بيان صحافي

العراق: الألغام الأرضية والمخلفات الحربية المتفجرة تلقي بظلال قاتمة على العراق وسط جهودٍ للتعافي

Cartel que señaliza la presencia de minas antipersonal.

بغداد (2025) - تمتد الألغام الأرضية والمخلفات الحربية المتفجرة على مساحةٍ تقدر بـ 2,100 كيلو متر مربع في العراق – ما يعادل نحو 300,000 ملعب كرة قدم. تشكل هذه المخاطر المميتة تهديدًا مستمرًا على حياة المدنيين وتحول دون عودة العوائل النازحة وتقيد إمكانية الوصول إلى الأراضي الزراعية وتبطئ من جهود إعادة الإعمار. 

وبمناسبة اليوم الدولي للتوعية بالألغام والمساعدة في الإجراءات المتعلقة بالألغام، تُكرر اللجنة الدولية للصليب الأحمر دعوتها لبذل قصارى الجهود للحد من التلوث واسع النطاق بالألغام والمخلفات الحربية المتفجرة في العراق. 

تواصل هذه المخلفات الحربية المميتة حصد أرواح الناس وتتسبب بالاصابات الكارثية. بين عامي 2023 و2024، تم الإبلاغ عن مقتل وإصابة ما مجموعه 78 ضحية. في بداية عام 2025، فقد ثلاثة طلاب حياتهم بشكل مأساوي نتيجة لإنفجار مخلف حربي في قضاء أبي الخصيب في محافظة البصرة.  

يظل الأطفال من بين الفئات الأكثر عرضة لهذه المخاطر. ومن بينهم حسين ذلك الصبي البالغ من العمر 11 عامًا من محافظة الديوانية والذي أصيب في عام 2021. "عندما كنت ألعب خارج المنزل مع أصدقائي – كنا خمسة أشخاصٍ آنذاك – وجدنا مخلفًا حربيًا. أحرقنا هذا الجسم ولعبنا به غير آبهين بالخطر. وفجأةً انفجر المخلف الحربي مما أدى إلى إصابتنا جميعًا بجروح. إصابتي كانت الأسوء بينهم – إذ فقدت طرفي السفلي أعلى الركبة" يقول حسين.   

وهنالك ضحية أخرى في شمال البلاد، وبالتحديد في محافظة نينوى التي مزقتها الحرب. إنقلبت حياة سندس رأسًا على عقب خلال سنوات النزاع بين عامي 2014 و 2017 التي اتسمت بالاضطرابات. وعند محاولتها الهرب نحو مكانٍ آمنٍ مع عائلتها، وضعت سندس قدمها بالخطأ على لغم أرضي، مما أدى إلى فقدانها لطرفيها السفليين جراء الانفجار.  

هذه مجرد بضع قصص من بين آلاف القصص التي تسلط الضوء على الأثر المدمر الذي يخلفه التلوث بالأسلحة في جميع أنحاء العراق. كل إصابة أو خسارة في الأرواح البشرية هي بمثابة تذكير صارخ بأن الحرب لا تنتهي بمجرد توقف العمليات القتالية لأنها تترك خلفها إرثًا مميتًا يدوم لأجيال. 

يمتد خطر الألغام إلى ما هو أبعد من المدنيين ليشمل فرق إزالة الألغام، الذين يواجهون مخاطر تهدد حياتهم أثناء تنفيذهم لمهام عملها المتمثلة بإزالة هذه المخاطر المميتة. تشارك معنا نورا مراد، وهيمختصة في إزالة الألغام في قضاء سنجار التابع لمحافظة نينوى، مخاوفها اليومية قائلةً: " الوضع ليس سهلًا. ففي كل مرة أغادر إلى العمل، تبكي  ابنتي". ثم تتابع قائلةً: "نشعر بالسعادة عندما ننظف موقعًا ليصبح فيما بعد مدرسة، أو عندما نرى أرضًا قمنا بتنظيفها قبل سنتين أو ثلاث قد زُرعت من جديد".

تستمر اللجنة الدولية في تقديم دورات تدريبية حول التوعية بمخاطر الألغام والسلوك الآمن للأشخاص الذين يعيشون في المناطق الأكثر تلوثًا بهدف تزويدهم بالمعرفة اللازمة لحماية أنفسهم من المخاطر الخفية. وفي عام 2024 وحده، استفاد قرابة 6,000 شخص، يعيشون في مناطق معرضة للخطر أو مناطق متضررة، من جلسات التوعية التي تقدم حضوريًا.   

وفي نفس الوقت، تواصل اللجنة الدولية العمل مع شركاء مختصين في عمليات إزالة الألغام. في عام 2024، تم التبرع بـ 2440 قطعة من معدات ومواد العمل الإنساني في مجال مكافحة الألغام إلى المؤسسات الوطنية المعنية بشؤون الألغام ومديريات الدفاع المدني من أجل دعم جهودهم. 

بالإضافة إلى التوعية بمخاطر الألغام ودعم جهود الإزالة، تبقى اللجنة الدولية ملتزمة بتقديم المساعدة إلى ضحايا المخلفات الحربية المتفجرة وتعمل بشكل وثيق مع السلطات المحلية لتعزيز التشريعات الوطنية المتعلقة بالألغام المضادة للأفراد والذخائر العنقودية بما يتماشى مع التزامات العراق الدولية. 

" يُعد العمل الجماعي ضروريًا للحيلولة دون فقدان المزيد من الأشخاص لأرواحهم وتخفيف المعاناة. وعليه، نحن نتعاون بشكل وثيق مع السلطات المحلية ومع جمعية الهلال الأحمر العراقي " يقول اختيار أصلانوف، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق. ويضيف قائلًا " هدفنا الرئيسي هو تقديم الدعم إلى المجتمعات المتضررة والمساعدة في خلق بيئة أكثر آمانًا للأطفال والعوائل في العراق". 

وبينما يستمر التقدم في الحد من المخاطر التي تشكلها الألغام الأرضية والمخلفات الحربية المتفجرة، فإن الطريق نحو عراقٍ خالٍ من الألغام لا يزال طويلًا. تدعو اللجنة الدولية جميع أصحاب المصلحة لتكثيف جهودهم نحو خلق بيئة آمنة للمجتمعات المتضررة وتقديم الدعم المستدام إلى الضحايا والعملمن أجل القضاء على هذا الإرث المميت الذي يستمر في إبطاء عجلة التعافي والتنمية في العراق.  

للمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:

هبة عدنان (المتحدثة الرسمية) hiadnan@icrc.org رقم الهاتف: +9647901916927

أفين ياسين (للغة الكردية)  avyassin@icrc.org رقم الهاتف: +964 771 994 5066

لمعرفة المزيد حول أنشطة اللجنة الدولية في العراق:

يرجى زيارة موقعنا الألكتروني ومتابعتنا على منصات التواصل الاجتماعي فيسبوك وانستغرام وتويتر

ملاحظات للمحررين:

اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق:

عملت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق منذ عام 1980 وتتمثل أنشطتها الرئيسية في زيارة المحتجزين ولم شمل العائلات المشتتة وإيضاح مصير الأشخاص المفقودين إلى جانب نشر وتعزيز القانون الدولي الإنساني بين جميع فئات المجتمع العراقي. كما تعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر على الحد من تأثيرات التغير المناخي وتساعد المجتمعات في التكيف على الأمد الطويل من خلال إعادة تأهيل محطات معالجة الماء ومضخات مياه الشرب وشبكات الماء وأنظمة الري. وهي تقدم الدعم إلى مئات العائلات المتضررة من خلال توزيع المساعدات النقدية عليها لتمكينها من استعادة وسائل كسب العيش الخاصة بها وذلك بالتعاون الوثيق مع جمعية الهلال الأحمر العراقي. 

حقائق وأرقام لعام 2024: 

  • استفاد 14,639 شخصًا من النساء والرجال والأطفال من خدمات التأهيل البدني التي تقدمها المراكز الحكومية المدعومة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر و في مركز أربيل للتأهيل البدني.
  •  شارك 722 طالبًا في جلسات التوعية في إحدى محافظات جنوب العراق.
  •  تم توعية 8,990 شخصًا من سكان المناطق الملوثة بالأسلحة حول مخاطر هذه المخلفات، واعتمدوا ممارسات أكثر أمانًا للحد من التعرض للمخاطر. 
  •  تم دعم ما يقرب من 6,000 شخص من المجتمعات المعرضة للخطر أو المتضررة من خلال جلسات توعية مباشرة حول المخاطر والسلوك الآمن
  • تم تدريب أكثر من 230 من موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر والحركة الدولية للصليب الأحمر/الهلال الأحمر في مجال مخاطر التلوث بالأسلحة
  •  تم التبرع بـ 2440 قطعة من معدات ومواد العمل الإنساني في مجال مكافحة الألغام إلى المؤسسات الوطنية المعنية بشؤون الألغام ومديريات الدفاع المدني من أجل دعم جهودهم.