تعرب اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) عن قلقها البالغ إزاء أوامر الإخلاء المحيطة بمجمع ناصر الطبي. يُعد مجمع ناصر الطبي جزءًا لا يتجزأ مما تبقى من النظام الصحي في غزة، ولا غنى عنه، إذ لا يمكن لأي منشأة طبية أخرى استقبال المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية متخصصة.
ومن الضروري أن يظل قيد التشغيل، ومتاحًا للكوادر الطبية والمرضى.
وقال أدريان زيمرمان، مدير البعثة الفرعية للجنة الدولية في غزة: "إن أوامر الإخلاء المتكررة تعزل وتقوض ما تبقى من نظام الرعاية الصحية في غزة. وتعتمد مرافق الرعاية الصحية المتبقية اعتمادًا كبيرًا على بعضها البعض في عملها، بما في ذلك إحالة المرضى وتبادل الإمدادات الطبية وخدمات الإسعاف".
وأضاف: "يُعد مجمع ناصر الطبي جزءًا لا يتجزأ من هذا النظام وتُشكل أوامر الإخلاء واسعة النطاق هذه -حتى مع وجود استثناءات مؤقتة- ضغطًا خانقًا يعرض حياة المرضى للخطر في حين يمكن تفادي ذلك".
وإن عدم قدرة مجمع ناصر الطبي على العمل يعني عدم وجود مكان يُحال إليه المرضى من مستشفى الصليب الأحمر الميداني في رفح لتلقي الرعاية المتخصصة. ويوفر مجمع ناصر الطبي خدمات بنك الدم لمستشفى الصليب الأحمر الميداني لإجراء عمليات نقل الدم، كما يُقدم خدمات الطب الشرعي وإدارة شؤون الموتى، وسيؤدي عدم قدرته على العمل إلى زيادة الضغط على المرافق الأخرى الأقل تجهيزًا.
ويعمل طاقم مستشفى الصليب الأحمر الميداني في ظروف بالغة الخطورة، إذ تدخل الرصاصات الطائشة إلى المستشفى باستمرار، الأمر الذي يعرض أرواح المرضى والعاملين للخطر.
وقد أدت الأعمال العدائية في المنطقة إلى تعطيل الاتصال بالإنترنت، ما جعل التواصل بين المواقع المختلفة وداخلها أمرًا بالغ الصعوبة.
وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، شهد مستشفى الصليب الأحمر الميداني تدفقًا هائلًا للمصابين بالأسلحة، الذين أفادوا بأنهم قادمون من مواقع لتوزيع الدعم الإنساني.
ويعمل مستشفى الصليب الأحمر الميداني الآن بما يفوق قدرته الاستيعابية بكثير. ففي 12 حزيران/يونيو، استقبل المستشفى 154 حالة، نقلت 10 منها إلى مجمع ناصر الطبي.
وينص القانون الدولي الإنساني على وجوب احترام المرافق الطبية والكوادر العاملة فيها وحمايتهم. ويجب اتخاذ جميع الخطوات الممكنة لدعم عملهم، وضمان سلامتهم، وضمان عدم حرمانهم من الموارد الحيوية اللازمة لهم. وإن إبقاء المرافق الطبية قيد التشغيل وضمان سهولة الوصول إليها يشكل شريان حياة للجرحى والمرضى، الذين يجب أن يتلقوا الرعاية الطبية اللازمة في أسرع وقت ممكن.