نيجيريا: ضحايا النزاع وأعمال العنف يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة

30-06-2014 عرض لأنشطة اللجنة الدولية رقم 02/2014

استفحل النزاع المسلح وتفاقمت أعمال العنف في بعض أجزاء نيجيريا، مما حدا باللجنة الدولية وجمعية الصليب الأحمر النيجيري للاستجابة لحالات الطوارئ، حيث تقومان بإجلاء الجرحى والقتلى ومساعدة السكان الذين نزحوا من ديارهم. وتعاونت المؤسستان معاً لجلب المساعدات لما يقرب من 50000 من النازحين والمستضعفين في الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري.

وقال رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في نيجيريا السيد "زوران يوفانوفيتش": "احتدم النزاع في شمال شرق نيجيريا في الأشهر الأخيرة، بينما تصاعدت التوترات وأعمال العنف المسلح في مناطق أخرى من البلاد. ويتزايد عدد القتلى والجرحى أو النازحين، في حين يُستهدف الأطفال من وراء الهجمات أو عمليات الاختطاف". وأضاف قائلاً: "يبحث المزيد من النازحين عن ملاذ في القرى والولايات والبلدان المجاورة وتستوعبهم المجتمعات المحلية المضيفة في كثير من الأحيان".

وتدفع الاشتباكات الطائفية المتزايدة بين المزارعين والرعاة في وسط نيجيريا بالناس إلى الفرار من منازلهم وتؤدي إلى تقويض سبل كسب عيشهم.

وقد أنهكت أعمال العنف المتزايدة والهجمات بالقنابل في "جوس" و"كانو" و"أبوجا" المستشفيات وأثقلت كاهلها بالأعباء، لا سيما وأن بعضها في حاجة إلى إمدادات إضافية لعلاج الأعداد الضخمة من الضحايا التي تتدفق إليها على نحو مفاجئ. وأضاف السيد "يوفانوفيتش" في هذا الصدد قائلاً: "ينبغي لجميع الأطراف المنخرطة في أعمال العنف حقن دماء المدنيين وتجنيب ممتلكاتهم ويلات القتال".

وتبذل اللجنة الدولية جنباً إلى جنب مع جمعيات الصليب الأحمر الوطنية في المنطقة قصارى جهدها لتوفير المساعدات الإنسانية لضحايا النزاع- لا سيما الرعاية الطبية ومواد الإغاثة المخصصة لحالات الطوارئ – سواء داخل نيجيريا أو في البلدان المجاورة وبخاصة النيجر.

تلقي الجرحى الرعاية المنقذة للحياة

تلقى عدد يناهز 1190 جريحاً من جراء العنف المسلح في شمال نيجيريا وفي العاصمة "أبوجا" الرعاية المخصصة لحالات الطوارئ على يد مسعفين حصلوا على تدريب من اللجنة الدولية وجمعية الصليب الأحمر النيجيري.

وأوضحت مديرة برامج الجراحة والإسعافات الأولية باللجنة الدولية في نيجيريا السيدة "بيرناديت غليسون" ذلك قائلة: "وفرنا في الأشهر الأخيرة 50 دفعة تبرعات شملت الإمدادات الجراحية ومستلزمات الإسعافات الأولية زودنا بها 17 مستشفىٍ ومرفقاً صحياً تقدّم الإسعافات الأولية للمجتمعات المحلية التي لا تحصل على أية خدمات صحية أخرى". وأضافت: "لا يزال فريق جراحي كامل من اللجنة الدولية على أهبة الاستعداد للمساعدة في التعامل مع المصابين بأسلحة نارية أو عبوات ناسفة وتقديم العلاج اللازم لهم. وقد ساعد هذا الفريق بالفعل في علاج 30 مصاباً قدموا إلى المستشفى التخصصي في ولاية الهضبة ("بلاتو") عقب انفجار قنبلة في سوق تجاري بمدينة "جوس" في أيار/مايو الماضي".

الإمدادات الغذائية للفئات الأشد ضعفاً في شمال شرق البلاد

تلقت 250 أرملة يعيشن في مدينة "مايدوغوري" عاصمة ولاية "بورنو" وحولها على مدى ستة أشهر حتى آذار/مارس 2014، مساعدات غذائية شهرية لهنّ ولعائلاتهن، حيث فقدن أزواجهن في النزاع الدائر حالياً.

وتمكن الأفراد الذين تلقوا تلك المساعدات والبالغ عددهم 1500 شخص بالتالي من ادخار المال لاستخدامه في ضرورات أخرى من قبيل الرعاية الصحية والتعليم وشراء الملابس. وادخرت أكثر من 150 أرملة ما يكفي من المال لإقامة مشاريع تجارية صغيرة، وهن يتلقين باستمرار مساهمات ومشورة من اللجنة الدولية من أجل تلك المشاريع. ومن المقرر توسيع نطاق هذا البرنامج ليشمل 950 أرملة أخريات بدءاً من تموز/يوليو 2014.

وتقول إحدى الأرامل وتُدعى "ياتاتا" كانت قد تلقت مساعدات من اللجنة الدولية بالتعاون مع جمعيات "بورنو" الإسلامية والمسيحية لمساعدة الأرامل: "أعانتني المساعدات التي تلقيتها على تحسين صحة أطفالي وأزالت عن كاهلي عبئاً ضخماً. واستخدمت الأموال التي كنت سأشتري بها الغذاء في شراء حقائب مدرسية جديدة وأحذية لأبنائي الثلاثة وبدأت في تربية الدواجن".

بيد أن الوصول إلى الأشخاص المتضررين من النزاع في القرى الموجودة في شمال شرق البلاد لا يزال مهمة معقدة. فقد أجرت اللجنة الدولية وجمعية الصليب الأحمر النيجيري تقييماً لاحتياجات 1800 نازح آخرين في ولاية "بورنو"، ولكن لم تتمكنا من تسليمهم الغذاء والمستلزمات المنزلية المخصصة لحالات الطوارئ بسبب انعدام الأمن في تلك المنطقة. ويقول السيد "يوفانوفيتش" معقباً على ذلك: "تُعدّ الأوضاع الأمنية المتدهورة عقبة رئيسية أمام جهودنا الرامية إلى مساعدة السكان على تحمّل التداعيات اليومية للنزاع وأعمال العنف".

الدعم المخصص لحالات الطوارئ لصالح المتضررين من العنف الطائفي

شرحت المسؤولة عن الإشراف على برامج اللجنة الدولية للمياه في نيجيريا السيدة "أنجلينا أدلر" ما تقوم به اللجنة الدولية قائلة: "زودنا نحو 2000 نازح لاذوا بمدرسة "بوندونغ" الابتدائية في "كورا" بولاية "كادونا" بكميات من المياه عن طريق الشاحنات بلغت 76000 لتر خلال شهر واحد. وقد غطت هذه الإمدادات احتياجاتهم للشرب والطهي، في حين قمنا بحفر بئر في فناء المدرسة ليستفيد منه النازحون والمجتمعات المحلية التي تستضيفهم".

وقد تلقى حوالي 15000 نازح مواد غذائية، بينما تحسّنت ظروف معيشة 8500 شخص آخرين بفضل توفير المساعدات المخصصة لحالات الطوارئ من مستلزمات المأوى والنظافة الشخصية والأدوات المنزلية التي وزعتها اللجنة الدولية بالتعاون مع جمعية الصليب الأحمر النيجيري.

وأوضحت مديرة برامج الأمن الاقتصادي للجنة الدولية في نيجيريا السيدة "جانيت أنجيلي" الوضع قائلة: "استطاعت بعض العائلات النازحة أن تتفاوض مع المجتمعات المحلية في المناطق الخصبة الموجودة في الحزام الأوسط لاستخدام الأراضي الزراعية من أجل زراعة محاصيلهم وإطعام عائلاتهم. وتلقى ما يقرب من 24500 من هؤلاء النازحين بذور ذرة وأسمدة تكفي لزراعة هكتار واحد من الأرض مما أدى إلى زيادة إنتاجهم منها بنسبة 40٪".

زيارة الأشخاص المحتجزين لأسباب تتعلق بالنزاع وأعمال العنف

زار مندوبو اللجنة الدولية في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2014 أكثر من 20 مرفقا من مرافق الاحتجاز يوجد بها محتجزون تحت سلطة قوات الشرطة النيجيرية والجيش النيجيري ووزارة الداخلية. وقام موظفو اللجنة الدولية خلال الزيارات بتقييم المعاملة التي يلقاها المحتجزون وظروفهم المعيشية ثم سلموا ملاحظاتهم لاحقاً لسلطات الاحتجاز على نحو سري، متضمنة عند الاقتضاء توصيات لتحسين الأوضاع. وساعدت اللجنة الدولية أيضاً على تحسين الظروف المعيشية للمحتجزين في مراكز الشرطة والسجون من خلال توفير البطانيات والناموسيات ومستلزمات النظافة الشخصية والمواد الترفيهية لهم.

وقالت منسقة أنشطة الحماية باللجنة الدولية في نيجيريا السيدة "مونيك كريتول": "تواصل اللجنة الدولية حوارها مع السلطات بغية زيارة جميع الأشخاص المحتجزين لأسباب تتعلق بالنزاع في شمال شرق نيجيريا، بغض النظر عن المكان الذي يُحتجزون فيه".

 

وقد قامت اللجنة الدولية أيضاً منذ بداية عام 2014 بالأنشطة التالية:

  • ترميم المباني وشبكة إمدادات المياه بالكامل في عيادتين بولايتي "مايدوغوري" و"بورنو" بحيث يستفيد منهما 200 مريض يومياً في المتوسط؛
  • تدريب حوالي 500 ممرضة على التعامل مع المرضى المصابين بالسلاح؛
  • تدريب 60 متطوعاً من فروع الصليب الأحمر النيجيري في "بوتشي" و"كادونا" والهضبة على إنشاء مرافق المياه والصرف الصحي أثناء حالات الطوارئ وعلى تعزيز الممارسات الصحية الجيدة في المجتمعات المحلية التي تستضيف النازحين؛
  • النهوض بشبكات المياه وأنظمة الصرف الصحي وإنشاء محرقتين للنفايات الطبية في مركز السنة الطبي (بولاية الهضبة) ومركز "لادوغا" الطبي (بولاية "كادونا")، لفائدة عدد إجمالي بلغ 180 من المرضى والعاملين في طواقم الرعاية الطبية؛
  • استعادة ما يناهز 1800 شخص للمياه النظيفة في "بورت هاركورت"؛
  • تدريب 1400 شخص من الصليب الأحمر النيجيري والجيش والمجتمعات المحلية في المناطق النائية على الإسعافات الأولية؛
  • توجيه ما يقرب من 900 شخص معظمهم من الجيش النيجيري إلى كيفية التعامل مع الرفات على النحو اللائق، بما في ذلك قوات حفظ السلام التي تتأهب لتولي مهام خارج البلاد وأفراد من الصليب الأحمر النيجيري؛
  • رفع مستوى الوعي بالقانون الدولي الإنساني والقواعد الأخرى المعمول بها بين 1280 فرداً من أفراد القوات المسلحة وقوات الأمن و100 ضابط شرطة و580 طالباً من طلاب الجامعات وما يربو على 700 من ممثلي المجتمع المدني.

للمزيد من المعلومات، يرجي الاتصال:

بالسيدة Aleksandra Matijevic Mosimann ، اللجنة الدولية، أبوجا، الهاتف:  2347064189002+  أو 2347035954168+
أو بالسيد Wolde-Gabriel Saugeron ، اللجنة الدولية ، جنيف، الهاتف: 41227303149+   أو 41792446405+

الصور

استقبل سكان قرية كوا في المنطقة التابعة للحكومة المحلية لكوان بان 300 نازح بسبب الاشتباكات الطائفية بين قبائل الفولاني / الهوسا والتاروك في كوكاه وأساكيو، على بعد نحو 80 كم في الولاية نفسها. تعرض مصدر المياه الوحيد في القرية للتلوث ولم تعد المياه آمنة للشرب. تقوم اللجنة الدولية بإصلاحالمضخات اليدوية كإجراء طارئ وسيجري تركيب شبكة لإمدادات المياه تعمل بالطاقة الشمسية كحل طويل الأجل. 

قرية كوا، المنطقة التابعة للحكومة المحلية لكوان بان، ولاية بلاتو، نيجيريا، كانون الثاني/ يناير 2014
استقبل سكان قرية كوا في المنطقة التابعة للحكومة المحلية لكوان بان 300 نازح بسبب الاشتباكات الطائفية بين قبائل الفولاني / الهوسا والتاروك في كوكاه وأساكيو، على بعد نحو 80 كم في الولاية نفسها. تعرض مصدر المياه الوحيد في القرية للتلوث ولم تعد المياه آمنة للشرب. تقوم اللجنة الدولية بإصلاحالمضخات اليدوية كإجراء طارئ وسيجري تركيب شبكة لإمدادات المياه تعمل بالطاقة الشمسية كحل طويل الأجل.
/ CC BY-NC-ND / ICRC / E. Adinya

متطوعو الجمعية الوطنية للصليب الأحمر النيجيري يتدربون على كيفية تقديم الإسعافات الأولية خلال دورة تدريبية في مجالي الإسعافات الأولية وإدارة الجثث ينظمها مدربو اللجنة الدولية بالتعاون مع والصليب الأحمر النيجيري. 

مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو، نيجيريا، نيسان/ أبريل 2014.
متطوعو الجمعية الوطنية للصليب الأحمر النيجيري يتدربون على كيفية تقديم الإسعافات الأولية خلال دورة تدريبية في مجالي الإسعافات الأولية وإدارة الجثث ينظمها مدربو اللجنة الدولية بالتعاون مع والصليب الأحمر النيجيري.
/ CC BY-NC-ND / ICRC / P. Orukamayan

أرملة تتسلم قسيمة شراء من أحد موظفي اللجنة الدولية تمكنها من الحصول في المقابل على طعام يكفي لأسرة مكونة من ستة أفراد. تشتمل الحصة الغذائية الشهرية على الأرز والفاصوليا وزيت الطهي والتوابل. 

مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو، نيجيريا، تشرين الأول/ أكتوبر 2013.
أرملة تتسلم قسيمة شراء من أحد موظفي اللجنة الدولية تمكنها من الحصول في المقابل على طعام يكفي لأسرة مكونة من ستة أفراد. تشتمل الحصة الغذائية الشهرية على الأرز والفاصوليا وزيت الطهي والتوابل.
/ CC BY-NC-ND / ICRC / D. Sani

مزارعة تلتقط أحد الأكياس المحتوية على شتلات الذرة استعدادًا لموسم الزراعة. قدمت اللجنة الدولية شتلات الذرة وأيضًا الأسمدة لنحو 24500 نازح بسبب الاشتباكات الطائفية في ولاية بلاتو. توصل النازحون إلى اتفاق مع المجتمعات المحلية المضيفة بشأن زراعة بعض الحقول المجتمعية وذلك نظرًا إلى نزوحهم من ديارهم وتركهم لأراضيهم الزراعية. 

المنطقة التابعة للحكومة المحلية لباركين لادي، ولاية بلاتو، نيجيريا.
مزارعة تلتقط أحد الأكياس المحتوية على شتلات الذرة استعدادًا لموسم الزراعة. قدمت اللجنة الدولية شتلات الذرة وأيضًا الأسمدة لنحو 24500 نازح بسبب الاشتباكات الطائفية في ولاية بلاتو. توصل النازحون إلى اتفاق مع المجتمعات المحلية المضيفة بشأن زراعة بعض الحقول المجتمعية وذلك نظرًا إلى نزوحهم من ديارهم وتركهم لأراضيهم الزراعية.
/ CC BY-NC-ND / ICRC / J. Abuku