سورية والبلدان المجاورة: شح المياه يتسبب في المزيد من المآسي

03-07-2014 عرض لأنشطة اللجنة الدولية

يعاني الناس في كل أنحاء الشرق الأوسط من نقص المياه. وقد أدى تنامي العنف خلال السنوات القليلة الماضية والانخفاض القياسي في سقوط الأمطار إلى تزايد صعوبة الحصول على المياه النظيفة ، خاصة في سورية حيث يُتوقع أن يعاني عدد كبير من الناس من شح الأمطار الذي شهده فصل الشتاء الماضي.


الشريط الشمالي الشرقي للحدود الأردنية السورية. منفذ اللجنة الدولية لعبور اللاجئين السوريين في الحدالات. / CC BY-NC-ND/ICRC/O. Abu Rumman

ويقول السيد ميكائيل تلحمي منسّق برامج المياه والسكن في اللجنة الدولية : "يُتوقع أن يسجل محصول القمح الذي يزرع أساساً في المناطق البعلية التي تغذيها الأمطار في القسم الشمالي الشرقي من سورية انخفاضاً قياسياً هذه السنة. وهذا يعني أن سورية  ستصبح أكثر اعتماداً على المواد الغذائية المستوردة ومن ثم تصبح شديدة الضعف أمام أي ارتفاع في أسعار الغذاء العالمية الأمر الذي من شأنه مفاقمة الصعوبات التي يواجهها أصلاً العديد من الناس في سعيهم إلى الحصول على المواد الغذائية بأسعار يستطيعون تحملها".

وقد تسبب القتال في نزوح الملايين نحو أماكن إيواء لا يتوفر فيها الماء النظيف. ونظراً إلى انقطاعات التيار الشائعة في كل أجزاء سورية والأضرار التي لحقت بشبكات المياه، يكمن التحدي المطروح الآن في نقل إمدادات المياه المحدودة التي لا تزال متاحة إلى المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.

ويصبح من الأصعب، بالنسبة إلى السوريين الذين يستمرون في الزراعة بالرغم من النزاع الدائر، تأمين قوت العيش أمام انخفاض المحصول وبالتالي انخفاض الدخل يضاف إليهما ارتفاع سعر المواد الغذائية التي يجب شراؤها حين لا يكون الإنتاج كافياً حتى لتوفير لقمة العيش. أما عوامل الاستقرار الآلية التي كانت موجودة قبل النزاع ، ومن بينها الأسمدة والبذور المدعومة للمنتجين، والمواد الغذائية المدعومة للمستهلكين، فقد أصبحت الآن في معظمها غير متوفرة.

ويقول السيد تلحمي في هذا الصدد  : "نعمل مع أخصائيي المياه والصرف الصحي في الهلال الأحمر العربي السوري ومع مجالس المياه المحلية من أجل تحسين حصول ملايين الناس في كل أنحاء سورية على مياه نظيفة".

ويضيف قائلاً : " يعتمد القسم الأكبر من المنطقة على بنية تحتية متداعية تتطلب قسطاً كبيراً من الصيانة. وفي الأردن الذي يعّد أحد أكثر بلدان العالم الشحيحة المياه، تزايد إلى حد كبير الطلب على المياه من جانب المقيمين ومن جانب اللاجئين الذين وصلوا هنا خلال السنوات الماضية. إضافة إلى ذلك، ارتفع سعر الماء وتسبب بدوره بارتفاع في أسعار المواد الغذائية. وتسعى اللجنة الدولية جاهدة في المناطق الحدودية إلى توفير مياه الشرب، وخدمات الصرف الصحي، والمأوى، وغيرها من المستلزمات الأساسية للاجئين السوريين."

وبالرغم من أن إمدادات المياه هي في لبنان وفيرة نسبياً، فقد أصبح الآن من الصعب جداً حتى هنا  الحفاظ على جودة الماء وتوفرها بعد عدة سنوات من انخفاض معدلات سقوط الأمطار. وهنالك لاجئون سوريون في كل أجزاء البلاد. هذا وقامت اللجنة الدولية، بالتنسيق مع مصالح المياه المحلية، بتحسين محطات الضخ وشبكات المياه من أجل تعزيز الإمدادات وتلبية الحاجات في كل مكان يمكن أن تظهر فيه.

وبسبب تدفق اللاجئين إلى لبنان والأردن، والنزوح داخل سورية، اضطرت السلطات المحلية إلى تزويد أعداد متزايدة من الناس بالمياه النقية وتأمين معالجة مياه الصرف الصحي. وتعتزم اللجنة الدولية توسيع أنشطتها لتلبية هذه الاحتياجات.


سورية

 
يضم مخيم الكرنك في طرطوس حوالي 1500 شخص نزحوا من حلب. قدمت اللجنة الدولية المساعدات المتمثلة في المياه العذبة الصالحة للشرب، فضلا عن إصلاح المراحيض. / CC BY-NC-ND/ICRC/W.Zoubaidi

قامت اللجنة الدولية خلال الشهر المنصرم ، بالتعاون الوثيق مع الهلال الأحمر العربي السوري ومجالس المياه المحلية، بما يلي :

  • توفير ستة صهاريج  نقلت الماء إلى أكثر من 100000 شخص في حمص، وريف دمشق ، ودير الزور.
  • تأمين الدعم المالي لتمكين شاحنة لجمع النفايات من العمل في مدينة إدلب الأمر الذي أتاح تحسين الظروف الصحية التي يعيش فيها 100000 شخص.
  • إدخال تحسينات على ثمانية مراكز إيواء لجأ إليها النازحون وتوفير المياه النظيفة، وخدمات الصرف الصحي الملائمة ، والسكن اللائق، لأكثر من 9400 شخص في ريف دمشق ودرعا.
  • توفير الإمدادات اللازمة لمعالجة المياه المنقولة من نبع الفيجة وهو المصدر الرئيسي للمياه لحوالي 4 ملايين شخص يعيشون في مدينة دمشق والمناطق المحيطة بها .
  • تأمين الصيانة العامة والتصليحات العاجلة المطلوبة للحفاظ على توفر المياه الآمنة لأكثر من مليون شخص في ريف دمشق ودير الزور.
  • تأمين قطع الغيار الميكانيكية والكهربائية التي تحتاجها 15 مضخة  مغمورة من أجل زيادة طاقة محطات مياه مختلفة في محافظة الحسكة مثل رأس العين، والمالكية، والجوادية، والقامشلي، والتي يستفيد منها مجتمعة أكثر من 800000 شخص.

 

الأردن

 
بستانة، الشريط الشمالي الشرقي للحدود الأردنية السورية. أطفال سوريون يتمتعون بالمياه النظيفة بعد أن قامت اللجنة الدولية بتركيب أحواض غسيل في عدة أماكن على طول الحدود الشمالية الشرقية في الأردن. / CC BY-NC-ND/ICRC/A. Wagnieres

سعياً إلى مساعدة القوات المسلحة الأردنية على مواجهة التدفق المتنامي للاجئين عبر الحدود الشرقية للبلاد ، قامت اللجنة الدولية منذ بداية العام 2013 بما يلي:

  • تجهيز ستة مرافق مؤقتة في المناطق الحدودية بحيث تتمكن من استقبال 1200 لاجئ سوري يومياً في ظروف لائقة.
  • تقديم 50 مقطورة إيواء، و20 مقطورة لخدمات الإصحاح، و90 حاوية للقمامة ، و7 مولدات كهربائية، و46 خيمة، و10 سخانات مياه تعمل على الطاقة الشمسية، و13 مبرداً لماء الشرب، و12 حوضاً كبيراً للغسيل ، و14 مضخة ماء، و41 خزان ماء، في منطقة الحدود الشرقية.
  • توفير 3 مقطورات لخدمات الإصحاح، و7 مبردات لماء الشرب، و5 خزانات ماء ، و10 حاويات للقمامة، في مرفق رباع السرحان لتسجيل اللاجئين في محافظة المفرق.
  • توفير 6 مقطورات لخدمات الإصحاح، و10 مبردات لماء الشرب، و9 خزانات ماء، و10 حاويات للقمامة، و13 حوضاً كبيراً للغسيل، و6 سخانات مياه تعمل على الطاقة الشمسية، ومضختي ماء، في مخيم منشية العليان للمنشقين السوريين في محافظة المفرق.
  • تزويد مخيم منشية العليان بكمية من مياه الشرب تبلغ 18000 لتر يومياً بواسطة مقاول أردني.

 

لبنان


اللاجئون السوريون في وادي البقاع، واحدة من المناطق اللبنانية الأكثر تضررا من نقص المياه.. / CC BY-NC-ND/ICRC/N.Ismail 
 

خلال الفترة الممتدة من أيار/مايو إلى كانون الأول/ديسمبر 2013 ، أنهت اللجنة الدولية ثمانية مشاريع في البلاد من بينها الإمداد بالمضخات والمولدات الكهربائية، وتحسين محطات للضخ الخ. واستفاد من هذه المشاريع حوالي 220000 شخص من المقيمين واللاجئين على حد سواء.

أما هذه السنة ، فسوف يستفيد أكثر من ربع مليون شخص من المشاريع الجارية حتى الآن أو المشاريع التي على وشك أن تبدأ في زحلة ، وشمسين، وأبو حلقة، والهبارية، وحاصبيا، والكفير . وثمة مشاريع أخرى قيد الدرس في عرسال، وفلاوي ، واللبوة، وصور، وشبعا، يمكن أن يستفيد منها ما يصل إلى 270000 شخص. وقدمت اللجنة الدولية أيضاً الدعم من أجل تجديد مستشفى في عين الحلوة أصيب بأضرار خلال المواجهات المسلحة. وقد بدأت عمليات التقييم الميدانية والمناقشات مع السلطات البلدية من أجل البدء بمشاريع مياه جديدة لصالح اللاجئين والمجتمعات المحلية المضيفة في المناطق التي تضم أعداداً كبيرة من اللاجئين.  

 

العراق

 
مركز تجمع للنازحين في منطقة خانقين، نقطة توزيع المياه التي أنشأتها اللجنة الدولية لللصليب الأحمر.  / CC BY-NC-ND/ICRC/S. Dabbakeh

امتد النزاع المسلح في العراق الآن من الأنبار إلى أجزاء أخرى من البلاد، مما أسفر عن وقوع آلاف القتلى ونزوح أكثر من 800000 نسمة. ويستضيف العراق فضلاً عن ذلك عدة آلاف ممن فروا من النزاع في سورية.

وتتأثر البنية التحتية للمياه في العراق من جراء القتال والأعداد الضخمة من النازحين. وقد نفذت الحكومة إجراءات للتعامل مع الوضع في مجال المياه، ولكن القصور في إمدادات الكهرباء والوقود والمواد الكيميائية وقطع الغيار من الممكن أن يحد من قدرة الحكومة على الاضطلاع بتلك الإجراءات.

وتعمل اللجنة الدولية في محافظات الأنبار وبابل وديالى وكركوك وميسان ونينوى وصلاح الدين، حيث قامت بما يلي:
 

  • بناء أو إصلاح 10 أنظمة لإمدادات المياه؛
  • تنفيذ 15 عملية إصلاح طارئة لأنظمة إمدادات المياه؛
  • تركيب خزانات للمياه وإيصال المياه إلى سبعة مراكز ومخيمين لإيواء النازحين؛
  • ترميم مركز للرعاية الصحية الأولية كان قد تضرر خلال اشتباكات في الرمادي (محافظة الأنبار)؛
  • تنظيم ثلاث دورات تدريبية لفائدة 45 فنياً في محطات معالجة المياه في جنوب العراق؛
  • إصلاح قناتين من قنوات الري في كركوك وبابل استفاد منها 24700 شخص.

وساعدت اللجنة الدولية بشكل عام في تحسين فرص حصول 372000 نازح وأشخاص آخرين في مختلف أنحاء العراق على المياه الصالحة، الأمر الذي من شأنه تقليل مخاطر الإصابة بالأمراض.

 

*               *              *

 

 أزمة المياه في الشرق الأوسط والنزاع في سورية

  • لمعرفة المزيد عن أزمة المياه في الشرق الأوسط والنزاع في سورية، يمكنك مشاهدة هذا الفيديو: منسق اللجنة الدولية المعني بالمياه والسكن في شمال أفريقيا والشرق الأوسط يشرح تأثير أزمة المياه الإقليمية على النزاع في سورية.

(الفيديو باللغة الإنجليزية)

 


 للمزيد من المعلومات، يُرجى الاتصال:
بالسيد رالف الحاج، بعثة اللجنة الدولية في دمشق، الهاتف: 963930336718+
أو بالسيدة Sitara Jabeen، مقرّ اللجنة الدولية في جنيف، الهاتف: 41227302478+؛ أو 41795369231+