فقد أدّى استخدام الأسلحة المتفجرة، ومنها قذائف المدفعية وقذائف الهاون والقنابل المتعددة الأغراض التي تُلقى من الجو والصواريخ ومنظومات قاذفات الصواريخ المتعددة على سبيل المثال لا الحصر، خلال العمليات القتالية الحديثة والعمليات القتالية المتواصلة إلى إيقاع خسائر فادحة ومفزعة في صفوف المدنيين، إذ تسبّب استخدامها في عدد كبير من الوفيات والإصابات والإعاقات والصدمات النفسية. ويُعدّ استخدام هذه الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان أمراً غير مقبول، إذ يُحتمل احتمالاً كبيراً أن يسفر استخدامها في تلك المناطق عن عواقب عشوائية بسبب عدم دقتها أو بسبب اتساع نطاق عصف انفجارها ونطاق تناثر شظاياها.
وقال رئيس اللجنة الدولية السيد "بيتر ماورير" في هذا الصدد: "يدفع المدنيون في سورية وغزة وإسرائيل وأفغانستان وليبيا وشرق أوكرانيا ومناطق النزاع الملتهبة الأخرى الثمن في نهاية المطاف عندما تُصيب القذائف الموجهة إلى أهداف عسكرية المنازل والمستشفيات والمدارس. ولا بدّ من وضع حدّ لهذا الأمر".
وقال السيد "ماورير" أيضاً: "هذه الأسلحة المتفجرة مصممة لساحات المعارك المفتوحة لا للمناطق الحضرية العامرة والمكتظة بالمباني. وإنّنا لنتساءل، استناداً إلى وقائع ودلائل النزاعات الحديثة، تساؤلاً جدياً عمّا إن كان من الممكن استخدام هذه الأسلحة لاستهداف أهداف عسكرية في مناطق معمورة بدقة كافية أو عمّا إن كان من الممكن فعلاً الحدّ من عواقب تلك الأسلحة وفقاً لما يوجبه القانون الدولي الإنساني. وليس المهم هنا الأسلحة ذاتها بل المكان الذي تُستخدم فيه وكيفية استخدامها".
وتُعدّ الخسائر التي تُوقعها الأسلحة المتفجرة في صفوف المدنيين، والمباني المتضررة أو المدمّرة من جرّاء استخدامها، العواقبَ الأكثر وضوحاً وبروزاً لاستخدام تلك الأسلحة في المناطق المأهولة بالسكان. ولكن يمكن أن تعود الأضرار الأقل وضوحاً وبروزاً من تلك العواقب الوخيمة، ومنها الأضرار التي تُلحقها الأسلحة المتفجرة بنُظم الإمداد الحيوية بالمياه والكهرباء على سبيل المثال، بآثار ضارّة مماثلة على الرعاية الصحية أحياناً عندما تغصّ المستشفيات بالضحايا، ويمكن أن تحدّ تلك الأضرار بوجه أعمّ من قدرة الناس على البقاء على قيد الحياة.
وتنطوي الحرب في المناطق الحضرية على تحديات لا بدّ من مواجهتها. ويجب على كافة أطراف النزاعات المسلحة اتّخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين من عواقب العمليات القتالية. ويعرّض شنّ عمليات قتالية من داخل المناطق الحضرية المدنيين للخطر. ويجب على القوات المهاجِمة مع ذلك أن تتوخّى دائماً الحيطة والحذر من أجل الحدّ من عواقب عملياتها على المدنيين قدر المستطاع، بما في ذلك عند اختيارها لوسائل الحرب وأساليبها، إذ ينبغي لها النظر في استخدام أسلحة وتكتيكات بديلة من أجل الحدّ من تلك العواقب.
للمزيد من المعلومات، يُرجى الاتصال:
بالسيد Ewan Watson، مقرّ اللجنة الدولية في جنيف، الهاتف: 41227303345+ أو 41792446470+