بيان بموقف الحركة الدولية بشأن المستضعفين الفارين من العنف في شمال أفريقيا

11-03-2011 تصريح

تود الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر أن تعرب عن بالغ قلقها إزاء الوضع الإنساني المتدهور جراء تصاعد العنف وازاء المحنة التي يتعرض لها المدنيون المتضررون من الأزمة في ليبيا والأحداث في البلدان المجاورة.

لقد عملت جمعيات الهلال الأحمر الوطنية في ليبيا وتونس ومصر دون كلل على توفير الخدمات الحيوية لأشد الناس احتياجاً إليها. وكذلك يساورنا قلق عميق إزاء الاعتداءات التي وقعت مؤخراً على أفراد الهلال الأحمر الليبي وسيارات الإسعاف التابعة له أثناء قيامهم بواجباتهم، ونذكر في هذا الصدد بأن أفراد وممتلكات الهلال الأحمر والصليب الأحمر يجب أن تتمتع بالحماية والاحترام في كل وقت.

ونحن نرحب بالالتزامات التي أعلنها عدد من الدول بشأن توفير المساعدات الإنسانية والحماية وغيرها من الخدمات للمتضررين من هذه الأزمة، ولا سيما أولئك الذين اضطروا للنزوح إلى البلدان المجاورة وأوروبا، بلدان البحر المتوسط بالأساس. ونهيب بالدول احترام حقوق المهاجرين المستضعفين بما يتماشى والقانون الدولي لحقوق الإنسان وقانون اللاجئين. فيجب السماح لجميع الفارين بالنجاة بحياتهم بالوصول إلى مناطق آمنة. وبالنسبة للمهاجرين، ينبغي على الدول كذلك أن تضمن الوفاء باحتياجاتهم الأساسية، ومعاملتهم بما يكفل كرامتهم، وأن تضمن ألا يتعرضوا لمعاملة تمييزية وأن يحصلوا على الخدمات الأساسية مثل الصحة والغذاء والتعليم.

لقد قامت جمعيات الصليب الأحمر في عدة دول أوروبية، مثل إيطاليا ومالطة وفرنسا واسبانيا واليونان، بتعبئة الموارد والأفراد لمساعدة "المهاجرين" الوافدين أو الاستعداد لاحتمال حدوث تدفق سكاني. وبالنظر إلى الوضع المتأجج في شمال أفريقيا، هناك احتمال كبير أن يسعى الآلاف إلى اللجوء إلى البلدان الأوروبية. إن هذا الوضع استثنائي، وله بعد إقليمي يستدعي دعماً حيوياً ليس فقط من جانب آحاد الدول الأوروبية ولكن أيضاً من جانب الاتحاد الأوروبي. وتقف منظمات الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر على استعداد للقيام بمهمتها في حدود مسؤولياتها وصلاحياتها، ولكنها ستحتاج في ذلك إلى دعم كبير.

ونحن نحيي الاستجابة العاجلة التي قامت بها حتى الآن البلدان المضيفة سواء في شمال أفريقيا أو في أوروبا للتحديات الإنسانية الهائلة الناجمة عن استقبال أعداد كبيرة من النازحين من عدة بلدان في شمال أفريقيا، وندعو إلى المزيد من الاعتراف والدعم الدوليين للبلدان التي تستقبل النازحين.

إن جمعيات الهلال الأحمر في ليبيا ومصر وتونس والجزائر حشدت جميع قواها تساندها في ذلك الحركة الدولية من أجل مواجهة الأزمة المتبدية في شمال أفريقيا. وينبغي دعم تلك الجمعيات في قيامها وفقاً لمهمتها الإنسانية بتوفير مساعدات إنسانية حيوية لجميع المحتاجين إليها (من سكان مدنيين وعمالة مهاجرة ولاجئين ونازحين داخلياً ومجتمعات مستقبلة للمهاجرين) بغض النظر عن وضعهم القانوني ودونما تمييز.