النيجر: قرابة 45000 شخص فروا من النزاع الدائر في نيجيريا تلقوا مساعدات غذائية
نيامي (اللجنة الدولية للصليب الأحمر) – لا تزال تداعيات أعمال العنف والنزاع الدائر في شمال شرق نيجيريا تُرخي بثقلها على الوضع الإنساني للسكان القاطنين في منطقة "ديفا" الواقعة في أقصى جنوب شرق النيجر والنازحين إليها. وأجبرت المعارك التي دارت في بعض الأحيان على بعد بضعة كيلومترات فقط من الحدود الآلاف من الأشخاص على الفرار مجدداً واللجوء إلى منطقة "ديفا" في ظروف إنسانية هشة للغاية.
أضحت مدن وبلدات في شمال شرق نيجيريا واقعة على الحدود مع النيجر شبه فارغة من سكانها الذين فروا إلى منطقة "ديفا" من جراء المعارك وانعدام الأمن الناجم عنها. ويقول السيد "يوسف كونيه" رئيس البعثة الفرعية للجنة الدولية في "ديفا" :"خلافاً لما لاحظناه في حركات النزوح السابقة، فالأشخاص القادمون اليوم عازمون على البقاء لفترة أطول في النيجر. ويبعث هذا الوضع على القلق إذ أن الوجود الطويل الأمد لهؤلاء النازحين يزيد من الضغط على السكان المقيمين وعلى موارد منطقة يخنقها أصلاً التباطؤ الحاد للتبادل التجاري مع نيجيريا وموسم زراعي ورعوي شحيح جداً".
وفي قرى منطقة "بوسو"، ولا سيما جزر بحيرة تشاد، وقرى "ديفا" و"غاسكيرو" و"شيتيماري" و"كابليوا" و"انغيغمي" تقدم اللجنة الدولية بالتعاون مع الصليب الأحمر في النيجر المساعدات للنازحين الذين فروا من النزاع، وللجماعات المضيفة الشديدة الضعف.
وتلقى ما يناهز 5000 شخص، منهم 1150 شخصاً من السكان المقيمين المستضعفين مساعدات غذائية في "انغيغمي" و"كابليوا". بالإضافة إلى ذلك، تلقى أكثر من 200 عائلة نازحة مجموعات من اللوازم المنزلية الأساسية.
وفي شهري تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر الأخيرين، استفاد حوالي 20952 شخصاً (يتوزعون على 2856 عائلة نازحة و541 عائلة من السكان المقيمين المستضعفين) من مساعدات غذائية عاجلة. وتلقت كذلك 958 عائلة من العائلات النازحة مجموعات من اللوازم المنزلية الأساسية.
وفي جزر بحيرة تشاد، يبقى الوضع الإنساني هشاً. ولا يزال الوصول إلى المحتاجين للمساعدات أمراً شائكاً : فالتحديات اللوجيسيتة والاعتبارات الأمنية تحول بشكل كبير دون وصول العاملين الإنسانيين إلى الأشخاص الذين وجدوا ملاذاً لهم في تلك الجزر. وتمكنت اللجنة الدولية بمساعدة الصليب الأحمر في النيجر من أن توزع في آخر شهر تشرين الأول/اكتوبر 2014، مواد غذائية على 2958 شخصاً في جزر "اتشاباسونوري" و"كويكليا" و"علي ماندولا" و"غديرا" و"قندهار حميدو" و"قندهار ياسين" و"كاشيمبا".
رعاية الجرحى وتعزيز إمكانيات الحصول على المياه وضمان النظافة
في الأشهر الثلاثة الماضية تلقى حوالي 50 شخصاً اصيبوا في المعارك العلاج في مستشفى "ديفا" الإقليمي وفي مركز "بوسو الصحي"، وهما مرفقان يستفيدان من دعم اللجنة الدولية. ومكث فريق من الجراحين تابع للجنة الدولية ثلاثة أسابيع في مستشفى "ديفا" الذي تلقى إمدادات جديدة من المواد الطبية، وذلك لتعزيز قدرات العاملين التقنية والمساعدة في رعاية الجرحى. وأشار الدكتور "أغالي باي" المسؤول عن برامج اللجنة الدولية الطبية في النيجر إلى أن " فريق اللجنة الدولية تعاون على وجه الخصوص مع قسم الجراحة في المستشفى بشأن تقنيات الجراحة ومتابعة المرضى بشكل عام، وبشأن توجيهات اللجنة الدولية المتعلقة بعلاج الجروح الناجمة عن الطلقات النارية بشكل خاص".
وفي منطقة "ديفا" يزيد وجود النازحين وهشاشة الظروف المعيشية من المخاطر الصحية المرتبطة بتفشي الأمراض القابلة للتحول إلى أوبئة. وسعياً إلى الحد من تفشي الأوبئة، موّلت اللجنة الدولية حملة تلقيح ضد الحصبة في مقاطعة "بوسو" ("باندي" و"بروا" و"بوسو" و"دغايا" و"تمور") حيث يقيم جزء كبير من النازحين. ولُقّح ما مجموعه 30000 طفل تقريباً بين سن 9 أشهر و14 عاماً من العائلات النازحة ضد الحصبة.
وفي "بوسو" يزيد قرب نهر "كومادوغو يوبي"، وهو أحد روافد بحيرة تشاد، من المخاطر الصحية. فالمياه المستخرجة من الحُفر المائية غنية جداً بالحديد وينفر الناس من لونها المحمر فيفضلون أحياناً جلب المياه مباشرة من البحيرة على رغم ما يمثله ذلك من خطر على صحتهم. ونجحت اللجنة الدولية بعد التشاور مع السكان والسلطات المحلية في إعادة ربط الشبكة التي تغذي مدينة "بوسو" ببئر "انغوبا" الواقع على بعد 13 كيلومتراً، الذي سبق لمهندسي اللجنة الدولية أن أعادوا تأهيله والذي يوفّر مياهاً جيدة النوعية. وأخيراً، أُجريت حملة توعية بنظافة المياه، تلاها توزيع 850 وعاء لتعبئة المياه وتخزينها في المنزل. وفي "غاران دوغو" في بلدة "غاسكيرو" لم يكن هناك من سبيل ماء حديث ومشتغل في حين تضاعف عدد سكان القرية مع تدفق النازحين. وفرغت اللجنة الدولية لتوها من إنشاء مرفق لتوزيع المياه كبير السعة، ومجهّز بخزّان تصل سعته إلى 30000 لتر وبأربع حنفيات. وسيتسنى بفضل ذلك لحوالي 6000 شخص (من نازحين وسكان مقيمين) التزوّد بمياه الشرب.
وقامت اللجنة الدولية منذ عام بإنشاء أو إعادة تأهيل عشر حُفر مائية مهيّئة ومجهّزة بمضخات يدوية، وبئرين ارتوازيين ونظاماً لنقل المياه كبير السعة وبئراً.
ويقول السيد "لوكاس بتريديس" :"إننا لقلقون من عدد النازحين الوافدين في الأسابيع الأخيرة ، ولا سيما من شدة ضعفهم. ويضيف رئيس بعثة اللجنة الدولية في النيجر :" بعض هؤلاء النازحين مصاب بجروح، فيما يعاني آخرون من الأمراض، بينما فقد بعضهم الآخر الاتصال بباقي أسرته. فهم في أغلبيتهم عانوا معاناة مباشرة من أعمال العنف، وفقدوا ممتلكاتهم وسبل كسب عيشهم". وتبقى الحركة الدولية للصليب الأحمر والصليب الأحمر في النيجر على أهبة الاستعداد أكثر من أي وقت مضى لتوفير الحماية وتقديم المساعدات للأشخاص الفارين من النزاع والعنف في شمال شرق نيجيريا.
للمزيد من المعلومات، يُرجى الاتصال:
بالسيد Oumarou Daddy Rabiou، اللجنة الدولية، نيامي، الهاتف: 12 99 66 96 227 +
أو بالسيد Thomas Glass، مقر اللجنة الدولية في جنيف، الهاتف: 41227303149+ أو 41792446405+