كوفيد-19 في سورية: اللجنة الدولية تواصل مساعدة الملايين والتكيف لمنع انتشار الفيروس

كوفيد-19 في سورية: اللجنة الدولية تواصل مساعدة الملايين والتكيف لمنع انتشار الفيروس

بينما يدخل النزاع في سورية عامه العاشر، يواجه الجميع تهديدًا قد لا يكون ظاهرًا في معظم الأحيان. وتتواصل أكبر عمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) في تقديم العون لملايين السوريين للحفاظ على مستويات معيشتهم الأساسية وعدلت عملياتها من أجل المساعدة في حماية الفئات الأكثر ضعفًا، مثل النازحين والمحتجزين، من جائحة كوفيد-19.
مقال 28 نيسان/أبريل 2020 سورية

وبعد أسابيع من التأهب الشديد واتخاذ التدابير الأولية للحد من انتشار جائحة كوفيد-19 في سورية، رصدت البلاد أول حالة إصابة مؤكدة بالفيروس رسميًا في 22 آذار/مارس، أعقبها أول حالة وفاة بالجائحة في 29 آذار/مارس. وخلال النصف الثاني من شهر آذار/مارس، شُدِدت التدابير التي تقيد التجمع والحركة تِبَاعًا، وبحلول أوائل نيسان/أبريل، وضعت البلاد تحت إغلاق جزئي.

تصل هذه الجائحة العالمية إلى سورية في وقت تدخل فيه البلاد عامها العاشر تحت وطأة نزاع مدمر أدى إلى نزوح جماعي للسكان، وترك المنظومة الصحية في حالة يرثى لها بعد أن كانت قوية فيما مضى. توقفت نصف المرافق الصحية كافةً تمامًا عن العمل الآن أو تعمل بشكل جزئي. لقد عانت البلاد من تدهور اقتصادي نتيجة للنزاع والعقوبات المفروضة عليها وتراجعها على الصعيد الإقليمي، ما تسبب في مزيد من المعاناة للعديد من الفئات السورية المستضعفة.

وعلى الرغم من أن جزءًا كبيرًا من البلاد شهد تعزيز الاستقرار خلال العام الماضي، لا تزال هناك مناطق أخرى تشهد قتالًا فعليًا حيث توجد ظروف معيشية صعبة للغاية. هذا هو الحال في منطقة إدلب ومحيطها، إذ نزح مليون شخص خلال الأشهر الماضية. ويعيش ما يقدر بنحو 100,000 شخص في مخيمات في شمال شرق البلاد. كما يعاني ملايين النازحين في مناطق أخرى من البلاد من ظروف مماثلة.

يتعرض النازحون بسبب النزاع بصفة خاصة لمضاعفات صحية. إذ يقبعون في أماكن إقامة مؤقتة ومخيمات مكتظة تعاني من قصور في خدمات الصرف الصحي والمأوى في كثير من الأحيان، فضلاً عن نقص الرعاية الطبية والتغذية الكافية. أما المحتجزون القابعون في أماكن الاحتجاز فهم فئة أخرى تحتاج إلى إيلاء اهتمام خاص.

تعد عمليات اللجنة الدولية في سورية الأكبر على مستوى العالم. لقد مثلت عملياتنا شريان الحياة لملايين السوريين على مدى السنوات التسع الماضية. ونواصل تكييف برامجنا وتعزيزها، بالتعاون مع شريكنا في العمل الميداني، جمعية الهلال الأحمر العربي السوري، للحفاظ على مجموعة واسعة من الأنشطة المنقذة للحياة وتطوير استجابات محددة نحو الحيلولة دون انتشار جائحة كوفيد-19 أو الحد من انتشارها في هذه البيئة الهشة.

تواصل برامجنا واسعة النطاق في مجالات المياه والإسكان والصحة والأمن الاقتصادي والحماية الإنسانية، ليس فقط تلبية الاحتياجات المتعلقة بالنزاع، لكن بسبب تركيزها على مجتمعات محلية مستضعفة بوجه خاص، تضطلع بدور مهم في تحسين أوضاع الصرف الصحي والتغذية والحالة الصحية لملايين الناس في سورية أثناء مواجهتهم لجائحة كوفيد-19.

 

فيما يلي سبل عملنا بشكل ملموس للحد من انتشار جائحة كوفيد-19 في سورية:

1. تقديم الدعم للهلال الأحمر العربي السوري والعمل معه للحد من انتشار كوفيد-19 بين الفئات المستضعفة من السكان

يُقَدم هذا الدعم من خلال توزيع مجموعات لوازم النظافة الصحية مقررة لمدة 3 أشهر على المجتمعات المستضعفة والنازحة داخليًا. كما نواصل تقديم مواد التطهير والمعدات لدعم أنشطة الهلال الأحمر العربي السوري للوقاية من العدوى ومكافحتها في المرافق العامة في جميع المحافظات السورية. بالإضافة إلى ذلك، نقدم الموارد المالية والتقنية لتمكين الهلال الأحمر العربي السوري من إجراء الحملات الإعلامية وحملات التوعية في جميع أنحاء البلاد. كما يواصل مستشفى الهلال الأحمر العربي السوري/اللجنة الدولية الميداني المشترك في مخيم الهول تقديم خدمات طبية بالغة الأهمية لسكان المخيم، مع اتخاذ تدابير وقائية وفحص المرضى والمساهمة مع الجهات الأخرى الفاعلة في المجال الإنساني في المخيم لبناء مركز عزل للحالات المصابة.

2. دعم قدرات الهلال الأحمر العربي السوري والعاملين في المجال الصحي والإنساني على الاستجابة لجائحة كوفيد-19 بحمايتهم من التعرض للجائحة

لقد بدأنا عمليات توزيع مواد التطهير ومعدات الحماية الشخصية، وسنعززها للسماح لعمليات الهلال الأحمر العربي السوري/اللجنة الدولية والعاملين والمتطوعين في القطاع الصحي بالعمل بقدر كاف من الحماية. نقدم المساعدة ذاتها للعاملين في هياكل مختارة للصحة العامة تشكل أهمية للفئات السكانية المستضعفة.

3. دعم السلطات في الحيلولة دون انتشار جائحة كوفيد-19 أو الحد من انتشارها في أماكن الاحتجاز

نزود سلطات الاحتجاز بمواد تطهير لتنظيف المباني ومعدات الحماية الشخصية للسجون والعاملين في المجال الصحي، إلى جانب المساعدة التقنية بشأن استخدامها. بالإضافة إلى ذلك، قمنا أيضًا بتوفير مواد النظافة الصحية للمحتجزين في بعض السجون المركزية ونساعد في تخفيف آثار التعليق المؤقت للزيارات العائلية.

4. كفالة توفير الاحتياجات الحيوية مثل الحصول على المياه النظيفة والغذاء والرعاية الطبية المناسبة

نواصل، بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري، ضمان حصول القطاعات الأوسع من السكان على المياه النظيفة بانتظام، سواء من خلال نقل المياه بالصهاريج  أو عن طريق صيانة محطات ضخ المياه الأساسية وإصلاحها. يواصل فريقنا الصحي تقديم الدعم للهياكل الصحية المحلية حتى تتمكن من التعامل مع الحالات الطبية الأخرى التي تهدد الحياة، مثل أمراض القلب والسكري وجرحى الحرب. بالإضافة إلى ذلك، نواصل دعم السكان في الحصول على الغذاء من خلال توزيع طرود غذائية ووجبات ساخنة.

أرقام مهمة:

• تزويد أكثر من 700 من متطوعي الهلال الأحمر العربي السوري والعاملين في القطاع الصحي السوري بمعدات الحماية الشخصية

• إجراء أكثر من 200 استشارة في مستشفى الهول الميداني أسبوعيًا

• استمرار تقديم الدعم بالمواد الغذائية لأكثر من 250,000 شخص على أساس شهري

• استفادة أكثر من ستة ملايين شخص في جميع أنحاء سورية من أعمال الإصلاح الأخيرة وتوزيع المياه منذ آذار/مارس 2020

• استفادة نحو 750,000 شخص من توزيع مجموعات النظافة الصحية في الأشهر الثلاثة المقبلة

• توزيع مواد النظافة الصحية على نحو 18,000 محتجز وكذلك مواد تطهير على السجون المركزية.