صفحة من الأرشيف: قد تحتوي على معلومات قديمة

كوت ديفوار: استجابة اللجنة الدولية للصليب الأحمر للعنف المتزايد

15-11-2004 عرض لأنشطة اللجنة الدولية

على إثر اندلاع العنف مؤخراً في كوت ديفوار انخرطت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجمعية الصليب الأحمر لكوت ديفوار في سلسلة من أنشطة الاستجابة الطارئة مع التركيز خاصة على تقديم العلاج والمعدات والإمدادات الطبية وكفالة الحصول على مياه آمنة.

جاء استئناف الأعمال العدائية في بداية نوفمبر (تشرين الثاني) 2004 بين القوات الحكومية ومتمردي " القوات الجديدة " لكي يبرهن على هشاشة الوضع السياسي لكوت ديفوار ويبيّن مدى السرعة التي يمكن بها للأوضاع الأمنية أن تتدهور بالنسبة للسكان المدنيين.

وبحلول منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) كان الهدوء النسبي قد عاد للبلاد غير أن الوضع يظل متقلّباً للغاية. وتظل البلاد مقسمة إلى ثلاث مناطق: الجنوب وتسيطر عليه القوات الموالية للحكومة، والشمال وتسيطر عليه الجماعة المتمردة المعروفة باسم " القوات الجديدة " ، والمنطقة الفاصلة التي تراقبها قوات حفظ السلام التابعة لفرنسا والأمم المتحدة.

  الاستجابة لاحتياجات المرضى والجرحى  

استجابت اللجنة الدولية وجمعية الصليب الأحمر لكوت ديفوار للعنف عبر التركيز على مساعدة الجرحى ومحاولة تخفيف آثار القتال على السكان المدنيين. وخلال الفترة بين 5 و11 نوفمبر (تشرين الثاني) عالج الصليب الأحمر أكثر من ثلاثة آلاف مريض وجريح، حيث قدّم الإسعافات الأوّلية للمصابين من جراء القتال وقام بإجلائهم وكفالة تلقيهم العلاج في المستشفيات.

وإضافة إلى ذلك تبرّعت اللجنة الدولية بإمدادات طبية لمستشفيين في أبيدجان من أجل علاج 350 شخصاً كما أمدت فرقة الإطفاء بضمادات لربعمائة من جرحى الحرب وقدّمت مواد الإسعافات الأوّلية لجميعة الصليب الأحمر لكوت ديفوار. وقدّمت اللجنة الدولية أيضاً الملابس للمئات من نزلاء المستشفيات كما وفّرت التنقلات لأفراد الخدمات الطبية من أجل كفالة أمانهم.

وفي جنوب البلاد تبرّعت اللجنة الدولية بإمدادات طبية للمسشتفيات والمراكز الصحية في " غانيوا " و " دالوا " وأسهمت في تعبئة متطوعين من جميعة الصليب الأحمر لكوت ديفوار في تسع بلدات من أجل مساعدة ضحايا العنف. وفي " غانيوا " ساعدت الجمعية الوطنية أيضاً في نقل إمدادات الدم بين الوحدات الصحية.

وفي الشمال والغرب قدّمت المنظمة الإمدادات الطبية لقرابة سبعين مركزاً صحياً ووفّرت الوقود لمولِّدات المستشفيات.

  الحصول على مياه آمنة  

مثّل توزيع إمدادات الكهرباء في شمال البلاد وغربها شاغلاً أساسياً. فإذ توقّفت محطات ضخ المياه عن العمل انقطع إمداد المياه عن سكان يبلغ عددهم 1.5 مليون نسمة.

وفي بلدات عدة قامت اللجنة الدولية وجمعية الصليب الأحمر لكوت ديفوار بتطهير الآبار وإعلام السكان عن مصادر المياه الآمنة عبر سلسلة من البلاغات الإذاعية.

وقد عادت الخدمات الأساسية إلى الوضع الطبيعي منذ ذلك الوقت، غير أن اللجنة الدولية تبقي على برنامجها المتعلق بتطهير الآبار وتواصل مراقبة الوضع.

  الأنشطة الاعتيادية  

إلى جانب استجابتها للاحتياجات الإنسانية الناجمة عن الأعمال العدائية الأخيرة تواصل اللجنة الدولية تنفيذ الأهداف التي حدّدتها لنفسها بالنسبة لكوت ديفوار وبقية البلدان التي تغطيها بعثة أبيدجان الإقليمية. وبوصفها الوكالة الرائدة تولّت اللجنة الدولية تنسيق الاستجابة للنزاع في كوت ديفوار لصالح مكوّنات الحركة الأخرى. وقد حصلت اللجنة الدولية من جميع الأطراف المعنية على تجديد للأذونات والضمانات الأمنية، ومن ثم فإنها تستطيع الوصول إلى جميع مناطق البلاد تقريباً.

وتدير اللجنة الدولية أنشطتها في كوت ديفوار انطلاقاً من بعثتها الرئيسية في أبيدجان وعبر بعثتيها الفرعيتين في " بواكيه " و " مان " ومكتبها في " كورهوغو " . وإضافة إلى ذلك تنسّق اللجنة الدولية وتموّل أنشطة متطوعي وموظفي جمعية الصليب الأحمر لكوت ديفوار والتي تتكوّن بدورها من شبكة من 42 فرعاً نشطاً.

وعلى امتداد المنطقة تواصل اللجنة الدولية التركيز على مراقبة الوضع الإنساني المتصل بالنزاعين الإيفواري والليبيري، مع التركيز على محنة العائدين وأبناء الأسر المشتتة. وتشكّل حماية السك ان المهددين بالنزاع أو المتضررين منه من مدنيين ومحتجزين الجانب الأكبر من أنشطة المنظمة في كوت ديفوار. وتواصل اللجنة الدولية بذل جهودها الرامية إلى دعم المرافق التي تقدّم الخدمات الأساسية (الإمداد بالمياه والرعاية الصحية) للسكان في المناطق التي يصعب الوصول إليها وتعزّز أمنهم الاقتصادي. وهي تركّز على تعزيز القانون الدولي الإنساني في الميدان مع إيلاء عناية خاصة لحاملي السلاح والمجتمع المدني في المناطق المعرّضة للأخطار.