إبراز الصوت الإنساني في قلب الأمن السيبراني — اللجنة الدولية للصليب الأحمر في المنتدى العالمي للأمن السيبراني 2025
الرياض، المملكة العربية السعودية — مع تصاعد التهديدات السيبرانية التي تُعرِّض حياة المدنيين للخطر، شاركت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قادة العالم وصناع السياسات والمبتكرين في المنتدى العالمي للأمن السيبراني لتأكيد أولوية واحدة: حماية الناس والبنى التحتية الحيوية عندما تُستغل التكنولوجيا كسلاح.
من حماية المستشفيات من هجمات الفدية وأنواع الهجمات السيبرانية الأخرى، إلى تأمين شرايين الحياة الإنسانية مثل المياه والكهرباء، تعمل اللجنة الدولية على ضمان تطبيق القانون الدولي الإنساني في زمن تتحول فيه الحروب إلى الفضاء الرقمي.
تشكيل الحوار في المنتدى العالمي للأمن السيبراني 2025
خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى، انضمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى نخبة من القادة والخبراء في مجال الأمن السيبراني لتأكيد الهدف المشترك: بناء الثقة والمرونة في الفضاء الرقمي.
وفي جلسة حماية البنى التحتية الحيوية، قدَّم لوران جيسيل، رئيس وحدة الأسلحة وسلوك الأعمال العدائية في اللجنة الدولية، مشروع الشارة الرقمية الرائد — وهو امتداد حديث لرمز الصليب والهلال الأحمرين الأيقونيين، مصمَّم خصيصاً لعالم الإنترنت.
فكما تحمي الشارة المادية المستشفيات والعاملين الإنسانيين على أرض الواقع، تهدف الشارة الرقمية إلى تمييز وحماية الشبكات والأنظمة التي تستخدمها المنظمات الإنسانية من الهجمات السيبرانية.
يأتي هذا المشروع ضمن جهود اللجنة الدولية لضمان أن التقنيات الحديثة تخضع للمبادئ نفسها للحماية المنصوص عليها في القانون الدولي الإنساني أثناء النزاعات المسلحة.
(يمكنكم قراءة المزيد عن الشارة الرقمية هنا.)
كما شارك خبراء اللجنة الدولية في نقاشات متقدمة حول مستقبل الدبلوماسية السيبرانية، بحثوا فيها سبل مواكبة القانون الدولي والدبلوماسية للتطور السريع في التهديدات الرقمية، وكيف يمكن حماية المدنيين من الأذى في هذا السياق.
وسلَّط النقاش الضوء على الدور المتزايد للقطاع التكنولوجي الخاص، وتأثير المعلومات المضللة، وأهمية تعزيز الحوار بين الدول وشركات التكنولوجيا للتعامل مع البيئة المعقَّدة التي تجمع بين المعلومات والتقنية والمجتمع.
وفي جلسات شبكة التأثير، تفاعلت اللجنة الدولية مع الحكومات وشركات التكنولوجيا وصنّاع السياسات لتحديد حلول عملية لحماية الخدمات الحيوية — من المستشفيات إلى شبكات المياه والطاقة — التي تعتمد عليها المجتمعات أثناء النزاعات.
لماذا يُهم الأمر؟
تجري النزاعات اليوم بسرعة نقرة على لوحة المفاتيح.
فالهجوم الذي يعطِّل مستشفى أو يمنع وصول المساعدات الإنسانية لا يقل تدميراً عن هجوم عسكري في ساحة المعركة. وجود اللجنة الدولية في المنتدى أكَّد أن الحماية الإنسانية يجب أن تمتد إلى المجال الرقمي تماماً كما تشمل العالم المادي.
شراكة مع قادة الأمن السيبراني في الخليج
برزت دول مجلس التعاون الخليجي بسرعة كجهة فاعلة رئيسية في مجال الدبلوماسية السيبرانية والمرونة الرقمية عالمياً.
وفي المنتدى العالمي للأمن السيبراني في الرياض، عززت اللجنة الدولية تعاونها مع الجهات والهيئات الإقليمية لتطوير حلول تضمن الامتثال للقانون الدولي الإنساني مع تعزيز الأمن السيبراني العالمي.
وشمل ذلك اجتماعاً ثنائياً مع الهيئة الوطنية للأمن السيبراني في المملكة العربية السعودية لبحث سبل التعاون المستقبلي وتبادل المعرفة والخبرات.
