تمثل الإدارة الصحيحة واللائقة للجثث في الكوارث إحدى الركائز الرئيسية الثلاث للاستجابة الإنسانية، وهي عامل أساسي في تيسير التعرف على الموتى ومساعدة العائلات في معرفة مصير ذويها.
وتقدم هذه الطبعة الثانية والمُحدَّثة من هذا الدليل الذي حقق نجاحًا كبيرًا إرشادات بسيطة وعملية حول انتشال وتوثيق وتخزين رفات الأشخاص الذين لقوا حتفهم في الكوارث، الأمر الذي يساعد أول المستجيبين على ضمان معاملة الموتى معاملة كريمة، والتأكد من تسجيل المعلومات المهمة للتعرف عليهم لاحقًا.
وتضيف هذه الطبعة المُنقَّحة خلاصة الخبرة المكتسبة من كوارث وقعت مؤخرًا، مثل الإعصار هايان الذي اجتاح الفلبين عام 2013، وانتشار الإيبولا في غرب أفريقيا خلال العامين 2014/2015، والزلزال الذي ضرب نيبال عام 2015. ويضمّ كذلك عددًا من الملاحق التي تغطي مواضيع مثل التعامل مع جثث الأشخاص الذي ماتوا نتيجة الإصابة بأمراض مُعدية، وتخطيط الدفن، واستخدام تحليل الحمض النووي في الحالات التي يكون فيها عدد كبير من الضحايا.
وهذا الدليل لا يقتصر على كونه مرشدًا يُعتمد عليه موجّهًا إلى الأفراد العاديين الذين يبادرون بتقديم الاستجابة الأولى في أعقاب الكوارث، وإنما هو أيضًا مورد مفيد في مجال التأهب للكوارث في البلدان التي بها خدمات طب شرعي ناضجة.
وهذه المطبوعة ثمرة جهد مشترك بذلته اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الصحة للبلدان الأمريكية، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.