سورية: لمحة عن المعاناة الإنسانية في حلب

13 آذار/مارس 2015

مقابلة مع السيدة "ماريان غاسر"، رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية، حول الأوضاع الإنسانية في حلب التي زارتها الأسبوع الماضي لتفقد الأوضاع الحالية هناك بصورة مباشرة.

 ألحقت أعمال القتال المتكررة وانعدام الأمن المستمر في حلب أضرارًا كبيرة بجميع جوانب الحياة اليومية في المدينة، كما هي الحال في كثير من المناطق الأخرى في سورية التي أضيرت بسبب النزاع. ويعيش عشرات الآلاف من النازحين والمستضعفين في المحافظة بلا دخل أو وفورات ويعتمدون على المساعدات من أجل البقاء على قيد الحياة.

وزارت رئيسة البعثة مناطق مختلفة من المدينة بصحبة فريق اللجنة الدولية العامل في حلب وفرع الهلال الأحمر العربي السوري في حلب، وتحدثت إلى أشخاص يعانون من تبعات العنف المستمر، وعقدت اجتماعات بناءة مع السلطات المحلية أيضًا لتيسير إيصال المساعدات الإنسانية بطريقة آمنة.

ويكتسي العمل الإنساني الذي تقوم به فرق الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية أهمية بالغة إلا أنه لا يشكل إلا جزءًا ضئيلاً مما يتوجب فعله. كان متطوعو الهلال الأحمر العربي السوري قد ساعدوا في الثالث من آذار/ مارس في عملية نقل 22 شخصًا من بينهم 11 شخصًا يتنقلون بمساعدة كراس متحركة، من الخطوط الأمامية في شرق حلب إلى مستشفى في الجانب الغربي للحصول على رعاية طبية معينة لا يجري تقديمها في أي مكان آخر. ويعد هذا جزءًا من الخدمات الإنسانية التي يقدمها الهلال الأحمر العربي السوري بشكل منتظم على الخطوط الأمامية بالاتفاق مع جميع الأطراف والسلطات.

وتعمل اللجنة الدولية منذ صيف عام 2014 من خلال فرق الهلال الأحمر العربي السوري في حلب، على مساعدة إحدى الجمعيات الخيرية المحلية في تشغيل اثنين من المطابخ الجماعية التي توفر وجبات يومية لنحو 17000 من الفقراء والمستضعفين سواء من النازحين أو المقيمين في شرق حلب وغربها.

وتوفر اللجنة الدولية أيضًا كميات كبيرة من المواد الغذائية إلى ثلاثة مطابخ جماعية أخرى.

وتشهد مدينة حلب في الوقت الحالي انقطاعات في إمدادات الكهرباء وفي كثير من الأحيان لا يحصل السكان سوى على ساعة واحدة من التيار الكهربائي في اليوم. فضمان توفير إمدادات المياه والكهرباء بشكل منتظم للمستشفيات يعد أمرًا حيويًا. لذا، وفرت اللجنة الدولية مولدات كهربائية يمكن استخدامها في أماكن عديدة من بينها المستشفيات. وكانت اللجنة الدولية قد تدخلت يوم الخميس 5 آذار/ مارس بشكل سريع بعد تعطل مولد أحد المستشفيات الواقعة في الجزء الشرقي من المدينة حيث وفرت مولدًا بديلاً مستعينة بجهود متطوعي الهلال الأحمر العربي السوري ومهندسي المستشفى.

ويقوم الهلال الأحمر العربي السوري بتوزيع المساعدات في ثلاثة مواقع مختلفة في حلب. وأجريت زيارة إلى أحد هذه المواقع في الثالث من آذار/ مارس حيث سجلت أسماء نحو 12000 أسرة لتلقي الطرود الغذائية.

وثمة زيارة أخرى أجريت خلال أسبوع مزدحم إلى مركز تشرين الجماعي، وهو مجمع يتألف من 34 من المباني غير مكتملة التشييد، خمسة منها ليست سوى مبان تحت الإنشاء. يأوي المجمع نحو 6700 نازح من أماكن مختلفة بما في ذلك ريف حلب ويعيشون في ظروف صعبة والبعض منهم يقيم هناك منذ أكثر من عام. وتنفذ اللجنة الدولية العديد من المشاريع في هذا المركز لتحسين المرافق الصحية وإعادة تأهيلها وتوفر خزانات وصنابير المياه وتعمل على عزل المباني تحت الإنشاء من العوامل الجوية بالإضافة إلى تأمين السلالم من خلال تدعيمها من الداخل بالصلب.

ويبذل فريق اللجنة الدولية في حلب وموظفو ومتطوعو الهلال الأحمر العربي السوري ومتطوعون من منظمات أخرى وجمعيات خيرية جهودًا هائلة بشكل يومي، تستحق كل الثناء والإشادة لتفانيهم والتزامهم بمساعدة كل من هم بحاجة إليها بغض النظر عن أصولهم.