ليبيا: التشبث بالحياة في ظل انهيار الخدمات

10 كانون الأول/ديسمبر 2015
ليبيا: التشبث بالحياة في ظل انهيار الخدمات
أم الرزم، ليبيا، 14 تشرين الأول/أكتوبر 2015. شخص يضع مستلزمات منزلية في سيارته. وزعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مستلزمات منزلية أساسية على 1320 شخصًا من النازحين داخليًا من "درنة" و"الفتائح" و"بنغازي" الذين لجئوا إلى منطقة أم الرزم وما حولها. CC BY-NC-ND / ICRC / Fares Elabeid

بدأ اليأس يتسرب إلى النازحين بشأن عودتهم إلى حياتهم الطبيعية، خاصة أنه ليس ثمة نهاية للقتال في ليبيا تلوح في الأفق. وتواجه مناطق عديدة مشكلات الانقطاع المتكرر للكهرباء والمياه ونقص الوقود، بالإضافة إلى زيادة صعوبة الحصول على الرعاية الصحية. وتشهد معدلات الجريمة والاختطاف ارتفاعًا في البلاد، ويعيش الناس في خوف دائم من القصف والهجمات الأخرى التي ما تزال تضرب المناطق السكنية والمراكز الصحية، ما يسفر عن مقتل وإصابة كثيرين.

استهداف المدنيين انتهاك لمبادئ الإنسانية

وتؤكد "كاتيا لورنز"، التي تترأس عمليات اللجنة الدولية في ليبيا: "يجب حماية الأشخاص الذين لا يشاركون في الاقتتال في جميع الأوقات." وتضيف قائلة: "استهداف المدنيين ليس فقط انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني بل إنه ينفي أيضًا المبادئ الأساسية للإنسانية. ويجب ألا يفعل المتحاربون أي شيء على الإطلاق من شأنه أن يعرّض أرواح المدنيين وسلامتهم للخطر، ويجب ألا يدمروا الممتلكات المدنية."

ولا يلوح في الأفق أمل لعشرات الآلاف من عائلات النازحين بالعودة إلى ديارهم في المستقبل المنظور. وتسبب انهيار الاقتصاد والارتفاع المستمر في الإيجارات وأسعار السلع الأساسية في استنزاف مواردهم المحدودة أصلًا.

إغلاق المستشفيات جراء الهجمات

أضيرت الخدمات الصحية ضررًا بالغًا بسبب القتال. وتعاني مستشفيات عديدة ومراكز صحية من نقص في العاملين والأدوية والإمدادات الأخرى، ما جعلها غير قادرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة. ويسعى القادرون إلى طلب العلاج في الخارج، لكن الغالبية العظمى من المرضى متروكون بلا رعاية. وتعرضت مستشفيات عديدة للهجوم واستولى الخوف على العاملين فيها، ما أسفر عن إغلاق كلي أو جزئي للمراكز الصحية وتعليق الخدمات الطبية.

ويقول "جيروم ثويت" منسق الحماية التابع للجنة الدولية: "من الضروري للغاية توفير بيئة عمل آمنة حتى يمكن للمراكز الصحية والطواقم الطبية تقديم العلاج للمرضى والجرحى. إن المتحاربين بمنعهم أفراد الطواقم الطبية من أداء مهامهم ليعرّضون الكتلة السكانية بكاملها للخطر. لا يجب أن يُسترهَب العاملون في المجال الطبي ولا يجب استهداف المراكز الصحية وأفراد الطواقم الطبية."

اللجنة الدولية والهلال الأحمر الليبي يقدمان العون للّيبيين

تعدّ اللجنة الدولية أكبر منظمة إنسانية دولية تتمتع بوجود ونشاط على الأرض في ليبيا، بقوة عاملة تبلغ أكثر من 100 فرد ليبي في البلاد وفي المكاتب الميدانية في طرابلس وبنغازي ومصراتة وسبها. وتقدم اللجنة الدولية بالتعاون مع الهلال الأحمر الليبي الدعم للسكان الليبيين وتحاول أن تلبي الاحتياجات المتزايدة الناجمة عن القتال وغياب الاستقرار بوجه عام عن ربوع البلاد.

وفي الفترة الممتدة بين كانون الثاني/يناير وأيلول/سبتمبر 2015، أنجزت اللجنة الدولية ما يلي:

  • تسليم مواد غذائية لزهاء 32000 نازح، وتسليم إمدادات أخرى (مستلزمات النظافة الشخصية، أواني المطبخ، فُرُش، بطانيات إلخ) لزهاء 43000 شخص بالتعاون مع الهلال الحمر الليبي؛
  • توفير إمدادات طبية و20 مجموعة من مستلزمات علاج المصابين جراء الأسلحة لحوالي 16 مستشفى وخمسة مرافق رعاية طبية أولية في أرجاء ليبيا – تكفي لعلاج زهاء 12000 شخص؛
  • تنظيم برنامجي تدريب لرعاية المصابين بصدمات في غرف الطوارئ حضرها 29 طبيب وجرّاح وطبيب تخدير ليبي من 20 مستشفى ليبي؛
  • إقامة برنامج تدريب على الإسعافات الأولية حضره 15 متدرب من 11 فرع من فروع الهلال الأحمر الليبي؛

Libyan Red Crescent first-aid trainers undergo training during a 10-day course.

تونس، العاصمة، 18 تشرين الأول/أكتوبر 2015. متدربو الإسعافات الأولية من الهلال الأحمر الليبي خلال البرنامج التدريبي الذي استمر 10 أيام. وسوف يتولون الآن تقديم برامج تدريبية بأنفسهم لمسعفي الهلال الأحمر الليبي في أرجاء ليبيا. CC BY-NC-ND / ICRC / Rabih Al-Fakih

  • مساعدة العائلات التي تشتت شمل أفرادها من جرّاء النزاعات على استمرار اتصالها أو إعادة الاتصال بأفرادها، وجمع وتوزيع 83 رسالة من رسائل الصليب الأحمر، بما فيها 14 رسالة قصيرة "في أمان وبخير حال" من القصّر غير المصحوبين بذويهم المتحفظ عليهم في مركز الاحتجاز في كراريم بمصراتة؛
  • تيسير إجراء 7 مكالمات هاتفية بالفيديو، والعمل مع الهلال الأحمر الليبي على تيسير 10 مكالمات هاتفية بين عائلات في ليبيا وأقاربهم المحتجزين في غوانتنامو؛
  • الإسهام في العودة الطوعية لأكثر من 550 مهاجر سنغالي و40 مهاجر غامبي إلى بلديهم، بالتعاون مع الهلال الأحمر الليبي ومنظمة الهجرة الدولية؛
  • توفير ملابس وفُرُش وبطانيات وأطقم نظافة شخصية لحوالي 900 مهاجر تحتجزهم إدارة مكافحة الهجرة غير الشرعية؛

. ICRC staff deliver personal hygiene items, blankets and mattresses to 349 African migrants in Sabha Retention Centre.

مركز الاحتجاز بسبها، سبها، ليبيا، 7 تموز/يوليو 2015. أحد موظفي اللجنة الدولية يسلّم مستلزمات النظافة الشخصية وبطانيات وفرش لزهاء 349 مهاجر أفريقي. CC BY-NC-ND / ICRC

  • تدريب 40 متطوع من متطوعي الهلال الأحمر الليبي على التعامل الملائم مع الرفات البشرية، وإمداد 12 فرع من فروع الهلال الأحمر الليبي بحوالي 1345 كيس من أكياس حفظ الجثث، و46 مجموعة لإدارة الجثث (كافية لـ 1150 جثة) ومجموعات حماية شخصية؛

Libyan Red Crescent volunteers learn how to deal with dead bodies and how to protect themselves during this type of work.

تونس، العاصمة، 6 آب/أغسطس 2015. متطوعو الهلال الأحمر الليبي يتعلمون كيف يمكن التعامل مع الجثث وكيف يمكن حماية أنفسهم أثناء أداء هذه المهام. CC BY-NC-ND / ICRC / Mohamed Chehab/ICRC

  • دعم الهلال الأحمر الليبي، تحديداً بما يلي: 3 سيارات إسعاف، و 4 شاحنات، و 4 مركبات أخرى، وتحمّل عبء جزءٍ تكاليفها ونفقاتها الدائمة؛
  • تدريب 60 متطوع من متطوعي الهلال الأحمر الليبي على كيف يمكن الحفاظ على سلامتهم الشخصية أثناء أداء المهام الموكلة إليهم؛
  • تيسير مشاركة موظفي ومتطوعي الهلال الأحمر الليبي في أربع حلقات عمل دولية وإقليمية.