لم أتصور مطلقًا أن هذا سيحدث في نيجيريا. لقد غطيتُ أحداثًا سياسية وجرائم محلية وأخبارًا أخرى ذات صلة لكن لا شيء يضاهي حالات النزاع، ولم تكن لدي أي معرفة بكيفية تغطيتها، فكنتُ أتعلم أثناء العمل. لكن التحدي الأكبر هو أنني كنتُ أواجه الخطر متسلحًا فقط بمعرفتي العامة بكيفية الابتعاد عن المتاعب. لقد شهدتُ مواقف صادمة، وسفكًا للدماء ومعاناة من الآلام، كما أنني نجيتُ من هجمات، إذ كدتُ أن أصبح أحد ضحايا تفجير مكتب بريد مايدوغوري في كانون الثاني/يناير 2014. كنتُ على وشك دخول المنطقة حيث وقع الانفجار لكني تأخرتُ بضع دقائق بسبب محادثة كنتُ أجريها مع زميل لي داخل سيارتي. على الأرجح أن هذه المحادثة هي التي أنقذت حياتي. ورغم خوفي والذعر السائد من حولي، فقد كان بمقدوري التقاط صور لهذه المأساة التي منحتني جائزة من مكان عملي.
في عام 2011، عندما شهدتُ تجربة الحرب لأول مرة في ولاية يوبي، لم أكن أمتلك المهارات العملية اللازمة للتغطية الإخبارية للنزاعات بخلاف ما تعلمتُه في الكلية. وواجهتُ معضلة تحقيق التوازن في الأخبار التي أنقلها نظرًا لصعوبة الحصول على المعلومات من كلا الجانبين، وبذلك أقصد القوات العسكرية النيجيرية وجماعة المعارضة المسلحة. كما واجهتُ اتهامات بالانحياز من كلا الجانبين أدت في بعض الأحيان إلى تلقي تهديدات مباشرة ضدي.
ذات مرة، كنت أقدم تغطية صحافية عن آثار انفجار قنبلة في أحد أسواق مايدوغوري. ووصلتُ إلى هناك قبل الجهات الأمنية. وعندما وصلت تلك الجهات ألقت القبض عليّ وحاولت ترهيبي. وفي مناسبة أخرى، كنتُ أغطي خبر انفجار آخر عندما هاجمني المارة وضربوني، ولحقت بالكاميرا أضرار بالغة، وبالكاد نجوتُ بحياتي. وهي تجربة لن أنساها ما دمتُ حيًا. فقد تبين أن زيارة مواقع الأحداث بالكاميرا تمثل تحديًا خطيرًا هنا في مايدوغوري، إذ يشعر المرء بأمان أكثر عند الذهاب دون أي معدات.
عندما أعادت المعارضة المسلحة فتيات مدينة دابشي، تصادف أني كنتُ متوجهًا إلى هناك لتقديم تقرير إخباري. لكننا مُنعنا من دخول البلدة ثم حالفنا الحظ وشاهدنا وصول المعارضة المسلحة لإعادة الفتيات. رأيتُ الحدث بعيني وتمكنتُ من تغطية الخبر أثناء وقوعه. وإذا كنتُ سأكتبُ عن تجربتي الصحفية التي خضتُها هنا، فسأذكر تجارب فراري من الموت - مثل تلك المرة التي تسبب حديثي مع زميلي عبدُ الكريم هارونا في إنقاذنا معًا من حادث الانفجار الذي وقع في مكتب بريد مايدوغوري، وكيف نجحتُ في تقديم تقارير إخبارية من هذه المنطقة رغم أني لا أتحدثُ أيًا من اللغات المحلية.
ما الذي يتعرَّض له الصحافيون على خط المواجهة في نزاع منطقة بحيرة تشاد؟
وجهنا هذا السؤال في أثناء دورة إسعافات أولية للصحافيين نُظِّمت بالشراكة مع جمعية الصليب الأحمر النيجيري في شمال شرق نيجيريا. ودارت القصص التي سمعناها في جُلّها حول تجارب كان أبطالها قاب قوسين أو أدنى من الموت، وحول مواجهة الاتهامات بالتحيز. وتوضح التجارب التي مرَّ بها هؤلاء الصحافيون ضرورة معرفتهم بالإسعافات الأولية، وكيف يعد الخطر بمثابة البوصلة التي ترشدهم في طريقهم لتغطية الخبر.