صفحة من الأرشيف: قد تحتوي على معلومات قديمة

كوت ديفوار : مازال الوضع الإنساني يبعث على القلق

07-07-2004 عرض لأنشطة اللجنة الدولية

تضاءلت آمال استقرار الوضع في كوت ديفوار تدريجياً خلال عام 2004 مما أثار القلق الإنساني إزاء الأشخاص الأكثر تضرراً من النزاع المسلح بين القوات الحكومية والمجموعة المتمردة, المسماة "القوات الجديدة".

ثارت توقعات بانتهاء العمليات العدائية بعد التوقيع على اتفاق السلام في يناير/كانون الثاني وتشكيل حكومة تصالح وطنية في مارس/آذار, إلا أن الخلافات المستديمة حول الجنسية والحق في الأرض مازالت دون حل. بالإضافة إلى هذا قاطعت المجموعات المتمردة الحكومة منذ 25 مارس/آذار عندما لقي أكثر من 100 شخص حتفهم أثناء مواجهات بين المتظاهرين والقوات الموالية للرئيس " غباغبو " .

هذا ومازالت الطوارىء الإنسانية الناجمة عن النزاع تبعث على القلق الشديد لاسيما في الشمال والغرب. فقد انقسمت البلاد الآن إلى ثلاث مناطق: المنطقة الجنوبية وتسيطر عليها القوات الحكومية, المنطقة الشمالية وتسيطر عليها الجماعة المتمردة المعروفة باسم " القوات الجديدة " والمنطقة الفاصلة الخاضعة لسيطرة القوات الفرنسية وقوات حفظ السلام التابعة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا.

وظلت اللجنة الدولية تنسق رد الحركة على الأزمة في كوت ديفوار. تدعم جمعية الصليب الأحمر لهذا البلد بتقديم مساعدة الطوارىء للمدنيين المتضررين من النزاع. وقد حصلت اللجنة الدولية على ترخيص وضمانات أمنية من جميع الأطراف وبالتالي يمكنها أن تتنقل في معظم أجزاء البلاد.

 
العناوين البارزة في العمليات الميدانية من فبراير/شباط إلى يونيو/حزيران 2004 
   
الحماية 
 

  زيارة المحتجزين: تزور اللجنة الدولية جميع أماكن الاحتجاز الخاضعة لسلطة وزارتي الدفاع والعدل والأمن وكذلك مواقع الاحتجاز التي تتحكم فيها " القوات الجديدة " . فقد زارت اللجنة الدولية منذ 19 سبتمبر/أيلول 2002 ما يزيد على 600 محتجز بسبب النزاع في 41 موقعاً.

  تبادل المحتجزين: شاركت اللجنة الدولية بطلب من أطراف النزاع في مارس/آذار في إخلاء سبيل ثمانية جنود حكوميين كانوا أسرى لدى " القوات الجديدة " ونقلتهم إلى أبيدجان. وأجرى مندوبوها مقابلات على انفراد مع كل واحد منهم للتأكد من هويته والاطلاع على حالته الصحية.

  إعادة الروابط العائلية: فقد العديد من أفراد الأسر الاتصال ببعضهم البعض منذ بداية النزاع. وللمساعدة على إعادة الاتصال تدير اللجنة الدولية شبكة لرسائل الصليب الأحمر تعالج أكثر من 600 رسالة في الشهر.

  الأطفال المنفصلون عن آبائهم: أعادت اللجنة الدولية في غضون الأشهر الأربعة الماضية ثلاثة أطفال آخرين من كوت ديفوار إلى آبائهم. ورافق مندوبوها اثنين منهما من مخيم للاجئين في غينيا إلى أبويهما في الجزء الغربي من كوت ديفوار بعد فراق دام أكثر من سنة. منذ اندلاع النزاع وحتى الآن أعادت اللجنة الدولية الاتصال بين ثلاثين طفلاً تقريباً وعائلاتهم. كما تشارك في محاولة العثور على أسر الأطفال المجندين سابقاً الذين هم في رعاية مؤسسة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف). بالإضافة إلى هذا عُثِر أيضاً على أسر 27 طفلاً لاجئاً من ليبيريا ويجري العمل حالياً بجمع شملهم بذويهم.

 
الأغذية والمساعدات الأخرى 
 

  الأغذية والسلع الضرورية: تضرر السكان المدنيون بشدة طيلة شهور من أعمال القتال المصحوبة بنهب الأغذية والمعدات الأخرى. ففي أبريل/نيسان أنهت اللجنة الدولية عملية كبيرة وزعت خلالها السلع الأساسية (البطانيات, أواني المطبخ, حصير النوم, الصابون, قطع البلاستيك, دلاء) على 175 ألف نازح عادوا إلى 250 قرية تقريباًَ في " غربو " و " تاي " و " دويكوي " و " بانغولو " و " تولبلوه " و " بن-هويه " و " زهان-هونين " و " دانانيه " .

كذلك وزعت البذور وأدوات الزراعة على حوالي 3000 امرأة غرب البلاد تضررن من النزاع بشدة. 

وفي مايو/أيار نفذت عملية لإغاثة الطوارىء وزعت فيها سلع أساسية على أكثر من 2500 نازح في " بانغولو " . 

وتواصل اللجنة الدولية أيضاً تزويد حوالي 70 مؤسسة ومركزاً صحياً (مستشفيات, دور الأيتام, مراكز المصابين بالجذام) بالأغذية التي جاء بها برنامج الغذاء العالمي أو اللجنة الدولية.

في " غويغلو " وزع الصابون على 7000 نازح تقريباً; وقد أصبح بإمكان النازحين مؤقتاً في الشمال أن يستمتعوا بشيء من الراحة وأن يتلقوا الرعاية الأساسية في ثلاثة مراكز تديرها اللجنة الدولية.

 
المساعدة الطبية  
 

  الإمدادات الطبية : في المناطق التي عجزت فيها الصيدليات التي تدريها الحكومة عن توفير الأدوية, تزود اللجنة الدولية (بدعم مالي من المفوضية الأوربية) نحو 100 وحدة طبية تقريباً بالأدوية تخدم أكثر من مليوني شخص. وتوزع مواد الإسعاف على العديد من فروع الصليب الأحمر المحلية بانتظام.

  الطوارىء والتلقيح : زودت اللجنة الدولية مستشفيات عديدة بمواد التلقيح لمساعدتها على الاستجابة لاحتياجات الطوارىء. بالإضافة إلى هذا وبعد أحداث 25 و26 مارس/آذار في أبيدجان تلقت خمسة من مستشفيات المدينة إمدادات طبية لعلاج الجرحى.

  مراقبة الصحة والتنسيق : تراقب اللجنة الدولية انتشار الأمراض (الحصبة والكوليرا والتهاب السحايا). وتقدم استنتاجاتها إلى السلطات الصحية والمنظمات الإنسانية الأخرى والمانحين لتنسيق الاستجابة لاحتياجات السكان من الناحية الصحية. كذلك تقدم معلومات عن الأمراض التي تنتقل عن طريق الجنس وفيروس نقص المناعة المكتسبة.

 
خدمات الماء والصحة  
 

  معالجة المياه: تساعد اللجنة الدولية على توفير الماء النظيف في سبعين مدينة تقريباً يقطنها مليون ونصف نسمة. فخلال الأشهر الستة الأولى من السنة نقلت اللجنة الدولية حوالي 448 طناً من المواد الأساسية (حمض هيبوكلوريت, كبريت الألمنيوم, الكلس) لضمان معالجة المياه على نحو ملائم. كذلك توفر المعدات لصيانة محطات معالجة المياه ووسائل النقل للمهندسين. كما أنهت جولة أولى لتحليل الماء للـتأكد من جودته.

وفي مارس/آذار 2004 وقعت اللجنة الدولية عقداً مع المفوضية الأوربية لضمان مواصلة مساعدتها في مجال خدمات الماء والصحة.

وقد ساعدت فروع الصليب الأحمر لكوت ديفوار المحلية أيضاً على جمع النفايات والتخلص منها في مناطق مثل منطقة " بلوليكان " .

 
نشر القانون الدولي الإنساني  
 

تذكِّر اللجنة الدولية جميع أطراف النزاع على نحو منتظم بواجباتها تحت طائلة القانون الدولي الإنساني كما تقوم بتوعية عامة الناس بهذا القانون. واشتملت البرامج التي نفذت في غضون الأشهر القليلة الماضية ما يلي:

  الشرطة: شاركت اللجنة الدولية في دورات تدريبية حضرها نحو 1200 ضابط شرطة متدرب للاطلاع على القانون الدولي الإنساني وأنشطة اللجنة الدولية على نطاق أوسع. كما قدمت محاضرات إلى قوات الشرطة عن معاملة المحتجزين.

  المقاتلون: شارك 180 جندياً من " القوات الجديدة " في دورة تدريبية عن القانون الدولي الإنساني. كما شارك 40 من قوات حفظ السلام في دورة تدريبية عن هذا القانون أقيمت في شهر مايو/أيار .  

وسائل الإعلام: نظمت في مارس/آذار ورشة عمل عن القانون الدولي الإنساني حضرها 27 صحفياً في " بواكيه " .

  أطفال المدارس: كوت ديفوار هي واحدة مما يزيد على اثني عشر بلدا أفريقيا تشارك في برنامج للجنة الدول ية عن نشر المعرفة بالقانون الإنساني لدى تلاميذ المدارس الثانوية. ويجري العمل باختبار برنامج " استكشاف القانون الدولي الإنساني في 12 مدرسة عبر أنحاء البلاد.

  التنسيق داخل الحركة: منذ بداية الأزمة في كوت ديفوار أدت اللجنة الدولية دور الوكالة الرائدة للحركة وذلك استناداً إلى اتفاق اشبيلية. ويجري تنسيق الأنشطة بالتعاون مع الصليب الأحمر لكوت ديفوار والاتحاد الدولي. وتقدم اللجنة الدولية الدعم الفني واللوجيستي والمالي إلى الجمعية الوطنية.

كذلك يقدم الاتحاد الدولي الدعم إلى الصليب الأحمر الوطني ويعمل على تعزيز قدراته في ميدان العمليات. وفي الوقت نفسه ينسق العمل الذي تنجزه جمعيات الصليب الأحمر في البلدان المجاورة لمساعدة الأشخاص المنكوبين بفعل النزاع في كوت ديفوار.