العراق يحيي اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر: أكثر من 40 عامًا من التعاون

يصادف الثامن من أيار/مايو من كل عام، اليوم العالمي للصليب الأحمر والهلال الأحمر – وهي مناسبة نحتفي فيها بالشجاعة والتعاطف والالتزام الإنساني الثابت لأكبر شبكة إنسانية في العالم، والقائمة على مبدأ الإنسانية: الرابط الأوحد الذي يصل بيننا جميعًا، بغض النظر عن اللون أو الدين أو الجنس أو الانتماء أو الموقع الجغرافي.
في العراق، يحمل هذا اليوم معنى خاصًا، حيث أنه يتزامن كذلك مع تخليد أكثر من 40 عامًا من التعاون المشترك بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجمعية الهلال الأحمر العراقي.
معًا، وضعنا أيدينا في أيدي بعض وعملنا جنبًا إلى جنب – في جميع الأوقات وشتى الظروف: الحروب والنزاعات والكوارث الطبيعية. لطالما كنّا سندا لبعض في السراء والضراء، ومعا سنسنتمر في خدمة الأشخاص الأكثر تضررًا من حالات العنف والحالات الاستعجالية الأخرى. إنّنا دائما نقف إلى جانب الفئات الأكثر ضعفًا، ونسعى لحمايتها وضمان حفظ كرامتها وإنسانيتها في جميع الأوقات.
:في عام 2024 لوحده، أتاح لنا هذا التعاون الوصول إلى آلاف الأشخاص الذين كانوا بحاجة إلى دعمنا في مختلف ربوع العراق:
• الرعاية الصحية: دعمَت اللجنة الدولية 10 عيادات متنقلة بالتعاون مع الهلال الأحمر العراقي في 7 محافظات، وقدمت أكثر من 12,700 استشارة مجانية، خاصة خلال التجمعات الكبرى وحالات الطوارئ.
• المياه والإصحاح البيئي: تم تركيب أو تحسين أنظمة مياه تعمل بالطاقة الشمسية في المناطق الريفية، ما وفر المياه النظيفة لأكثر من 11,000 شخص في محافظات الديوانية والمثنى وميسان وذي قار وواسط وبابل.
• الاستعداد والتدريب: تلقى أكثر من 100 شخص من موظفي ومتطوعي الهلال الأحمر العراقي تدريبات لبناء القدرات في مجالات الاستجابة للطوارئ، والرعاية الصحية في أماكن الخطر، والعمل المناخي، واعادة الروابط العائلية.
• الاستجابة للطوارئ: بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وزّع الهلال الأحمر العراقي أكثر من 12,000 سلة غذائية، و1,800 عدّة نظافة شخصية، و5,000 بطانية على الأشخاص المتضررين من الأزمات.
وفي الوقت الذي نحتفي فيه بهذه الإنجازات، علينا أن لا ننسى التحدّيات التي يواجهها العمال الإنسانيون حول العالم والتي ما فتئت تزداد سوءا. إذ نلاحظ ارتفاع حالات استهداف متطوعي وموظفي الحركة الدولية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، وهم الذين يخاطرون بحياتهم لحماية الآخرين – إنّ هذه لظاهرة مؤلمة، تقوّض جوهر العمل الإنساني.
في العراق وخارجه، يبقى التزامنا واضحًا: الحيادية في العمل، والوقوف إلى جانب من هم في أمس الحاجة إلى المساعدة والدعم، وحماية المبادئ الإنسانية التي تميّزنا. لأن حياة كلّ إنسان مهمة، وكل عمل نابع من التعاطف الانساني لابدّ أن يترك أثرا، وكل شراكة قائمة على الثقة والإنسانية تستحق أن تُحترم.
لا شك في أن النزاعات وحالات العنف والكوارث الطبيعية لن تتوقف و سيستمر تأثيرها على حياة الملايين في العالم؛ ومع ذلك يجب دائما أن نكون على يقين بأن الانسانية ستصمد وتنتصر، حتى في أحلك اللحظات.
بالنسبة لنا في حركة الهلال الأحمر والصليب الأحمر، الوقوف مع الإنسانية ليس مجرد شعار، بل ممارسة يومية – تجسيد حي للتعاطف الانساني الذي نتمسك به وندافع عنه من خلال كلّ عمل خيّر نقوم به مهما كان نوعه أو حجمه.