صفحة من الأرشيف: قد تحتوي على معلومات قديمة

العراق:آخر الأخبار من فريق اللجنة الدولية الميداني

07-04-2003 عرض لأنشطة اللجنة الدولية

الوضع العام - 5 أبريل /نيسان بغداد وما حولها أوضح القصف المستمر والهجوم البري الذي وقع خلال الأيام الأخيرة لسكان بغداد أن الحرب ستمتد إلى العاصمة نفسها – خلاف ما حدث عام 1991 . وأصبح الخطر المادي الملموس اكثر وضوحاً وأدى انفجار قذائف المدفعية على مشارف المدينة بالكثير من الأفراد إلى حزم متاعهم والانتقال إلى أحياء المدينة التي يرونها أكثر أماناً.

كان المرور في المدينة صباح يوم السبت في حالة اضطراب شديد, فقد كانت عائلات بأجمعها تتحرك من منازلها إلى منازل أقربائها في أجزاء أخرى من المدينة سعياً لإيجاد أماكن أكثر " أماناً " يلجئون إليها على الرغم من أن أحد ألا يعرف أي المناطق ستكون آمنة.
 
هناك قلق كبير بشأن متطلبات الدعم الطبي وإمدادات المياه على المدى القصير للمستشفيات ومنشآت المياه في مدن جنوب محافظة بغداد ( " أبو غريب " و " المحمودية " ) والمستشفيات الجراحية في " الحِلة " و " كربلاء " و " الأنبار " . وقد تلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر تقارير مثيرة للقلق حول الوضع في " المحمودية " حيث ورد أن المستشفى لم يعد قادراً على التعامل مع تدفق المصابين,خاصة أنه لم يعد بالإمكان تحويل المرضى إلى مستشفيات بغداد للحصول على العلاج وإجراء الجراحات نتيجة للعمليات العسكرية الدائرة على الطرق المؤدية لها. وفي هذه المرحلة, لا تستطيع بعثة اللجنة الدولية في بغداد الوصول إلى هذه المناطق.
 
في يوم الأحد 6 أبريل / نيسان استمرت اللجنة الدولية في أنشطة الطوارئ في بغداد ( التقرير يتبع)
العلاج الطبي الطارئ
 
أدى القصف المدفعي الشديد والعمليات العسكرية التي استمرت ليلتي الجمعة والسبت إلى تدفق مطرد من جرحى الحرب إلى مستشفى " اليرموك " بمعدل ما يقرب من مائة مريض في الساعة, وذلك حتى الظهيرة يوم السبت. وقد تم تقديم الإسعافات الأولية الطارئة إليهم ثم تحويلهم إلى مستشفيات أخرى في مكان قريب من المدينة من أجل المزيد من العلاج والعمليات الجراحية إذا دعت الضرورة.
 
لم يعد بالإمكان تسجيل إحصاءات دقيقة حول عدد جرحى الحرب الذين تم استقبالهم أو نقلهم, حيث تتعاقب الحالات الطارئة الواحدة تلو الأخرى إلى مستشفيات بغداد. تقوم سيارات الإسعاف بنقل الجرحى إلى مناطق التجمع ثم منها إلى المستشفيات, كما يحاول بعض الجرحى الوصول إلى أقرب مستشفي سيراً على الأقدام.
 
تعمل جميع المستشفيات تحت ضغط, وأفراد الخدمات الصحية يعملون دون توقف. وبالرغم من النشاط المكثف والمفرط, مازال العاملين بالمستشفيات يتدبرون الموقف. ويقوم الأطباء الذين عرضوا مساعداتهم على نحو تلقائي بتعزيز الفرق الطبية في وحدات الطوارئ. وقد توفرت الضمادات والمعدات الجراحية بكميات كافية حتى الأمس.
 
ونظراً لانخفاض ضغط وإمداد المياه القادمة من غالبية محطات معالجة المياه,لم يتم إمداد المستشفيات في بغداد بصفة دائمة بمياه مُضخة عبر الأنابيب, وهي في حاجة ماسة لمخزون مياه إضافي. وحتى يوم 5 أبريل/ نيسان, تم استهلاك قدر كبير من أكياس المياه التي أعدتها اللجنة الدولية سلفاً خلال الأيام والأسابيع الماضية في المستشفيات الجراحية الخمسة الرئيسية في بغداد. وسيتم توزيع 30,000 كيس مياه إضافي (سعة لتر واحد) على تلك المواقع في أسرع وقت ممكن . كذلك, تُعبأ كميات إضافية ضخمة من المياه في خزانات مطاطية عن طريق شاحنات للمياه (لاستخدامها في التنظيف والغسيل والأغراض الأخرى) لصالح مستشفيات " الكندي " و " الكرخ " . وسيتم التوسع في ذلك اعتبارا ًمن السادس من أبريل/ نيسان ليشمل المستشفيات الأخرى.
 
وقد تم تشغيل وحدات تنقية المياه المستخدمة في حالة الطوارئ ووحدة معالجة المياه المصغرة اللتان قامت اللجنة الدولية بتركيبهما في الأسابيع الماضية منذ ليلة يوم الخميس لتوفير المياه على نحو طارئ للمستشفيات الأربعة في المدينة الطبية, حيث أن محطة " الوثبة " لمعالجة المياه التي تقع بالقرب منها متوقفة عن العمل منذ ذلك الحين.
 
ولولا التشغيل الطارئ لوحدات اللجنة الدولية واستخدام بعض أكياس المياه البالغ عددها 35.000 كيس (سعة لتر واحد) التي تم إمداد تلك المستشفيات بها سلفاً, لأصبحت هناك مشكلة صحية خطيرة في قطاعات ووحدات المدينة الطبية.
 
المياه والمسكن
في بغداد
 
تم إجراء تقييم وقياس طارئين يوم السبت لقطاعات متعددة من مدينة بغداد للوقوف على مدى تأثر إنتاج وإمدادات المياه إلى المستشفيات نتيجة لانقطاع الكهرباء منذ مساء يوم الخميس. وتُغذَّى غالبية المستشفيات ومحطات المياه الآن بالطاقة الكهربائية بواسطة مولدات داعمة في معظم الوقت. وتتلقى بعثة اللجنة الدولية تقارير عدة حول المشكلات الفنية والطلبات الخاصة بحقائب أد وات الصيانة وقطع الغيار والإصلاحات. وقد تمت إصلاحات في محطتي " الوثبة " و " الدُورة " لمعالجة المياه حيث تمد المحطة الأخيرة مستشفى " اليرموك " الجراحي بالمياه.

 
وخارج بغداد
 
تُشير التقارير الواردة من محافظة " الأنبار " أن ثلاثة مولدات وفرتها اللجنة الدولية الأسبوع الماضي تم تركيبها وتعمل بنجاح, مما يعود بالفائدة على أكثر من 60,000 شخص حُرموا من إمدادات المياه منذ 29 مارس/آذار.
 
البصرة
 
عادت إلي الكويت يوم 5 أبريل/نيسان القافلة التي نقلت مواد طبية إلي مدينة البصرة يوم 4 أبريل/نيسان. وكانت القافلة تحمل معها رُفات السيد " تيري لويد " مراسل قناة الأخبار البريطانية المستقلة (ITN) الذي كان في أحد مستشفيات البصرة. وقد تم تسليم الرُفات إلي السلطات البريطانية. وعلى الرغم من الجهود المتكررة, لم تستطع اللجنة الدولية تحديد أماكن وجود صحفييَّن آخرَين تابعَين لنفس القناة, كان قد تم الإبلاغ عن فقدهما. وفقا لآخر التقارير الواردة من الميدان, سيمكث مندوبو اللجنة الدولية اليوم في مقر البعثة بينما سيظل الزملاء من الموظفين المحليين برفقة عائلاتهم. وفيما يلي تقرير ملخص من مندوبنا الطبي عن الوضع في البصرة خلال الأسبوع الماضي وحتى يوم 5 أبريل/ نيسان. فيما يلي الوضع في البصرة في الأسبوع الماضي وأنشطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر وقع معظم القصف في وقت متأخر من الليل أو في الصباح الباكر. وكانت هناك حركه محدودة في الشوارع أثناء الليل ولكن يبدو أن النشاط قد ازداد أثناء النهار حيث بدأت حركة المركبات وفتحت المتاجر أبوابها. كما وصلت إمدادات من الخضراوات والفواكه الطازجة إلى المدينة. وتحتفظ اللجنة الدولية باتصالات منتظمة ومثمرة مع السلطات العراقية, ولم تواجه مشكلات رئيسية فيما يختص بالتحرك في أرجاء المدينة.
 
الصحة
 
قامت اللجنة الدولية حتى الآن بزيارة ثلاثة مستشفيات جراحية رئي سية بصفة منتظمة. وهناك سيطرة علي الوضع العام مع توافر إمدادات كافية من معظم الأدوية. وأبدى فريق العمل الطبي استعداداً جيداً لمواجهة الطوارئ, حيث أن لديهم كفاءة عالية وخبرة كبيرة, إلا أن بعض أفراد من أطقم التمريض, خاصة من النساء, تغيبن عن العمل خلال الأيام الماضية بسبب الأزمة. كما كان هنالك نقص في بعض المواد الجراحية, خاصة القساطر ومواد التخدير, بالإضافة إلي البطاطين والملاءات, وقد قامت اللجنة الدولية بتزويد المستشفيات بها يوم 4أبريل/نيسان.
 
ذكرت المستشفيات أنها كانت تستقبل حوالي مائة جريح حرب يومياً خلال الأيام الثلاثة الأولى من القتال حول مدينة البصرة. وقد انخفض هذا العدد مؤخرا حيث تراوح بين 15 و25 جريح حرب في اليوم الواحد.
 
وتُعتبر إمدادات المياه النقية مشكلة كبرى, فالمستشفيات إما تُعاني من عدم توافر مياه كافية أو أنها تُضطَّر إلي استخدام مياه غير مُعالجة. وتعمل اللجنة الدولية علي تزويد كل مستشفي بعشرة آلاف لتر من المياه المعالجة يومياً بواسطة الشاحنات من خلال مقاولين محليين.
 
كما استمر نقل مياه إضافية يوم السبت 5 أبريل/نيسان بواسطة أربع شاحنات ناقلة للمياه تابعة للجنة الدولية, التي تخطط أيضاً لتركيب خزانات مياه مطاطية كبيرة في كل مستشفي بصفة عاجلة. وقد وفرت منظمة اليونيسيف هذه الخزانات وتم إحضارها مع قافلة يوم الرابع من أبريل/نيسان. ولا توجد أية مؤشرات علي وجود أزمة صحية عامة مثل تفشي الأوبئة. ولكن لوحظ تزايد في عدد حالات الإصابة بالإسهال.
 
أربيل
 
أفاد الزملاء المحليون باللجنة الدولية للصليب الأحمر بحدوث قصف بالقنابل في " دهوك " أثناء ليلتي السبت والأحد . وقد زار زملاؤنا مستشفى " دهوك " صباح الأحد وأكدوا أنها استقبلت 11 جريح حرب أثناء الليل وأنهم يتلقون العلاج. و في الوقت الحالي , يستطيع المستشفي مواجهة الاحتياجات الطارئة.
 
زيارة أسرى الحرب العراقيين لدى قوات التحالف
 
حتى يوم السبت 5 أبريل/ نيسان, التقى مندوبو اللجنة الدولية للصليب الأحمر بحوالي 3700 أسير حرب. وتستمر أعداد إضافي ة من أسرى الحرب العراقيين في الوفود إلى معسكر التحالف في جنوب العراق الذي يوجد به حاليا حوالي 4500 أسير.
 
ومن المؤسف أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لم تتح لها إمكانية زيارة أسرى الحرب من قوات التحالف المحتجزين لدى السلطات العراقية حتى الآن.

 
استعادة الروابط العائلية
 
في يوم السبت, استخدمت 56 أسرة هاتف بعثة اللجنة الدولية في بغداد المتصل بالقمر الصناعي للاتصال بأقاربهم في الخارج وإبلاغهم أخبار عن صحتهم وأماكن تواجدهم.

(للحصول على معلومات عن هذا البرنامج, انظر الموقع:  شبكة الروابط العائلية )