وقالت السيدة "سبولياريتش": "لا يمكن للمدنيين تحمّل انهيار وقف إطلاق النار الذي قد يُعيدهم إلى القتال العنيف وما يجلبه من موت ودمار. إن الحفاظ على وقف إطلاق النار أمر ضروري لتتمكن العائلات من العودة إلى ديارها وإعادة بناء حياتها، ولوصول المساعدات الإنسانية إلى من هم في أمس الحاجة إليها".
يواجه لبنان تحديات إنسانية واسعة النطاق في ظل دمار واسع يفاقم حدّة الأزمات الإقتصادية والإجتماعية القائمة. فلا يزال اليوم الآلاف من الأشخاص نازحين، يعانون محدودية خدمات الرعاية الصحية وقلة الخدمات الأساسية وسبل كسب العيش. وتعم هذه التحديات مختلف أنحاء المنطقة، بما في ذلك الظروف الكارثية في قطاع غزة والاحتياجات الهائلة في سورية، ما يضغ ضغوطًا على قدرات المنظمات الإنسانية على الاستجابة إليها.
وأضافت السيدة "سبولياريتش" قائلة: "كان من الممكن الحد من نطاق الدمار والاحتياجات الإنسانية الضخمة في لبنان إلى حد كبير لو التزمت أطراف النزاع بقواعد الحرب تمامًا. لا يزال القانون الدولي الإنساني ساريًا وقاطعًا في هذا الصدد: يجب حماية المدنيين وضمان وصولهم إلى المساعدات الإنسانية".
تعمل اللجنة الدولية في لبنان على تأمين الظروف المناسبة التي تمكّن السكان من العودة إلى ديارهم بأمان. ويشمل ذلك دعم سبل كسب العيش، وإصلاح البنية التحتية الأساسية وحمايتها، وزيادة الوعي بمخاطر الذخائر غير المنفجرة. إضافةً إلى ذلك، تقدّم اللجنة الدولية خدمات الرعاية الصحية، والمواد الإغاثية، وأي مساعدات أساسية أخرى لدعم الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها. ويجرى الجانب الأكبر من هذا العمل بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني وشركاء آخرين.
وستغادر السيدة "سبولياريتش" اليوم إلى سورية لإجراء لقاءات مع السلطات الوطنية والمحلية وتقييم الاحتياجات الإنسانية في البلاد.
نبذة عن اللجنة الدولية
اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) منظمة محايدة وغير متحيزة ومستقلة، تؤدي مهمة إنسانية بحتة تنبع من اتفاقيات جنيف لعام 1949. وتساعد اللجنة الدولية المتضررين من النزاعات المسلحة وأعمال العنف الأخرى في جميع أنحاء العالم، باذلة كل ما في وسعها لحماية أرواحهم وكرامتهم وتخفيف معاناتهم، وغالبًا ما تفعل ذلك بالتعاون مع شركائها في الصليب الأحمر والهلال الأحمر.