بنغلاديش: كسر الصور النمطية من خلال كرة السلة على الكراسي المتحركة

بنغلاديش: كسر الصور النمطية من خلال كرة السلة على الكراسي المتحركة

مقال 07 آذار/مارس 2019 بنغلاديش

غالبًا ما يواجه الأشخاص ذوو الإعاقات البدنية في بنغلاديش عراقيل مجتمعية، فيواجهون تصورات سلبية وتمييزًا. ويتعرضون للوصم وغالبًا ما يعتبرون عالة على المجتمع. ومن بين جميع السكان ذوي الإعاقة، تتعرض النساء لقدر كبير من التهميش ويكنّ أكثر عرضة للتأثر بسبب التحيزات الضارة وسوء المعاملة والفقر.

يواصل مركز إعادة تأهيل مرضى الشلل، بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية)، الابتكار بإشراك هؤلاء النساء في رياضة كرة السلة على الكراسي المتحركة. شُكّل الفريق، الذي ترعاه اللجنة الدولية ويديره مركز إعادة تأهيل مرضى الشلل، في عام 2016 وشارك في العديد من المعسكرات التدريبية والبطولات الدولية في نيبال (عام 2017) وإندونيسيا (عام 2018). وقد فاز الفريق بالبطولة في بالي، متفوقًا على الفريق المُضيف.

وقد تحدثنا إلى بعض أعضاء الفريق ودُهشنا لما أبدوه من شجاعة ومثابرة.

شابنا

بسبب عدم توفر الرعاية العاجلة المتقدمة ظلت «شابنا» في حالة حرجة بعد الحادثة التي وقعت لها عام 2007. في البداية ظن الأطباء أنها ستلفظ أنفاسها في غضون سويعات قليلة، ولكنها نجت من العملية الجراحية، غير أن الأطباء لم يتمكنوا من إنقاذ أطرافها. أخبر أحد الأقارب عائلتها عن مركز إعادة تأهيل مرضى الشلل، وكانت تلك بمثابة التجربة التي قلبت حياتها رأسًا على عقب.

قيل لي إنني لن أبقى على قيد الحياة، لكنني الآن مفعمة بالنشاط وأمارس كرة السلة على كرسي متحرك لفريق بنجلاديش.

على الرغم من أن الكثيرين شككوا في قرارها بالانضمام إلى الفريق، إلا أنهم يتفاخرون بها الآن أمام العالم. "إنهم يقدرونني هنا ولا يحكمون عليّ بسبب إعاقتي." وتعمل «شابنا» أيضًا موظفة استقبال في المركز.

اسمها راتنا

تنتمي إلى منطقة ريفية، لم تحلم أبدًا بالسفر على متن طائرة، فضلًا عن أن تحلم باحتراف كرة السلة. لكن يبدو أن الأقدار كانت تخبئ لها الكثير. تقول «راتنا»: "كنت في الحادية عشرة من عمري فقط عندما تزوجت وأصبحت أمًا بعد فترة وجيزة. أُصبت بإعاقة بعد سقوطي من أعلى السطح. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا الكرسي المتحرك ملاصقًا لي."

نادراً ما تقابل «راتنا» ابنها، لأن عائلة زوجها لا تودّ ذلك. ولكن عندما يتقابلان، تتبادل الأم وابنها حديثًا من القلب إلى القلب.

أُرِيه مقاطع فيديو من المباراة مما يجعله متحمسًا للغاية. لقد منحتني كرة السلة حافزًا لأتشبث بالحياة.

من العوائق الصعبة التي كانت لتفت في همّة «راتنا» اضطرارها إلى التدرّب أمام فريق الرجال، ولكن تلك الأيام ولت. واليوم، «راتنا» لاعبة كرة سلة واثقة من نفسها وتشعر بالفخر الشديد بتمثيل بلادها على الساحة العالمية.

فهيمة

لا يمكن لـ «فهيمة» أن تنسى المباراة الأخيرة من سلسلة المبارايات التي لعبها الفريق في نيبال.

كانت أصابعي تنزف لكننا أردنا جميعا بذل أقصى ما لدينا. تعجز الكلمات عن وصف السعادة التي شعرنا بها عند الفوز!

وكان الفريق قد خسر مباراتين متتاليتين في وقت سابق، وانخرطت «فهيمة» في بكاء هستيري بعد الهزيمة.

«فهيمة» اليوم ليست نفسها التي كانت ملازمة للكرسي المتحرك بسبب سقوطها من أعلى السطح. تروي «فهيمة» قصة معاناتها قائلة: "شعرت باكتئاب شديد وظننت أن لا مستقبل لي. لكن عائلتي المحافظة ساندتني ودعمتني في كل خطوة خطوتها في طريقي." وتعمل «فهيمة» حاليًا موظفة استقبال في مركز إعادة تأهيل مرضى الشلل، إلى جانب لعب كرة السلة. وتعرب عن تقديرها كل الجهود التي بذلها المركز واللجنة الدولية لإعادة تأهيلها هي والكثيرين مثلها. فبفضل تفانيهما تتعهد هذه اللاعبة ذات العزيمة القوية بأن تصبح أفضل وتحصد البطولات لبلدها.

مرزانا

تقول «مرزانا»: "كنت في السادسة عشرة من عمري عندما سقطت من على شجرة في منزلنا الذي يقع بالقرية. ولكوني فتاة في مقتبل العمر ذات إعاقة في بنغلاديش، واجهتني تحديات في كل خطوة أخطوها. لكن والدايّ وأحبائي لم يكفوا يومًا عن تشجيعي وكانوا حريصين على ألا أستسلم أبدًا." وقع الاختيار عليها لقيادة الفريق في البطولة التي أقيمت في بالي، وكم كانت سعادتها غامرة عند فوز فريقها في المباريات الخمس ضد فريق البلد المضيف.

الآن أنا أُعدّ من المشاهير بين عائلتي وأصدقائي. أريد فقط الاستمرار في اللعب لبلدي وأن أرى فريقنا يزدهر.

لُطفه أختر

أصيبت «لُطفه أختر» بشلل الأطفال عندما كان عمرها 3 سنوات فقط. ترى أن كرة السلة ساعدتها على كسر القيود النفسية التي تفرضها الإعاقة. تقول: "أسافر مسافة 100 كيلومتر من مسقط رأسي لألعب في المركز، لكن شغفي بكرة السلة مُتَّقد ولا يمكن لشيء أن يُبعدني عنها."

إنها تحررني من القيود!

أول بطولة خارج بنغلاديش فتحت عالمًا جديدًا أمام «لُطفه». تقول: "مجرد السفر إلى دكا كان حلمًا بعيد المنال بالنسبة لي. أما الذهاب إلى بلاد جديدة خارج بنجلاديش فهو ضرب من الخيال!"