كوت ديفوار : لا تزال الاحتياجات الإنسانية هائلة

14-04-2011 عرض لأنشطة اللجنة الدولية

يبقى الوضع الأمنيفي كوت ديفوار غير مستقر والحاجات الإنسانية ضخمة. ولهذا تعود اللجنة الدولية إلى تقديم الإغاثة الطارئة في أبيدجان، وتعمل في غرب البلاد مع الصليب الأحمر في كوت ديفوار لتكثيف المساعدة التي تقدمها للسكان ولاسيما النازحين منهم.

الوضع لا يزال خطيراً في أبيدجان وفي بلدات عدة غرب البلاد

تقول السيدة "دومينيك لينغمي" رئيسة بعثة اللجنة الدولية في "أبيدجان": منذ حوالي أسبوعين ونحن نتلقى عبر الهاتف كل يوم مئات نداءات الاستغاثة، والآن يتحسن الوضع بعض الشيء. يستطيع السكان شراء الحاجيات من جديد ولكن ليس في كل أحياء المدينة. ولا يزال يتعذر على العديد من المرضى والجرحى الوصول إلى المستشفى بسبب انعدام الأمن وغياب وسائل النقل. أما المؤسسات الطبية العاملة فتواجه ضغطاً يفوق طاقاتها ولا يوجد لديها ما يكفي من المعدات والموظفين، بينما لا تزال الجثث ملقية في الطرقات في عدة أحياء. "

وخلفت المواجهات وأعمال العنف الطائفية التي جرت في الغرب عدداً كبيراً من الجرحى والقتلى وتسببت بنزوح آلاف الأشخاص. ويمكن وصف الوضع الإنساني بالخطير لاسيما في "غيغلو" و"دويكوي" و"دالوا" وعلى المحور "بن هويي- تولوبلو- بلوليكين" القريب من الحدود مع ليبريا. وتقول السيدة "لينغمي": تعرّض عدد كبير من المنازل والأسواق والمستشفيات إلى النهب أو حتى التدمير. وتبقى هناك حالة توتر عميق يقابلها خطر عودة العنف إلى البروز".

تقديم المساعدة العاجلة في أبيدجان

منذ يوم الأربعاء ، قدمت اللجنة الدولية مساعدة عاجلة إلى أكثر من 3700 نازح في أربعة مراكز استقبال في أبيدجان في شكل أقراص أغذية تسمح للأطفال والكبار الذين يعانون من سوء التغذية باستعادة قواهم.

وسلمت يوم الخميس معدات طبية إلى المستشفيين الجامعيين في "كوكودي" و"ترايشفيل" ، وإلى مستشفيين للإحالة في أبيدجان، وعيادة "سانت آن ماري" الدولية.

وتقول السيدة "لينغمي": : منذ الأول من نيسان، يتواجد المسعفون التابعون للصليب الأحمر في كوت ديفوار في الخط الأمامي بالرغم من حالة انعدام الأمن . فهم قدموا الإسعافات الأولية إلى حوالي 600 شخص بين جريح ومريض وأجلوا حوالي 300 شخص نحو المستشفيات الأقرب إليهم . إنهم يقومون بعمل رائع وسط ظروف صعبة للغاية."

ووزع أيضاً متطوعو الصليب الأحمر المواد الغذائية ومياه الشرب وغيرها من المواد الأساسية على العديد من النازحين في مختلف مراكز الاستقبال وإلى غيرهم من الأشخاص المستضعفين. وساندوا في بعض الأحيان جهود مؤسسات دفن الموتى لجمع الجثث في أحياء مختلفة من المدينة.

الأولوية للرعاية الطبية ومساعدة النازحين  في "غيغلو"

بدأت اللجنة الدولية والصليب الأحمر في كوت ديفوار يوم الأربعاء توزيع المستلزمات الأساسية على حوالي 7000 نازح في خمسة مراكز استقبال في "غيغلو". ويوضح السيد "إدموند كورتيزي" مسؤول اللجنة الدولية الموجود في المدينة قائلاً : "إنها أول عملية إغاثة من هذا النوع للنازحين في هذه المدينة غرب البلاد  التي عانت بشدة من المعارك وأعمال النهب والعنف".

ويضيف  السيد "كورتيزي" : " لقد توقفت عن العمل في هذه المنطقة مستشفيات ومراكز صحية كثيرة بسبب الأحداث الأخيرة. وعالج الصليب الأحمر في كوت ديفوار منذ يوم 5 نيسان/أبريل حوالي 200 جريح ومريض في "غيغلو". وقدمت إلى اليوم عيادته المتنقلة التي تحظى بدعم اللجنة الدولية قرابة 480 معاينة مجانية منها 30% لنساء حوامل على المحور " بن هويي- تولوبلو- بلوليكين". ومن المتوقع إجراء عمليات توزيع طارئة على المحور نفسه خلال الأيام المقبلة.

وفي منطقة الوسط الغربي، عاد  مستشفى "غانيويا" إلى العمل بفضل دعم الصليب الأحمر (قدم سيارات الإسعاف والوقود والمعدات الطبية والموظفين) . وفي "بواكي" في الشمال، قدمت اللجنة الدولية معدات طبية مثل مجموعات التضميد  والجبس إلى عدة مؤسسات طبية.

المياه والصرف الصحي في الغرب

في "دويكوي"، لا يزال عشرات آلاف الأشخاص الذين فروا بعيداً عن أعمال العنف موجودين في مراكز استقبال. وتعمل فرق اللجنة الدولية والصليب الأحمر في كوت ديفوار بصورة خاصة منذ أول كانون الثاني/يناير على تلبية حاجات هؤلاء النازحين للماء. وبنت خلال الأيام الأخيرة منصة لخزانين سعة كل منهما 10 آلاف لتر، ونقلت الماء بالشاحنات من أجل ملء الخزانات في المستشفى وفي البعثتين الكاثوليكية والبروتستانتية في المدينة، وركّبت مجموعتين جديدتين لتوزيع المياه. كما تقوم ببناء 20 مرحاضاً و20 دشاً إضافياً للاستحمام وتنظيف وتطهير جزء من البعثة الكاثوليكية.

وفي "غيغلو" تولى الصليب الأحمر بناء  25 مرحاضاً و20 دشاً للاستحمام من أجل النازحين، وقام بمعالجة 10 آبار  في المدينة بالكلور .

زيارة المحتجزين

شهدت الأيام الأخيرة توقيف عدة أشخاص بسبب النزاع المسلح. وبدأ مندوبو اللجنة الدولية بزيارة المحتجزين في "بواكي" للاطلاع على ظروف احتجازهم والمعاملة التي يلقونها.

وفي أبيدجان، طلبت اللجنة الدولية السماح لها بزيارة نفس هذه الفئة من الأشخاص بأسرع وقت ممكن. وشمل هذا الطلب السيد "غباغبو" والمقربين منه الذين أوقفوا يوم الاثنين.   
الوضع لا يزال حرجاً في ليبريا المجاورة بالنسبة إلى اللاجئين والعائلات التي تستضيفهم

اللاجئون من كوت ديفوار الذين بلغ عددهم حوالي 130000 شخص فروا منذ كانون الأول/ديسمبر الماضي خوفاً من الاضطرابات ، ينتظرون هناك ريثما يرون كيف يتطور الوضع في بلادهم قبل البحث في إمكانية العودة إليها. وعلاوة على ذلك، وصل لاجئون جدد إلى مقاطعة ماريلاند جنوب شرق ليبريا.

وتواصل اللجنة الدولية والجمعية الوطنية للصليب الأحمر الليبري مساعدة الأطفال وغيرهم من اللاجئين على إعادة الاتصال بأقاربهم الذين انفصلوا عنهم. وتساعد أيضاً المنظمتان، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، اللاجئين والمجتمعات المحلية التي تستقبلهم على الحصول على مياه الشرب. وقد أظهرت الجماعات المحلية الليبرية المقيمة على الحدود كرماً فائقاً تجاه سكان كوت ديفوار الذين استقبلتهم ولهذا بدأ مخزون الغذاء ينفد بصورة مقلقة. هذا وتزور اللجنة الدولية أشخاصاً محتجزين في السجن المركزي في "هاربر"، مقاطعة ماريلاند، لأسباب تتعلق بالنزاع في كوت ديفوار.

للمزيد من المعلومات يرجى الاتصال:
بالسيد Kelnor Panglungtshang، اللجنة الدولية، أبيدجان، الهاتف: 404 399 09 225+
أو السيد Steven Anderson، اللجنة الدولية، جنيف، الهاتف: 9250 536 4179 +

الصور

الفريق الطبي المتنقل يجري المعاينات الطبية في مركز اللجنة المحلية للصليب الأحمر التي أصبحت الآن مركز العلاج الوحيد للسكان الذين لم يغادروا المدينة.  

"تولوبلو" - كوت ديفوار. الفريق الطبي المتنقل يجري المعاينات الطبية في مركز اللجنة المحلية للصليب الأحمر التي أصبحت الآن مركز العلاج الوحيد للسكان الذين لم يغادروا المدينة.
© ICRC / A-M. Altherr