وجهة نظري: جيل ديولي، مصور صحفي

03 كانون الأول/ديسمبر 2016
وجهة نظري: جيل ديولي، مصور صحفي

على مدار عقد من الزمان، عملت مصوراً أقوم بتوثيق الآثار المدمرة للحرب على المدنيين. ومن أنغولا إلى غزة، ومن العراق إلى كمبوديا شهدت كيف أن الحرب الحديثة تدمر الأجساد والعقول والحياة.

في عام 2011، بينما كنت أعمل في أفغانستان، قُدِّر لقصتي الشخصية أن تحاكي القصص التي كنت أوثقها، ففي قندهار، وطأت بقدمي أحد الألغام الأرضية. وأوشك الحادث على قتلي، وأسفر عن تعرضي لبتر ثلاثي.

وقضيت عاماً في المستشفى للتعافي مما لحق بي من إصابات. وقد تبدلت حياتي على نحو فاق ما يمكن استيعابه، إذ أخبروني أنني لن أتمكن من المشي مرة أخرى أو العيش دون الاعتماد على غيري. غير أن المعجزة تحققت، فبعد ثمانية عشر شهراً، وبعد تماثلي للشفاء، عدت إلى العمل. وبدأت أدرك أن إصابتي قد أعطتني منحة، فقد أكسبتني مزيداً من التعاطف مع من كنت أقوم بتصوريهم والتفهم لأحوالهم.

ويتمثل أحد أهم الأمور في عملي في إفراد وقت للإنصات المناطق صراعات ويتم تجاهل قواعد السلوك على نحوالحقيقي للقصص الشخصية للسكان المتضررين من النزاع.  ويقدم تقرير «الناس حول الحرب 2016» نظرة عميقة قوانين الحرب من أجل حماية أرواح المدنيين.

وبعد تماثلي للشفاء، عدت إلى أفغانستان. وفي مركز الأطراف الاصطناعية التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر هناك، التقيت عتيق الله البالغ من العمر سبع سنوات، الذي كان يجري تركيب ساق اصطناعية له. فقبل بضعة أشهر، وطأ لغماً أرضياً عندما كان في طريقه إلى المدرسة، ما أدى إلى فقده أحد ذراعيه وإحدى ساقيه. وكم كان مؤلماً أن أرى صبياً، كان من المفترض أن يلعب مع أصدقائه، يكافح من أجل التحرك بضع خطوات.

لماذا ما أزال أقوم بالعمل الذي أقوم به؟ الإجابة بسيطة: بسبب أطفال مثل عتيق الله. فبينما كنت ألتقط صورة له ،تأملت في الألم الذي أعانيه في كل يوم، سواءً الجسدي منه أم النفسي، وتساءلت في نفسي لماذا يجب على صبي صغير مثله أن يتعرض لما أقاسيه، لا لشيء سوى لأنه كان ذاهباً إلى المدرسة.

في كل يوم، هناك الآلاف من الأطفال الذين قد يتعرضون للإصابة مثل عتيق الله. وفي وقت تشهد فيه العديد من المناطق صراعات ويتم تجاهل قواعد السلوك على نحو متزايد، يتعين علينا أن نسلط الضوء على أهمية احترام قوانين الحرب من أجل حماية أرواح المدنيين.