العراق – المفقودون: مشاركة احتياجات العوائل ومطالبهم

لقد أدّت عقود من النزاعات المتعاقبة وفترات العنف التي عصفت بالبلاد إلى فقدان مئات الآلاف من الأشخاص، الأمر الذي جعل العراق أحد البلدان التي تضم أكبر عددٍ من المفقودين في العالم.

قد تخف حدّة القتال، ولكن نزاعات عوائل المفقودين مستمرّة. وبغض النظر عن النزاع المسلح الذي سبب فقدان أحبتهم، تواجه جميع العوائل نفس المصاعب والمآسي في مختلف النواحي. بالنسبة إليهم، ستستمر الآلام والذكريات طويلًا بعد هذا اليوم، حتى تعرف ما حدث لأحبائها.    

" كإمرأة، أنه لأمر صعب للغايةأن أربيَ أبنائيَ جميعهم بمفردي في هذا المجتمع. يحتاج أبنائي لوجود أبٍ لهم. فهو يمثل عمود البيت." تقول أم علاوي، وهي زوجة ستار الذي فُقِد في عام 2016.

أم علاوي، شأنها شأن العديد من الزوجات والأمهات الأخريات، لها الحق في معرفة مصير زوجها. يستمر الواقع القاسي للعوائل في التفاقم، مؤثرًا عليهم من النواحي العاطفية والجسدية والقانونية والمالية والإجتماعية. تعيش هذه العوائل في حيرةٍ من أمرها لأنها تنتظر باستمرار الحصول على معلومات في الوقت الذي تواجه صعوبات إدارية وقانونية جمة.

وقد وباشرت بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق الحوار مع السلطات المعنية وأصحاب المصلحة منذ عام 1991 لمعالجة القضايا التي تتعلق بالمفقودين. وترأس اللجنة الدولية للصليب الأحمر لجنة ثلاثية بشأن المفقودين تضم الكويت والعراق وأخرى تضم إيران والعراق واللتان تهدفان لتوضيح أماكن تواجد هؤلاء المفقودين خلال النزاعين المسلحين السابقين. بالإضافة إلى ذلك، تساعد اللجنة الدولية عوائل المفقودين من خلال خدمة إعادة الروابط الأسرية في تعقب أفراد عوائلهم الذين فقدوا خلال جميع فترات النزاع المسلّح. لدى عوائل المفقودين العديد من الاحتياجات الأخرى، بضمنها الاقتصادية والنفسية والقانونية والإدارية ونحن نسعى للمساهمة في الاستجابة لهذه الاحتياجات.

وبهذه المناسبة، تدعو اللجنة الدولية للصليب الأحمر جميع الأطراف الفاعلة لمضاعفة جهودها المبذولة بهدف توضيح مصير المفقودين والاستجابة لاحتياجات عوائلهم وسنبقى على استعداد لمساعدتها في الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني. يستحق جميع المفقودين وعوائلهم أن يعاملوا على حد سواء بغض النظر عن أسباب وظروف اختفائهم. نشارك الاحتياجات والمطالب الملحة لهذه العوائل وسنستمر في تقديم الدعم لها من خلال برامجنا المتنوعة آملين في تخفيف الأعباء الثقيلة عن كاهلها. 

شاهد قصة أم علاوي