اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بوروندي

23-04-2010 نظرة عامة

تقوم اللجنة الدولية في بوروندي بإصلاح أنظمة المياه والصرف الصحي لصالح الجماعات المستضعفة، وإعادة الروابط العائلية ولم شمل العائلات التي شردها النزاع، وتسعى لدى سلطات السجون إلى ضمان معاملة المحتجزين وفقاً للمعايير المعترف بها دولياً، وتدعم تدريب الجيش وقوات الأمن في قضايا القانون الدولي الإنساني.

عانت بوروندي قبل حصولها على الاستقلال عام 1962 من سلسلة من الأزمات الاجتماعية والسياسية العنيفة. وقد بدأت اللجنة الدولية زيارة المحتجزين في البلاد عام 1963 وأصبحت لها بعثة دائمة هناك منذ العام 1992 وهي تركز على مساعدة الناس في التغلب على أسوأ عواقب النزاع المسلح.

وتقوم اللجنة الدولية بإدارة أنشطتها من بعثتها في "بوجومبورا" والبعثتين الفرعيتين في "غيتيغا" و"نغوزي". وتعمل بالتعاون الوثيق مع الصليب الأحمر البوروندي خاصة في حالات الطوارئ.

وتواصل بوروندي استضافة عشرات الآلاف من اللاجئين القادمين من المنطقة، ومن بينهم آلاف الكونغوليين الذين يواجهون صعوبات في الاتصال بأقاربهم في بلاد المنشأ أو الحفاظ على تلك الاتصالات. وفي هذه الأثناء، تعود إلى البلاد أعداد كبيرة من آلاف اللاجئين البورونديين الذين كانوا غادروا البلاد أثناء أزمتي 1972 و1993، وتتسارع تلك العملية مع إغلاق مخيمات اللاجئين في تنزانيا.  

ويؤدي العدد الكبير من الأسلحة المنتشرة ومعدلات الجريمة المرتفعة نسبياً إلى تفاقم الوضع الأمني، بينما لا تزال البلاد تعاني أيضاً من الفقر وسوء التنمية إضافة إلى التوترات الناجمة عن التنافس على الأرض والتي يغذيها النمو السريع للسكان وعودة اللاجئين السابقين.

وتقدم اللجنة الدولية بمشاركة الجمعية الوطنية خدمات البحث عن المفقودين ورسائل الصليب الأحمر من أجل مساعدة أفراد العائلات المشتتة، ومن بينهم العائدون البورونديون واللاجئون الكونغوليون، على إعادة الاتصال فيما بينهم والحفاظ على هذه الاتصالات. ويظل للم شمل الأطفال غير المصحوبين بذويهم الأولوية.

جدير بالذكر أن نصف سكان بوروندي لا يستطيعون الحصول على مياه الشرب النظيفة بسبب الخراب الذي أصاب أنظمة المياه بعد سنوات عديدة من الإهمال أو تدميرها أثناء أعمال العنف الماضية. إضافة إلى ذلك لا تزال سلطات المياه البوروندية في المناطق الريفية والحضرية تواجه نقصاً في الموظفين الماهرين. وتعمل اللجنة الدولية مع السلطات على تدريب المجتمعات المحلية وموظفي إدارات المياه على تأمين صيانة مرافق الإمداد بالماء التي تم إصلاحها والتأكد من قدرتها على تزويد آلاف الناس بالمياه النقية.

أما في المجال الطبي، فتسعى اللجنة الدولية إلى تعزيز قدرات مستشفيي الإحالة المتوفرين في البلاد وضمان حصول ضحايا العنف من مدنيين وعسكريين على الرعاية الطبية الملائمة.

وسعياً إلى تحسين الخدمات للأشخاص ذوي الإعاقات، تدعم اللجنة الدولية مركز "سان كيزيتو" لإعادة التأهيل البدني في بوجومبورا، الذي يقدم بصورة خاصة الرعاية إلى الذين يعيشون في المقاطعات الواقعة على الحدود مع جمهورية الكونغو الديمقراطية. وتساعد اللجنة الدولية في تحسين الخدمات التي يقدمها المركز من خلال دعم إدخال تقنيات جديدة في مجالي الأطراف الصناعية وتقويم العظام.

ويجري مندوبو اللجنة الدولية زيارات منتظمة للمحتجزين في أماكن احتجاز دائمة أو مؤقتة من أجل مراقبة ظروف معيشتهم والمعاملة التي يلقونها، ويقدمون إلى السلطات، عند الاقتضاء، ملاحظات سرية بشأن ذلك. وتزود أيضاً اللجنة الدولية سلطات السجون بالدعم المالي والمادي والتقني لتقديم خدمات الرعاية الصحية الأساسية وتحسين شروط النظافة وتجديد البنى التحتية الأساسية.

وتسعى اللجنة الدولية إلى تعزيز الحوار مع قوات الدفاع والأمن بهدف التعريف بالقانون الدولي الإنساني لدى الأفراد من جميع الرتب، كما تدعم تعليم القانون الدولي الإنساني في الجامعات وفي المدارس الثانوية.