زهر بكرة: حجر الأمل ليافعي غزة

29 أيلول/سبتمبر 2016
زهر بكرة: حجر الأمل ليافعي غزة
أحمد في قميص أبيض خلال جلسة رقص فلسطيني. ICRC / Susanne Doettling

"أريد أن أكون جميلاً." هذا ما قاله أحمد حبيب بينما كان يؤدي مشهداً مسرحياً. أحمد، طفل يبلغ من العمر 15 سنة ويقطن في منطقة الشجاعية، احدى ضواحي غزة، التي شهد أهلها أوقاتاً عصيبة خلال الحرب في غزة في عام 2014. وحتى هذا اليوم، لا زال العديد منهم يسكنون إما في أجزاء من بيوتهم المدمّرة أو في كرافانات وضعت مكان منازلهم المهدّمة.

في الثالث من أغسطس 2014، أصيب أحمد بشظية بينما كان يحضر الماء لعائلته بجانب منزل عمه، حيث بحثت عائلته عن المأوى. فقد أحمد الحركة في أطرافه اليمنى بسبب إصابة خطيرة في رأسه نتجت عن الشظية.

يقول أحمد، "أذكر دائماً كيف كنت أقود دراجتي الهوائية بكلتا يدي. الشيء الذي لم أعد أستطيع القيام به بعد إصابتي. لكني أتمنى حقاً أن أقود الدراجة من جديد."

أحمد هو واحد من بين حوالي 50 مشارك في مخيم "زهر بكرة" الشبابي الذي نظمته اللجنة الدولية للصليب الأحمر جنباً إلى جنب مع خمسة عشر ميسراً فلسطينياً شاباً في أغسطس 2016.

وتتراوح أعمار المشاركين ما بين 12 و16 سنة، من بينهم مشاركين بإعاقات مختلفة.

المشاركون في أول يوم من المخيم.  ICRC / Mohammed Omar

وشارك الأطفال خلال المخيم، الذي أقيم بالقرب من الشاطئ، في العديد من الأنشطة كالمسرح والموسيقى والدبكة والاستعراض والكشافة والفنون ورواية القصص والألعاب التنشيطية. بالإضافة إلى كل ذلك، حضروا جلسات الدعم النفسي والسباحة والجلسات التوعوية، حيث تعرفوا على مخاطر المخلفات الحربية غير المنفجرة وعلى أهمية الدمج لذوي الإعاقة في الأنشطة المجتمعية وأدوار اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في أوقات الطوارئ.

كان جلياً أن أحمد لا يرغب في التفاعل مع أقرانه عند وصوله للمخيم. ولكن سريعاً تغير سلوكه بشكل ملحوظ وأصبح متحمساً للمشاركة في كل نشاط. قال أحد الميسرين: " كان تغير أحمد خلال أيام المخيم الستة ملفتاً للجميع، وخاصة لعائلته."

قالت والدة أحمد أنه كان حزيناً ووحيداً ويائساً قبل انضمامه للمخيم ولكن خلال ارتياده للمخيم لم يكن يستطيع الصبر حتى يحين موعد بدايته. كان ينتظر الحافلة كل صباح قبل موعد قدومها بساعة، ولا ينفك عند عودته أن يخبر أي شخص يقابله في محيط المنزل عما فعل في المخيم ذاك اليوم.

رأى أهالي المشاركين أن ما حققه الشباب القائمون على المخيم مع اليافعين من منطقة الشجاعية لهو شيء مميز، خاصة وأن الهدف من المخيم هو تحفيز وتدريب المشاركين. أنصت الميسرون لقصصهم وأحلامهم وساعدوهم على إطلاق العنان لإبداعاتهم.

في نهاية المخيم لعب أحمد دوراً ريادياً أمام الجمهور المتحمس. قال أحمد بابتسامة عريضة: "أدركت خلال مشاركتي في الأنشطة مع الأطفال والمنشطين أنني أود إيصال رسالة للجميع؛ رسالة فحواها أنني جميل وقوي وأنني استطعت تحرير نفسي من مخاوفي ويأسي. وهذا ما جعلني أشارك في العرض الصامت. اليوم، شاهدت عائلتي جانباً مختلفاً مني."

يؤكد الإصرار في العيون الساطعة لأولئك اليافعين والمنشطين على رسالة مهمة جداً لنا جميعاً: بالأمل نستمر وبالإرادة نكمل الطريق!