كولومبيا: "عمَّت الاحتفالات أرجاء القرية عندما وصلت خزانات المياه"

24 آذار/مارس 2014
كولومبيا: "عمَّت الاحتفالات أرجاء القرية عندما وصلت خزانات المياه"
واحد من بين 103 خزانات أجرت اللجنة الدولية تركيبها في القرية.

كان يصاب سبعة من أصل عشرة أشخاص بالمرض في قرية "تماخي"، على ساحل المحيط الهادئ في كولومبيا، بسبب مياه الشرب الملوثة. وتغلبت اللجنة الدولية على هذه المشكلة عن طريق تركيب خزانات مياه الأمطار خارج جميع المنازل وكذلك خارج المدرسة والعيادة المحلية .
وتقع قرية "تماخي" الصغيرة على ضفة نهر باتيا، على بعد ساعة بالقوارب من ساحل المحيط الهادئ في جنوب غرب كولومبيا. وعانى سكان هذه البلدة، وعددهم 400 شخص، أضرار عقدين من العنف المسلح. ويقول أحد السكان الذي اضطر للتنقل عدة مرات بصحبة زوجته وأطفاله: "نحن نراهم يلقون الجثث في النهر – جثث الناس الذين تقاتلوا معهم وأودوا بهم عند منبع النهر".

وما يزيد الأمور سوءاً، أن مياه النهر تلوثت جراء النفايات والزئبق الناتج عن نشاط التعدين. ويقول الرجل: "قبل بضعة أشهر، لم يكن لدينا خيار سوى شرب هذه المياه. وكنا نصاب بالطفح الجلدي وآلام المعدة والإسهال".

ويقول موظف الخدمات الصحية في القرية إن الأمر وصل إلى حد إصابة سبعة من أصل عشرة أشخاص ممن يتلقون العلاج بالمرض لأنهم شربوا مياه ملوثة. وكانت المشكلة تتفاقم في موسم الجفاف، فيذكر الموظف: "كنا نضطر لشرب الطين. "

عندما وصل مندوبو اللجنة الدولية إلى المنطقة، وجدوا أن هناك حاجة ماسة لحصول سكان البلدة على المياه النظيفة. وعملوا مع السكان المحليين على إيجاد أفضل السبل لمعالجة هذه المشكلة. واتخذ القرار بالإجماع: كان عليهم إيجاد طريقة لتحقيق الاستفادة المثلى من مياه الأمطار.

تم تركيب خزانات مياه خارج جميع المنازل، وكذلك خارج العيادة المحلية والمدرسة، بما مجموعه 103 خزانات. ووفرت اللجنة الدولية أيضاً كل المواد اللازمة لتجميع المياه وصرفها، بما في ذلك الأنابيب والموصلات والصنابير.

ويقول موظف الخدمات الصحية في القرية: "عمَّت الاحتفالات أرجاء القرية عندما وصلت خزانات المياه. كان الجميع في غاية السعادة، وخاصة الأطفال، الذين لن يكونوا بحاجة لجلب المياه بعد الآن. كنا نعلم أن الصليب الأحمر قدم لنا يد العون القوية، ولكننا أيضاً أدينا دورنا".

انهمكت الأسر في القرية في تركيب الخزانات حتى أن المهمة أنجزت تماماً في بضع ساعات فقط. ودربت اللجنة الدولية 22 عضواً في المجتمع المحلي على كيفية تحسين العادات الصحية بين سكان القرية المحليين.

قامت بعض الأسر بإعادة بناء بيوتها الخشبية بشكل كامل، تمشياً مع التوصيات التي أعطاها مندوبو اللجنة. فنقلت المراحيض ومواقد الحطب خارج المنازل وحددت أماكن للتخلص من النفايات. وحفرت الخنادق لنزح مستنقع قريب، والذي كان مصدراً آخراً من مصادر التلوث.

وتزامن تركيب الخزانات مع ذروة فصل الصيف، ولذا لم يكن نزول الأمطار متوقعاً لعدة أسابيع. بدأ القلق يساور سكان القرية. وفجأة، امتلأت السماء برقاً وأمطرت كما لم تمطر منذ فترة طويلة .

غيَّرت المياه النظيفة حياة أهل القرية تماماً. يقول أحد السكان: "نحن الآن أفضل صحة ومجتمعنا المحلي أقوى بنياناً، لأننا اتفقنا جميعا على أن نعمل معاً. وعادت العيادة المحلية والمدرسة للعمل بشكل صحيح مرة أخرى. "

يحصل حالياً حوالي 400 شخص من البالغين والشباب والأطفال على مياه الشرب النظيفة والعذبة. ولا يزال النزاع المسلح يحتدم في المنطقة، ولكن على الأقل أصبح موسم الجفاف أقل قسوة من ذي قبل. فقد عاد الأمل لقرية "تماخي" من جديد.