الفلبين: طريق الانتعاش طويل أمام الناجين من إعصار "بوفا"

لقد كان لإعصار "بوفا" (المعروف محلياً باسم "بابلو") أثر مدمر شديد على جنوب شرق الفلبين، إذ خرب البنى التحتية وأدى إلى نزوح آلاف السكان. وتواصل اللجنة الدولية والصليب الأحمر الفلبيني توزيع الأغذية ومواد الإغاثة الأخرى على أكثر من 273000 نسمة في المنطقتين الأكثر تضرراً في شرق "ميندناو"، ولكن المنظمتين شرعتا الآن في تنفيذ مشاريع مدرة للدخل كما بدأتا تعملان على تحسين قدرة المجتمعات المحلية على الحصول على المأوى والماء النقي والرعاية الصحية على المدى الأطول.

ويقول السيد "باسكال موكلي" ، رئيس بعثة اللجنة الدولية في الفلبين:"فقد الكثير من الناس منازلهم وسبل كسب رزقهم نتيجة الخراب الذي نجم عن الإعصار في كانون الأول/ديسمبر 2012.  و إن إعادة بناء حياتهم من جديد هي عملية طويلة وشاقة عليهم".

ويضيف السيد "موكلي" قائلاً:" إن ما يحتاجه الناجون الآن أكثر هو مساعدتهم على التعافي من هذه التجربة المروعة واستئناف حياة طبيعية من جديد. وتعمل اللجنة الدولية على تأمين الحصول على إمدادات الماء الصالح للشرب وعلى الرعاية الصحية، وتدعم العائلات في جهودها من أجل إعادة بناء مأوى دائم وإيجاد سبل للبدء في كسب رزقهم. ونقوم في الوقت نفسه أيضاً بإيصال مساعدات الطوارئ لتلبية الاحتياجات الأساسية."

مرت أكثر من أربعة شهور منذ أن ضرب إعصار "بوفا" شرق "ميندناو". وتقول السيدة "ماريا في أيالا"، وهي أم في الخامسة والثلاثين من عمرها من "مونكايو"، في وادي "كومبوستيلا"، إنها نجت بالكاد من الكارثة هي وعائلتها. "لم أجرؤ أنا وأطفالي على الخروج ومواجهة خطر الموت؛ لأن المياه جرفت حتى منزل حماتي. حفرت حفرة ودخلنا فيها قُبيل تدمير منزلنا. طرحنا أجسادنا على الأرض مباشرة... ولولا توقف الأمطار عن الهطول، لكنا قد لقينا حتفنا من شدة البرد."

المأوى للعائلات المستضعفة

مازالت الكثير من العائلات تعيش في ملاجئ مؤقتة في مقاطعتي وادي "كومبوستيلا" و"دافاو" الشرقية، وهما الأكثر تضرراً.  وبدأت اللجنة الدولية، بالتعاون مع الصليب الأحمر الفلبيني في تنفيذ مشروع لمساعدة ما يقارب 19000 شخص على إعادة بناء منازلهم وتوفير مصدر لتدفق الدخل على العمال المهرة في المجتمع المحلي، مثل النجارين ومشغلي المناشير.

وسوف يقدم هذا المشروع مواد البناء ويوفر العمالة اللازمة للأسر التي تكافح لإعادة بناء منازلها التي دُمرَت بالكامل،  من أجل بناء منازل دائمة مقاومة للإعصار. وسوف تزود عائلات أخرى فقدت منازلها بمواد وعمالة لتشييد "بنية داعمة" تشمل الأساس والهيكل والسقف. و سيتلقى سكان المجتمع المحلي علاوة على ذلك تدريبًا على ممارسات البناء الجيدة.

وتقول "ماريلين دونغا" التي دُمِّر منزلها في الإعصار وتمتلك منزلاً جديداً في "كامباوان" في مقاطعة شرق "دافاو":"الآن وقد أصبح لدينا مأوىٍ آمن، يمكننا أن نركز على كسب دخل من جديد حتى يتسنى لأطفالنا العودة إلى المدرسة."

من الإغاثة إلى دعم سبل كسب العيش  

وزعت مواد الإغاثة بانتظام من كانون الثاني/يناير إلى نيسان/أبريل على 273000 نسمة في كل القرى البالغ عددها 42 قرية تقع في البلديات الأشد تضرراً في "دافاو" الشرقية، وفي 35 قرية في المناطق الخمس الأشد تضررًا في وادي "كومبوستيلا". وحصل الناس على أغذية من قبيل الأرز والسردين والملح وزيت الطهي والقهوة وصلصة الصويا والسكر، ومستلزمات منزلية مثل صفائح المياه والدلاء وقدور الطهي وحصائر للنوم والناموسيات والصابون.

وتساعد برامج النقد مقابل العمل في الوقت نفسه على توليد الدخل للمجتمعات المحلية التي تعرضت محاصيلها الزراعية للتلف كلياً أو جزئياً مما دمر سبل كسب عيشها.

تطوعت "ماريا في"، شأنها شأن أفراد آخرين في المجتمع المحلي، للمشاركة في برنامج النقد مقابل العمل في بلدية "مونكايو" الذي شمل تنقية القناة المحلية من الرمل والطمي عن طريق إزالة الوحل والنفايات والأنقاض المتراكمة. وكانت هذه العملية ضرورية لتأمين وصول مياه الري إلى المزارعين.  

وتقول السيدة "في":"أنفقت المال الذي حصلت عليه في شراء الطعام لعائلتي واستبدال بعض أمتعتنا المدمرة؛ فقد استحق ذلك العمل الشاق كله."

يجري تنفيذ أحد عشر برنامجاً للنقد مقابل العمل وتستفيد منها أكثر 2600 عائلة ومن المقرر تنفيذ عشرات البرامج الأخرى. و يتلقى المزارعون المحليون بالإضافة إلى ذلك بذور الذرة والفول السوداني وبذور الفلفل الحار ومستلزمات أخرى سوف تزيد المحاصيل الزراعية وتدر الدخل فضلاً عن تعزيز توفر الغذاء محلياً.

تحسين الحصول على مياه الشرب

قامت اللجنة الدولية والصليب الأحمر الفلبيني خلال الفترة من كانون الأول/ديسمبر وحتى منتصف نيسان/أبريل بتركيب نظم لتوزيع المياه أثناء الطوارىء مما ساعد على توفير المياه الصالحة للشرب لصالح 18000 نسمة في 14 مجتمعاً محلياً في منطقتي "كاتيل" و"باغانغا" في مقاطعة "دافاو" الشرقية.

ويجري العمل على ترميم نظم إمداد المياه الموجودة والتي دمرها الإعصار في إطار الجهد المبذول لتوفير الماء الصالح للشرب على نحو أكثر استدامة. ويجري العمل حتى الآن بترميم أو الانتهاء من ترميم 11 شبكة من شبكات الإمداد المدمرة التي تخدم زهاء 27000 نسمة.

وقد ساعد مهندسو اللجنة الدولية أيضاً على إعادة بناء وتحسين نظم المياه والصرف الصحي في مخيم الإجلاء التابع للصليب الأحمر الفلبيني الواقع في "نيو باتان"، في وادي "كومبوستيلا"، الذي قدم خدمات لما يناهز 3000 شخص في ذروة الطوارىء.

تعزيز الوصول إلى الرعاية الصحية

نظراً للدمار الذي أصاب مرافق الصحة المحلية في الإعصار، ساعدت اللجنة الدولية على تلبية الاحتياجات الشديدة في مجال الرعاية الصحية بإنشاء وحدة للرعاية الصحية الأساسية في "باغانغا" في "دافاو" الشرقية قدمها الصليب الأحمر الياباني كمنحة. وافتُتحَت الوحدة في كانون الثاني/يناير فقدمت العناية الطبية الفورية والدعم النفسي والاجتماعي لأكثر من 7000 مريض خلال عمليتها التي دامت 11 أسبوعاً. وأجرى الاستشارات الطبية وقدم العلاج أخصائيون في الطب معارون للجنة الدولية من جمعيات الصليب الأحمر في كل من اليابان وكندا وفنلندا وألمانيا وهونغ كونغ والنرويج والفلبين.

ويقول السيد "جيغام بيتروسيان"، منسق اللجنة الدولية لشؤون الصحة:"عملت الوحدة على تأمين الرعاية الصحية الأساسية للناس بالرغم من الوضع السائد. وثبت أنها أساسية  في سد الفجوة عندما كان العمل جارياً لترميم المرافق الصحية التي أصابتها أضرار شديدة. وساعدت الوحدة أيضاً على دعم خدمات الصحة القائمة."  

واستمرت مرافق الصحة المحلية في تلقي سلسلة من المساعدات من اللجنة الدولية أثناء عودتها إلى الخدمة الاعتيادية. وقد دعمت اللجنة الدولية أو ما زالت تدعم ترميم ثمانية مراكز صحية أصيبت بأضرار (مراكز الصحة القروية ووحدات الصحة الريفية والمستشفى الإقليمي) في "دافاو" الشرقية تخدم قرابة 120000 نسمة. وظل الناس في المناطق المنكوبة من الإعصار يتلقون الرعاية الصحية دون انقطاع بفضل الإمدادات الطبية التي قدمتها اللجنة الدولية لخمس وحدات للصحة ومستشفى واحد.
 

للمزيد من المعلومات، يُرجى الاتصال:
بالسيدة Cynthia Lee ، اللجنة الدولية، مانيلا،  الهاتف: 2125 907 918 63+
أو السيد Ewan Watson، اللجنة الدولية، جنيف، الهاتف: 41227303345++/41792446470++