باكستان: ما زالت الفيضانات التي اجتاحت إقليم السند تهدد حياة الآلاف من الناس

وقال رئيس البعثة الفرعية للّجنة الدولية في كراتشي السيد "بيتر ليك" في هذا الصدد: "يضطر الناس في نهاية المطاف إلى الاعتماد على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة إذ لا تلوح في الأفق أي دلائل على تعافي تلك المناطق تعافياً مستداماً ممّا حلّ بها. ولا يحتمل أن يتمكن الكثير منهم من الحصول على ما يحتاجون إليه من المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب بأنفسهم إلا احتمالاً ضئيلاً للغاية. وما زال بعض هؤلاء الناس بلا مأوى. وتثير مسائل الرعاية الصحية الأساسية والنظافة المخاوف في ظلّ انحسار مياه الفيضانات الآسنة وركودها. ولم يكن معظم الناس في هذه المناطق قد تعافى من عواقب الفيضانات المدمرة التي اجتاحتها في السنة الماضية عندما حلّت بهم هذه الكارثة مجدداً."

وقامت جمعية الهلال الأحمر الباكستاني، التي تعمل جنباً إلى جنب مع الشركاء في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، بتعزيز جهودها الرامية إلى تقديم المساعدات نظراً لامتداد الأزمة الإنسانية الناجمة عن تلك الفيضانات إلى جميع أرجاء جنوب البلاد. وتقدّم جمعية الهلال الأحمر الباكستاني في الوقت الحاضر المساعدات لما يزيد على 465000 شخص. وقد بدأت أنشطة الإغاثة في مقاطعة "بادن" الواقعة في جنوب إقليم السند، وامتدت تدريجياً إلى المقاطعات العشر الأكثر تضرراً من الفيضانات. وبادرت اللجنة الدولية إلى تقديم المواد الغذائية واللوازم الأساسية للإغاثة لما يزيد على 100000 شخص في مقاطعة "بادن" ومقاطعة "تاتا" ومقاطعة "ثارباركر"، التي اجتاحتها الفيضانات، عن طريق الهلال الأحمر الباكستاني.

نقل المياه بالصهاريج إلى المناطق النائية

كانت عملية الإمداد المستدام بالمياه الصالحة للشرب ومازالت من المشكلات الكبرى منذ بداية الفيضانات. ولا يحصل الكثير من ضحايا الفيضانات حتى الآن على المياه الصالحة للشرب، التي تنتجها وحدات معالجة المياه، على الرغم من قيام الهلال الأحمر الباكستاني بتركيب ثماني وحدات لمعالجة المياه. ويتمثل الحل الوحيد لهذه المشكلة في الوقت الحاضر في نقل المياه الصالحة للشرب بالصهاريج إلى مقاطعة "سانغهار" ومقاطعة "بينظير آباد" ومقاطعة "ميربورخاس" ومقاطعة "خيربور". وقد يتطلب الوضع السائد هناك مواصلة تقديم هذه الخدمة لمدة شهرين إضافيين نظراً لخطورته.

• تزوّد خمسة صهاريج تبلغ سعة كل واحد منها 10000 لتر الناس يومياً بالمياه في المقاطعات الأربع المذكورة. ويذهب صهريجان إلى مقاطعة "ميربورخاس"، بينما يخدم صهريج واحد كلاً من المقاطعات الثلاث الأخرى.
• تُملأ خزانات المياه الخمسة والعشرون المركّبة في المقاطعات الأربع، والتي تبلغ سعة كلّ خزّان منها 4500 لتر، بانتظام.

المأوى والرعاية الصحية الأساسية

قام الهلال الأحمر الباكستاني بتوزيع الخيام والأقمشة المشمّعة (الشوادر) وحصائر النوم وأوعية نقل المياه والناموسيات والمستحضرات الطاردة للحشرات وأدوات المطبخ على أكثر من 9000 شخص في مقاطعة "سانغهار" ومقاطعة "بينظير آباد" ومقاطعة "ميربورخاس" ومقاطعة "بادن". وقدّمت اللجنة الدولية 1300 خيمة وإمدادات أساسية للوحدات الصحية المحلية والعيادات المتنقلة التابعة للهلال الأحمر الباكستاني التي تقدّم الرعاية الصحية الأساسية في تلك المقاطعات، وكذلك في مقاطعة "تاتا".

وقد وصلت إمدادات الطوارئ إلى المناطق المحتاجة إليها بسرعة وبحالة جيدة بفضل مخزونات الطوارئ التي يحتفظ بها الهلال الأحمر الباكستاني في جميع الأقاليم ومخزونات الطوارئ التي تحتفظ بها اللجنة الدولية في كراتشي.

مساندة ضحايا فيضانات عام 2010

ما زال عشرات الآلاف من الناس، بعد مرور أكثر من عام على أسوأ فيضانات شهدتها باكستان منذ ما يزيد على 80 عاماً، يعانون الأمرّين في مناطق إقليم السند الشمالية التي اجتاحتها أعتى موجة من تلك الفيضانات العارمة. ولا تقتصر الخسائر الناجمة عنها على فقدان المزارعين لمحصول الأرز لذلك العام، بل تشمل أيضاً عدم تمكنهم من زراعة القمح خلال الموسم اللاحق. وقامت اللجنة الدولية خلال الفترة الممتدة من شهر أيّار/مايو إلى شهر تموز/يوليو من عام 2011 بتقديم بذور الأرز والأسمدة والأدوات الزراعية، وكذلك المواد الغذائية، لمساعدة الناس على استئناف الإنتاج الزراعي.

وشرعت اللجنة الدولية هذا الشهر في آخر عملية لها لتوزيع المواد الغذائية ولوازم النظافة على ما يقارب 210000 شخص لمساعدتهم على اجتياز فترة الحصاد والاستعداد لموسم الزراعة اللاحق.

للمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال:
بالسيدة Sitara Jabeen، اللجنة الدولية، باكستان، الهاتف: 93 56 850 300 92 +
أو بالسيد Peter Lick، اللجنة الدولية، كراتشي، الهاتف: 80 05 811 302 92 +