كوت ديفوار: مساعدة ضحايا أعمال العنف بين المجتمعات المحلية

21-01-2011 عرض لأنشطة اللجنة الدولية

في وقت تستمر فيه الأزمة التي أعقبت الانتخابات في كوت ديفوار, تتسبب أعمال العنف بعواقب إنسانية وخيمة على السكان, لا سيما في غرب البلاد. ومنذ بداية الأحداث, تزور اللجنة الدولية المحتجزين وتساعد الجرحى والنازحين بالتعاون مع الصليب الأحمر في كوت ديفوار.

     
    ©CICR/S. Barthélémy      
   
    البعثة الكاثوليكية في دويكوي, كوت ديفوار. إمرأة تحمل معها المواد الأساسية التي وزعتها اللجنة الدولية, ويساعدها في ذلك متطوع من الصليب الأحمر في كوت ديفوار.      
           
   

       
    ©CICR/S. Barthélémy      
   
    مستشفى دويكوي, كوت ديفوار. فني من اللجنة الدولية يقوم بتثبيت منصة لمياه الشرب.      
           
   

       
    ©CICR/S. Barthélémy      
   
    حي كوكومان, دويكوي, كوت ديفوار. إمرأة تحمل المواد الأساسية التي وزعتها اللجنة الدولية.      
           
   

       
    ©CICR/S. Barthélémy      
   
    البعثة الكاثوليكية في دويكوي, كوت ديفوار. متطوع من الصليب الأحمر في كوت ديفوار يسجل إحدى المستفيدات.      
           
   

       
    ©CICR/S. Barthélémy      
   
    البعثة الكاثوليكية في دويكوي, كوت ديفوار. متطوع من الصليب الأحمر في كوت ديفوار يقوم بصيانة الحمامات والمراحيض.      
           

  حالة طوارئ إنسانية في غرب البلاد  

ساهمت الأوضاع المضطربة التي أعقبت الانتخابات في زيادة التوترات بين المجتمعات المحلية في المناطق الواقعة في غرب البلاد ووسط غربها. وفي أوائل كانون الثاني/يناير, تحولت هذه التوترات التي ترجع إلى زمن بعيد إلى اشتباكات عنيفة في " دويكوي " و " لاكوتا " , الأمر الذي أدى إلى وقوع الكثير من القتلى والجرحى ونزوح آلاف الأشخاص.

وتقول السيدة " دومينيك ليغم " رئيسة البعثة الإقليمية للجنة الدولية: " في الأسابيع الثلاثة الماضية, أسعف متطوعو الصليب الأحمر في كوت ديفوار 114 جريحاً وقاموا بإجلاء أكثر من 100 من هؤلاء الأشخاص إلى أقرب مستشفى و14 من الرفات البشرية إلى مستودع حفظ الجثث في مختلف أرجاء البلاد. وكانت الحصيلة البشرية للاشتباكات مرتفعة جدا في " دويكوي " و " لاكوتا " . وواجهت المرافق الطبية, لا سيما مستشفى " دويكوي " , صعوبات لمعالجة السيل المفاجئ من الجرحى وتلبية الاحتياجات الطبية. أما اليوم فعاد الهدوء الحذر يخيم على غرب البلاد, غير أن الوضع ما زال متوتراً " .

وفي " دويكوي " , فاقت تماماً احتياجات حوالي 12000 نازح قدرات البعثة الكاثوليكية بسبب نقص مياه الشرب والمآوي. وفي " مان " ومنطقة " لاكوتا " , كان عدد النازحين أقل غير أن احتياجاتهم هي ذاتها. و " يزداد عدد النازحين يوماً بعد يوم ومن الصعب تقديره الآن بدقة " , وفقاً لما جاء على لسان السيدة " دومينيك ليغم " .

وأنشأ المتطوعون في " دويكوي " مركزاً صحياً في البعثة الكاثوليكية حيث عالجوا أكثر من 800 شخص إلى الآن. وتدعم اللجنة الدولية جمعية الصليب الأحمر في كوت ديفوار من خلال توفير سيارات إسعاف, وسائقين, ومستلزمات للإسعافات الأولية, وأدوية أساسية, ومعدات للاتصالات. وقدمت اللجنة الدولية أيضاً سبعة طرود من الضمادات إلى ستة مرافق طبية في " دويكوي " وغيغلو " و " مان " و " لاكوتا " كانت تعاني من نقص في هذه المواد بسبب عدد الجرحى. ويسمح كل طرد من هذه الطرود بمعالجة ما يقارب 100 جريح.

  في "دويكوي": تقديم مياه الشرب إلى الأشخاص الأكثر استضعافاً  

يقول السيد " جاك مارادان " المسؤول في اللجنة الدولية عن برامج المياه والصرف الصحي في كوت ديفوار: " لقد هُجرت محطة تكرار المياه في " دويكوي " عندما اندلعت الاشتباكات, الأمر الذي قطع تماماً إمدادات مياه الشرب عن كل المدينة. ومن أجل ضمان تلقي البعثة الكاثوليكية مياه الشرب, وضعنا خزاناً سعته 45000 لتر وأصلحنا المضخة التي تغذي خزان المياه " . وفي مقر البعثة البروتستانتية وحيّين من أحياء " دويكوي " حيث لجأ حوالي 1000 شخص, عالجت اللجنة الدولية بمادة الكلور قرابة 400 بئر تشكل محطات المياه الوحيدة لهؤلاء السكان المستضفين. بالإضافة إلى ذلك, وُضع خزانان سعة كل منهما 5000 ليتر في مستشفى " دويكوي " كما وُضع آخر في البعثة البروتستانتية في المدينة.

ومن أجل ضمان النظافة الأساسية, بنت فرق اللجنة الدولية بالتعاون مع الصليب الأحمر في كوت ديفوار 16 مرحاضاً عاماً و10 حمامات إضافية في مقر البعثة الكاثوليكية (تم بناء العدد نفسه في كانون الأول/ديسمبر) و10 مراحيض في مقر البعثة البروتستانتية. علاوةً على ذلك, أجرى متطوعون جلسات توعية بالنظافة الأساسية وساعدوا على التخلص من النفايات.

وأحضرت اللجنة الدولية 35 خيمة كبيرة إلى البعثة الكاثوليكية, تكفي كل منها لإيواء 20 شخصاً على الأقل. وفي حالات الطوارئ, سمحت هذه الخيم بإيواء الأشخاص الأكثر استضعافاً, لا سيما النساء الحوامل أو المرضعات وكبار السن. 

  توزيع المواد الأساسية على 7500 نازح  

جرى في كانون الثاني/ يناير توزيع المواد الأساسية على أكثر من 7500 شخص في غرب كوت ديفوار. وشملت هذه المواد القماش المشمع والملابس وأواني المطبخ والناموسيات والدلاء والأحواض والصابون.

ومن المستفيدين 7000 نازح فروا من أعمال العنف التي هزت المجتمع المحلي (وصلوا إلى " دويكوي " خاصة, و " مان " أيضاً) وفر حوالي 600 شخص إلى " داناني " خوفاً من تدهور الوضع الأمني في قراهم على الحدود مع ليبيريا.

  زيارة المحتجزين: أولوية ثابتة  

ركزت اللجنة الدولية منذ بداية الأزمة التي أعقبت الانتخابات على مراقبة وضع المحتجزين بسبب المظاهرات وأعمال العنف. وزارت منذ 1 كانون الثاني/ يناير أكثر من 330 محتجزاً - حوالي 70 محتجزا لأول مرة - في مختلف السجون وأماكن الاحتجاز المؤقتة التي تنتشر في مختلف أنحاء كوت ديفوار. كما أجرى مندوبو اللجنة الدولية حوالي 40 مكالمة لإبلاغ العائلات بمكان وجود أقاربها المحتجزين.

  مياه الشرب وإعادة الروابط العائلية لللاجئين  

في ليبيريا, في مقاطعة " نيمبا " , سجلت مفوضة الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أكثر من 30000 لاجئ حتى الآن. وتشارك اللجنة الدولية في الاستجابة للاحتياجات الإنسانية, وذلك دعماً للصليب الأحمر الليبيري, وبالتنسيق مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والجهات الفاعلة الأخرى على المستوى المحلي.

ويضطلع ما يقرب عن عشرين متطوعاً من الصليب الأحمر الليبيري بمساعدة الأشخاص الذين انفصلوا عن عائلاتهم للاتصال بأقاربهم عبر الهاتف أو بواسطة رسائل الصليب الأحمر ليخبروهم أنهم بخير وعافية. وحتى الآن, يقيم اللاجئون مع عائلات قاطنة, وقد أدى تدفق الناس إلى ظهور احتياجات إضافية في مجال الحصول على المياه والنظافة. وقد استجابت اللجنة الدولية والصليب الأحمر الليبيري إلى ذلك من خلال إعادة تأهيل الآبار ومضخات المياه وبناء المراحيض وتوعية المستفيدين بأهمية النظافة والصحة.

وفي غينيا, في منطقة " بوسو " (الجنوب الشرقي), وصل حتى الآن أكثر من 750 لاجئا. ومنذ نهاية كانون الأول/ ديسمبر, قام فريق مشترك بين اللجنة الدولية والصليب الأحمر الغيني بتسجيل حوالي ستين طفلا من غير المصحوبين بذويهم, واستطاع ما لا يقل عن عشرة منهم إعادة الاتصال هاتفياً بعائلاتهم في كوت ديفوار.