صفحة من الأرشيف: قد تحتوي على معلومات قديمة

الصليب الأحمر والهلال الأحمر يوجه نداءً عالمياً للعمل من أجل التصدي للتحديات الإنسانية اليوم

26-11-2009 بيان صحفي

نيروبي/جنيف – أعدت حركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر عدتها وعقدت العزم على المضي قدما في معالجة أهم التحديات الإنسانية اليوم. وإذ نأتي إلى ختام أول مجلس للمندوبين يعقده الصليب الأحمر والهلال الأحمر في أفريقيا، دعا رؤساء الصليب الأحمر والهلال الأحمر من أكثر من 180 بلدا الحكومات وسائر المعنيين، إلى الوقوف صف واحد مع الحركة من أجل تحسين حياة أشد الفئات ضعفا.

وإذ نلتقي اليوم بعد 150 عاما من معركة سولفرينو التي أدت إلى نشأة الصليب الأحمر والهلال الأحمر، يعرب المجلس عن تضامنه مع جميع الذين يناضلون اليوم لمواجهة تحديات " سولفرينو الجديدة " سواء كانت في صورة معاناة من صراعات مسلحة أو كوارث طبيعية أو فقر، أو تغير المناخ أو الأزمة الاقتصادية العالمية التي تجثم على العالم اليوم.

يعقد مجلس المندوبين اجتماعاته كل سنتين بمشاركة قيادات من 186 جمعية وطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقد اجتمع مجلس المندوبين من 23 – 25 تشرين الثاني/نوفمبر في نيروبي بكينيا.

وأقر المجلس بأن الصليب الأحمر والهلال الأحمر بوصفه أكبر الشبكات الإنسانية، سيواصل جهوده في حفز صانعي القرارات على إيلاء أولوية لمصالح أشد الفئات تضررا من الأزمات الإنسانية اليوم. كما شدد على التزام الصليب الأحمر والهلال الأحمر إزاء أفريقيا، مشدداً على أن التحديات الإنسانية في القارة تحاج إلى التصدي من زاوية عالمية. وصرح المجلس بأن الحركة ستعمل كصف واحد في تشجيع الحلول وتحقيق التقدم المستديم في أفريقيا، وذلك من منطلق المسؤولية المشتركة وحتى تتمكن المجتمعات الإفريقية من أن تحدث الفرق بيدها ومن أجلها هي.

ونبه المجلس إلى أن تغير المناخ قد صار أحد العوامل الرئيسية التي تسبب الكوارث الجوية، والتي تؤثر على الملايين من البشر في أنحاء المسكونة، ودعا إلى زيادة الاستثمار في الحد من المخاطر وتعزيز مرونة المجتمعات المحلية وتأهبها لمواجهة الكوارث باعتبارها من الاستراتيجيات الرئيسية للتكيف مع تغير المناخ.

إن تغير المناخ والحروب والعنف والفقر عوامل قد دفعت بعشرات الملايين من البشر إلى هجرة بيوتهم والانضمام إلى صفوف الذين نزحوا داخل القطر. وقد اعتمد مجلس المندوبين سياسة جديدة تلزم الصليب الأحمر والهلال الأحمر باتخاذ خطوات لحظر النزوح الدا خلي، على أنه إن تعذر ذلك، يلتزم بتوفير دعم دائم للنازحين وللمجتمعات التي تستضيفهم.

كذلك أعرب المجلس عن عزم الصليب الأحمر والهلال الأحمر على مساعدة عشرات الملايين من المهاجرين الباحثين عن حياة أفضل خارج أوطانهم، وعلى مناصرتهم بما فيهم الذين يعيشون خارج نطاق الخدمات الصحية والاجتماعية والقانونية التقليدية أو على هامشها. 

وسواء كانوا من النازحين أو من السكان، فإن عددا لا يحصى من الذين تضرروا من الحروب أو غيرها من ضروب العنف، لا تتوفر لهم فرص مواتية للحصول على الرعاية الصحية إما بسبب تعرض العاملين والمرافق الطبية للعدوان أو التهديد به. وأقر المجلس بأن الصليب الأحمر والهلال الأحمر سيحمي حقوق الجرحى والمرضى في الحصول على الرعاية الصحية، وأنه سيعمل من أجل احترام العاملين في الرعاية الصحية وصون مرافقها.

وإذ يشعر المجلس بقلق بسبب تزايد وقع الأوبئة المتزايد على مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية في البلدان الفقيرة، فقد طلب بزيادة الدعم لتيسير الوصول إلى الخدمات الصحية وإلى البرامج الموسعة بما يسمح للمجتمعات المحلية بأن تحسن من تأهبها للمخاطر الصحية والتصدي لها.

وأكد المجلس مجددا التزام الصليب الأحمر والهلال الأحمر الراسخ منذ أمد طويل بمعالجة التأثير المدمر للأسلحة التي يتواصل تأثيرها الفتاك حتى بعد انقضاء الاشتباكات بفترة طويلة : ويقصد بها الألغام المضادة للأفراد، والقنابل العنقودية وغيرها من المفرقعات من مخلفات الحروب. ودعا المجلس إلى تحسين إعمال القوانين الدولية المعتمدة من أجل حظر هذه الأسلحة والتعامل مع ما تحدثه من دمار، وحث المشاركين في قمة قرطا جنة المقبل الداعي إلى عالم خال من الألغام إلى زيادة كبيرة في حجم المساعدات الموجهة إلى ضحايا الألغام الأرضية.

ويناشد المجلس الدول بأن تحد من الخسائر البشرية الناجمة عن توفر الأسلحة عشوائياً، بما في ذلك من خلال تنظيم تجارة جميع الأسلحة التقليدية والذخائر، ورحب بعودة حظر الأسلحة النووية إلى جدول الأعمال الدولي. 

وأعرب المجلس عن انزعاجه بسبب الخسائر البشرية الفادحة للصراعات المسلحة الدائرة في أرجاء العالم، مؤكدا على اقتناع الصليب الأحمر والهلال الأحمر بأن القانون الدولي الإنساني يقدم أفضل حماية قانونية متاحة للذين يعانون ويلات الحروب. وقال إنه بعد 60 عاما على إقرار اتفاقيات جنيف لعام 1949، لا نزال اليوم نحتاج إلى تفعيل احترام القواعد السائدة، وإلى تطويرها وتوضيحها حرصا حتى يظل القانون الدولي الإنساني ملائما لواقع الحروب دائم التغيير.

واليوم وقد مضى مائة وخمسون عاما على مولد الصليب الأحمر والهلال الأحمر منذ أن نشر هنري دونان دعوته مستلهما فطرته وهو يشهد الدم المسفوك في ساحة سولفرينو، الحركة مقتنعة بأن " تحديات سولفرينو اليوم " تتطلب مواجهة جماعية من المجتمع الدولي، ترتكز على شراكات محلية وعالمية متجددة. إن عشرات الملايين من الشباب والمتطوعين والعاملين في الصليب الأحمر والهلال الأحمر يبذلون الجهد يوما بعد يوم، ويظهرون للجميع أن كل فرد يستطيع أن يحدث فرقا في عالمنا .

إن عالمنا هو عملكم.