سري لانكا: أكثر من 250 ألف نازح في حاجة ماسة للمساعدة

20-05-2009 مقابلة

الآن وقد أُعلن انتهاء الأعمال العدائية, لابد من بذل كل جهد مستطاع لتسهيل وصول وكالات المعونة الإنسانية لمساعدة مئات الآلاف من النازحين. توضح السيدة "مونيكا زاناريلي" نائبة مدير العمليات في جنوب آسيا باللجنة الدولية للصليب الأحمرالمشكلات القائمة.

     
    ©Reuters      
   
مدنيون يعبرون بحيرة ضحلة للفرار من "منطقة حظر إطلاق النار". 
               
    ©CICR/Z. Burduli / lk-e-00432      
   
مارس/آذار 2009, أحد موظفي اللجنة الدولية يساعد سيدة وأطفالها لإجلائهم على ظهر سفينة من بوتوماتالان إلى ترينكومالي.  
               
    ©ICRC / Z. Burduli / lk-e-00448      
   
موظفان باللجنة الدولية يساعدان سيدة أصيبت في القتال لإجلائها ونقلها إلى المستشفى. 
           
       
    ©ICRC / Z. Burduli / lk-e-00419      
   
واحد من مرضى عديدين وكبار سن مدنيين تم إجلاؤهم من منطقة النزاع. 
           
     
     
   
مونيكا زاناريلي نائبة مدير العمليات في جنوب آسيا باللجنة الدولية للصليب الأحمر      
          هل يمكن أن تصفي لنا الوضع الإنساني في منطقة النزاع في الأيام القليلة الماضية؟  

اضطر عشرات الآلاف من السكان المحاصرين في منطقة النزاع لتحمل مشقات تفوق الوصف على مدار الأسابيع الأخيرة, حيث لم يُترك تقريبًا مكان واحد آمن, ولم يكن الحصول على الرعاية الصحية والغذاء والمياه متيسرًا. في صباح يوم الأحد الماضي, فقدنا الاتصال بفريق عملنا البالغ نحو عشرين موظفًا وطنيًّا كانوا في المنطقة. لذلك لا تتوفر لدينا معلومات مباشرة عما حدث في المنطقة منذ ذلك الحين. وبالأمس, استطاع عدد قليل منهم إرسال كلمة لنا بأنهم لا يزالون على قيد الحياة, وأنهم خارج المنطقة التي كان يجري فيها القتال. ولم نتلقَّ أخبارًا بعد عن باقي الفريق وأفراد أسرهم.

  هل تم إجلاء جميع المدنيين والمصابين الباقين في المنطقة؟  

آخر مرة استطاعت فيها اللجنة الدولية إجلاء أشخاص كانت مجموعة من 516 جريحًا ومريضًا وأقاربهم, وكان ذلك في التاسع من مايو/أيار. ومنذ ذلك الحين, ونحن نحاول دون جدوى العودة إلى المنطقة لتقديم أي مساعدة أخرى مطلوبة. واللجنة الدولية على صلة بالسلطات, وسوف تستغل أي فرصة تسنح أمامها للعودة إلى المنطقة.

  ماذا جرى للذين احتُجزوا؟  

استطاعت اللجنة الدولية حتى الآن مقابلة ما يزيد على 1800 مقاتل من حركة نمور تحرير إيلام تاميل الذين استسلموا للقوات المسلحة, وسجلت قائمة بأسمائهم. وجدير بالذكر أن اللجنة الدولية تزور بانتظام السجون وأماكن الاحتجاز المؤقتة في سري لانكا منذ عدة سنوات.

هل صحيح أن بعض كبار قادة نمور التاميل طلبوا من اللجنة الدولية التوسط في مفاوضات الاستسلام؟

تحتفظ اللجنة الدولية بعلاقات مع كل من ممثلي حركة نمور تحرير إيلام تاميل والحكومة السري لانكية منذ سنوات طويلة, وأوصلت رسائل من طرف إلى آخر عندما طُلب منها ذلك. وبوصفها منظمة محايدة ومستقلة, لا تكشف اللجنة الدولية عما تتضمنه المباحثات السرية الثنائية مع أيٍّ من طرفي النزاع.

  كم عدد المصابين؟ هل يحصل جميعهم على الرعاية الطبية اللازمة؟  

لا تستطيع اللجنة الدولية تقديم أرقام أو معرفة ما إذا كان جميع المصابين يحصلون على الرعاية اللازمة لهم. وينص القانون الدولي الإنساني على حفظ أرواح جميع أولئك الذين لا يقاتلون أو أصبحوا عاجزين عن القتال. كما يجب جمع الجرحى والمرضى والعناية بهم فورًا, ومعاملة المحتجزين معاملة إنسانية. وقد قامت اللجنة الدولية في الفترة من منتصف شهر فبراير/شباط والتاسع من مايو/أيار بإجلاء نحو 14,000 شخص ما بين جريح ومريض بالإضافة إلى مقدمي الرعاية المصاحبين. ويعمل حاليًّا فريق من الجراحين تابع للجنة الدولية في مستشفى " منـَّار " . وأمام تدفق مئات المرضى خلال الأيام والأسابيع الأخيرة, ساعدت اللجنة الدولية السلطات المعنية بالشؤون الصحية من أجل زيادة قدرة استيعاب ا لعنابر في مستشفيي " منَّار " و " فافونيا " حيث وفرت نحو 500 سرير إضافية.

  ما هي المساعدة التي قدمتها اللجنة الدولية للنازحين حتى الآن؟  

تشير الأرقام الرسمية الصادرة عن الحكومة إلى أن عدد النازحين داخليًّا يزيد على 250,000 نازح يقيمون في نحو عشرين مخيمًا. وقامت اللجنة الدولية بالتعاون مع شركائها في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر بتوزيع مياه الشرب والطرود الغذائية ومستلزمات النظافة, ومجموعات مخصصة لرعاية الأطفال الرضع والمستلزمات المنزلية الضرورية وأواني المطبخ على 40,000 شخص في مخيم  " منك فارم " الكبير بالقرب من " فافونيا " . وعلاوة على ذلك, وزعت خيام ولفافات من البلاستيك لإيواء نحو 17,000 شخص بشكل مؤقت.

  هل صحيح أن اللجنة الدولية لا تستطيع الوصول إلى المخيم الكبير بالقرب من "فافونيا"؟  

قيدت السلطات منذ الأسبوع الماضي دخول السيارات إلى مخيم " منك فارم " الذي يعد من أكبر المخيمات حيث يؤوي ما يزيد على 130,000 نازح مما أدى إلى تأجيل عملية توزيع المساعدات في المخيم مؤقتًا. وتأسف اللجنة الدولية ووكالات المساعدة الإنسانية الأخرى لهذه الحالة غير المقبولة لاسيما أنه ينجم عنها آثار خطيرة على آلاف النازحين الجدد إلى المخيم الذين كان عليهم حتى وقت قريب جدًّا مواجهة محن تفوق الوصف لمجرد البقاء على قيد الحياة في منطقة النزاع في شمال شرق البلاد. وتحاول اللجنة الدولية بالتعاون مع وكالات المساعدة الأخرى والسلطات التوصل إلى حل من شأنه السماح باستئناف عمليات التوزيع في أقرب وقت ممكن.