تلبية الاحتياجات كلما برزت.

الصور

أندرس كازال منسق اللجنة الدولية لمشاريع المياه والإسكان 

أندرس كازال منسق اللجنة الدولية لمشاريع المياه والإسكان
© ICRC

جرف الإعصار الاستوائي  

جرف الإعصار الاستوائي "واشي" قرىً بأكملها في مناطق عدة من الفلبين، حاصداً أرواح ما يناهز ألف شخص ومتسبباً بدمار هائل في البنى التحتية، بما في ذلك نظام الإمداد بالمياه. ويشكل الحصول على المياه النظيفة أولوية أساسية بالنسبة للناجين.
© Reuters