نيجيريا: رسائل الصليب الأحمر تجلب الراحة والأمل
انقطعت أخبار ابن صاحبة دكان في لاغوس لمدة أربع سنوات حتى حملت لها اللجنة الدولية رسالة منه.
تدير "أشابي" دكانًا صغيرًا في لاغوس لبيع البطاطا الحلوة والخضروات الأخرى، ويقع متجرها في أحد الشوارع الضيقة على مقربة من منزل صغير تعيش فيه منذ ما يقرب من 30 عامًا وتعرف بين أصدقائها باسم "ماما".
وفي أحد الأيام هرعت إليها في الدكان "يميسي" شقيقتها الصغرى وعدد من الجيران حاملة نبأ وصول زوار "غرباء" إلى منزلها في سيارة تحمل صليبًا أحمر اللون جاءوا لرؤيتها.
ساورت "ماما" بعض مشاعر القلق إذ نادرًا ما يأتيها زوار. وتسارعت نبضات قلبها وهي في طريقها إلى المنزل متسائلة عن سبب هذه الزيارة. فهي تعيش ألم انقطاع أخبار ولدها منذ وقت طويل وتخشى أن يكون قد فارق الحياة.
كان "كهيند" ابن "ماما" البالغ 29 سنة قد غادر المنزل قبل أربع سنوات. فقد أعرب لأسرته بعد أن أنهى تعليمه كميكانيكي سيارات عن رغبته في السفر إلى الخارج بحثًا عن فرص جديدة. حزنت "ماما" لذهابه ولكنها باركت سفره على مضض.
سافر إلى توغو بعد ذلك بأسابيع قليلة بعد أن تعهد بالعودة بعد شهر. إلا أن شهورًا قد توالت دون الحصول على كلمة أو أخبار منه. شعرت أمه بأن هناك أمرًا ما حدث، فولدها "كهيند" لم يكن أبدًا ليتركها بلا أخبار لهذه المدة الطويلة.
قال لها أحد الزوار بلطف شديد وقد استشعر الخوف الذي يساورها: "نحن من اللجنة الدولية للصليب الأحمر. ولدينا رسالة من "كهيند" إلى والدته "ماما أشابي".
وشرح الزوار أن زملاءهم قد التقوا "كهيند" في كوت ديفوار أثناء تفقدهم لظروف الاحتجاز داخل أحد السجون. وعلى الفور دعتهم "ماما" إلى الدخول والجلوس في منزلها عندما تسلمت رسالة خطها "كهيند" وطالبتهم بإلحاح بأن يقولوا لها كل ما يعرفونه عن ولدها.
لم تكن "ماما" تعلم أن ولدها لم يذهب فقط إلى توغو بل إلى العديد من البلدان الأخرى وأن المقام انتهى به في كوت ديفوار. وتعرض للسجن في أبيدجان في وقت ما في عام 2011 ولم يجد سبيلا إلى الاتصال بأسرته في نيجيريا واطلاعها على ما حدث له.
وشرح "كهيند" ظروفه إلى موظفي اللجنة الدولية الذين زاروه في محبسه واقترحوا عليه كتابة رسالة قصيرة لأسرته واعدين إياه بأن تقوم اللجنة الدولية بتسليمها. اطلعت سلطات السجن على الرسالة ثم نقلت إلى موظفي اللجنة الدولية في أبوجا الذين قاموا بالبحث عن والدة "كهيند" في لاغوس.
وغمرت مشاعر الفرح "ماما أشابي" أثناء قيام موظف اللجنة الدولية بقراءة الرسالة لها. رفعت يديها مبتهجة وقالت لنا:" لم نكن نعلم له مكانًا أو ماذا حدث له. وظننا أنه قد يكون توفي في مكان ما بعد مرور أربع سنوات. واضطررنا إلى معايشة هذا الألم. أنا أشكر الله لمعرفتي بأنه على قيد الحياة حتى وإن كان سجينًا. فأنا أعرف الآن أنه سيعود يومًا وأننا سنراه من جديد".
قمنا بتغيير أسماء الأشخاص المذكورين لحماية خصوصياتهم. وللسبب ذاته ننشر مع هذا المقال بعض الصور التي التقطت في أماكن أخرى تعمل بها اللجنة الدولية في مجال إعادة الاتصال بين أفراد الأسر لا يظهر فيها " "كهيند" " أو "أشبي".