جنوب السودان: فرق اللجنة الدولية الطبية تُجري أكثر من 1,000 عملية جراحية لجرحى الأسلحة مع احتدام النزاع والعنف المسلحين

فقد فر الآلاف من ديارهم، كثيرون منهم نزحوا مرة تلو الأخرى، في حين سقط مئات الجرحى والقتلى.

ومما فاقم الأزمة الإنسانية المتصاعدة تدفق الجرحى من جراء الأسلحة، والعائدين واللاجئين من السودان المجاور، وانتشار الكوليرا.

يقول فريدي أروني، وهو ممرض غرفة عمليات تابع للّجنة الدولية: "عالجنا جرحى من جراء الأسلحة يعانون أوضاعًا صحية خطيرة تهدد حياتهم. ولقد اضطرنا بسبب تدفق المرضى بأعداد هائلة إلى تهيئة مساحات إضافية لاستيعاب جميع المرضى. بعض المصابين يعاني من عدوى شديدة بسبب مرور وقت طويل قبل إجلائهم. عالجتُ مؤخرًا طفلًا يبلغ من العمر خمس سنوات أصيب برصاصتين. عندما جيء به إلى المستشفى كان الجرح ملتهبًا بالفعل. كانت تلك إحدى أقسى اللحظات التي مرت عليّ طوال الأسابيع الأخيرة."

وعلّقت رئيسة بعثة اللجنة الدولية في جنوب السودان، فلورنس جيليت، قائلة: "نرى اتجاهًا مفزعًا تنبئ به صور نهب مرافق البنية التحتية المدنية وتدميرها. والهجمات التي تُلحق الضرر بالمرافق والخدمات الصحية تثير قلقًا بالغًا، لأن هذه المرافق تمثل شريان حياة للسكان المدنيين، وهي تتمتع بحماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني."

ولقد عززت اللجنة الدولية قدراتها الجراحية استجابة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة في جنوب السودان. وهي تواصل في الوقت ذاته حوارها مع أطراف النزاع لتذكيرها بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، الذي يكفل الحماية للمدنيين ولجميع الذين لا يشاركون في الأعمال العدائية، مثل المرضى والجرحى، وكذلك المحتجزين. وتحرص اللجنة الدولية كذلك على توعية جميع الأطراف المنخرطة في عنف مسلح بالمبادئ الإنسانية.