اللجنة الدولية تناشد الدول لضمان عدم استخدام الأسلحة النووية نهائيًا وتحت أي ظرف

بيان أدلت به هيلين دورهام، مديرة دائرة القانون والسياسات الإنسانية، باللجنة الدولية للصليب الأحمر
تصريح 14 آذار/مارس 2022

تعرب اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها البالغ إزاء التصريحات الأخيرة بشأن الأسلحة النووية.

فقبل خمسة أعوام من هذا الشهر، مع بدء الدول مفاوضاتها بشأن معاهدة حظر الأسلحة النووية، ذكّرت اللجنة الدولية بأن "الأسلحة النووية هي الأكثر إثارة للرعب على الإطلاق. فهي فريدة من نوعها من حيث قدرتها التدميرية، وما تجلبه من معاناة إنسانية تفوق الوصف، ومن حيث استحالة السيطرة على آثارها عبر المكان والزمان. فما تلحقه من ضرر على البيئة والأجيال القادمة لا مفر منه، بل تمثل هذه الأسلحة في واقع الأمر تهديدًا لبقاء البشرية ".

وقد عاينت اللجنة الدولية وجمعية الصليب الأحمر الياباني المعاناة والدمار الناجمين عن القصفين الذريين لهيروشيما وناغازاكي في عام 1945 حيث حاول العاملون في المجال الإنساني، في ظروف شبه مستحيلة، تقديم المساعدة للمصابين والجرحى. لا يمكننا السماح بتكرار هذا الفصل المخيف من ماضينا.

نعلم أن أي انفجار نووي سيطرح تحديات هائلة أمام العمل الإنساني. فلا توجد دولة أو منظمة إنسانية مستعدة للاستجابة للاحتياجات الهائلة التي قد تنشأ عن انفجار نووي. لذا، يجب علينا أن نمنع ما لا يمكننا الاستعداد له.

وليس منطقيًا على الإطلاق أنه من الممكن استخدام الأسلحة النووية بما يتماشى مع مبادئ القانون الدولي الإنساني وقواعده.

إن السبيل الوحيد لضمان عدم استخدام الأسلحة النووية نهائيًا هو حظرها والقضاء عليها. وقد أعربت الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر (الحركة)، التي تنضوي اللجنة الدولية تحت لوائها، مرارًا وتكرارًا عن انزعاجها العميق إزاء تزايد خطر استخدام الأسلحة النووية مرة أخرى عن قصد أو سوء تقدير أو نتيجة حادث عرضي، وشددت على أن أي مخاطرة باستخدام الأسلحة النووية أمر غير مقبول، نظرًا لعواقبه الإنسانية الكارثية.

إن اللجوء إلى الأسلحة النووية يجعل النزاعات المسلحة أكثر خطورة ويهدد بتصعيد عالمي ستدفع البشرية كلفته الباهظة. هذه دعوة لليقظة واتخاذ أقصى درجات الحذر.

ويجب على الدول الآن الاستجابة لنداء الحركة الذي يدعوها جميعًا إلى التوقيع على معاهدة حظر الأسلحة النووية والتصديق عليها أو الانضمام إليها والالتزام بها. وريثما يتم القضاء عليها، يجب على جميع الدول، ولا سيما الدول الحائزة للأسلحة النووية والدول الحليفة لها، أن تتخذ خطوات فورية للحد من مخاطر الاستخدام المتعمد أو العرضي للأسلحة النووية، على أساس التزاماتها الدولية القائمة.

ويأتي الاجتماع الأول للدول الأطراف في معاهدة حظر الأسلحة النووية والمؤتمر الاستعراضي العاشر لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية هذا العام، بما يحمله من فرص مهمة واختبارات حقيقية للدول لإحراز تقدم ملموس في سبيل نزع السلاح النووي، وهو التزام قانوني يقع على عاتق المجتمع الدولي ككل.

نادرًا ما كان العمل الجماعي والخطوات الملموسة والهادفة لإنقاذ العالم من رعب الأسلحة النووية أكثر إلحاحًا.