إثيوبيا: تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للاجئين القادمين من جنوب السودان
فرّ ما يزيد على 95000 نسمة من سكّان جنوب السودان، منذ اندلاع العنف هناك في منتصف شهر كانون الأول/ديسمبر من عام 2013، إلى منطقة "غامبيلا" الإثيوبية المجاورة التي يصل إليها اللاجئون القادمون من جنوب السودان مرهقين ومرضى وفي حاجة ماسّة إلى المساعدة.
وتعمل جمعية الصليب الأحمر الإثيوبي واللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والصليب الأحمر السويسري معاً من أجل تحسين سُبل حصول اللاجئين القادمين من جنوب السودان على الرعاية الصحية والمياه النظيفة فضلاً عن نشر وتعزيز الممارسات الصحية السليمة لدى هؤلاء اللاجئين.
وقالت رئيسة بعثة اللجنة الدولية في إثيوبيا السيدة "أريان تومبيه" في هذا الصدد: "تسير العائلات التي تلجأ إلى إثيوبيا، ويرافق الكثيرَ منها أطفالٌ صغار جداً، طوال أيام بل أسابيع في بعض الأحيان بحثاً عن ملجأ آمن في إثيوبيا. ويصل أفراد هذه العائلات إلى إثيوبيا وقد أعياهم السير والسفر، ويكون الكثير منهم عند وصولهم إليها مرضى وفي حاجة ماسّة إلى المساعدة الفورية".
وقالت الأمينة العامة للصليب الأحمر الإثيوبي السيدة "فريوت وركو" في هذا الصدد: "تزداد الظروف المعيشية في المخيمات سوءاً على سوئها، إذ لا يوجد فيها ما يكفي من سُبل الإيواء ولا توجد فيها كميات كافية من المياه، ويتطّلب هذا الأمر اهتمام كل المنظمات الإنسانية. وتتزايد أعداد اللاجئين القادمين من جنوب السودان يوماً بعد يوم. ولا بدّ للصليب الأحمر الإثيوبي ولشركائه في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر من التأهب والاستعداد لاستقبال ومساعدة المزيد من اللاجئين الذين لم يصلوا بعدُ إلى إثيوبيا".
وقالت رئيسة بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في إثيوبيا السيدة "جيل كليمنتس" في هذا الصدد: "سيحلّ علينا قريباً موسم الأمطار الذي يقترن باحتمال تزايد الأمراض التي يُصاب بها الناس عن طريق المياه، ومنها الكوليرا والإسهال على سبيل المثال. ولا بدّ لنا الآن من التواصل مع اللاجئين للتأكّد من إلمامهم ببعض التدابير التي يستطيعون اتّخاذها للمساعدة على الوقاية من تفشي تلك الأمراض".
وقام الشركاء في الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، بعد تقييم الظروف السائدة في مخيمات اللاجئين في مطلع شهر آذار/مارس، بإرسال سيارتي إسعاف مجهّزتين تجهيزاً كاملاً ومركبتين أُخريين إلى تلك المخيمات. وقال السيد "آتو يومد يوكي" العامل لدى فرع الصليب الأحمر الإثيوبي في "غامبيلا" في هذا الصدد: "يقدّم أفراد الطاقم الطبي لكلّ من سيارتي الإسعاف اللتين أرسلهما الشركاء في الحركة الدولية خدمات الرعاية الصحية اللازمة للاجئين المحتاجين إلى العناية الطبية على مدار الساعة بينما تُستخدم المركبتان الأخريان لنقل المرضى الذين تُعدّ حالتهم الصحية غير خطيرة".
وقدّم الشركاء في الحركة الدولية، فضلاً عن ذلك، أدوية ومعدات وأجهزة طبية ولوازم صحية وإمدادات طبية أخرى لمستشفى "غامبيلا" ومركز نينينيانغ" الصحي ومركز "إيتانغ" الصحي.
وجرى في مخيم "ليتشور" تدريب 100 متطوع من اللاجئين على الأمور المتعلقة بالمياه والصرف الصحي وعلى العناية الطبية الخاصة بالطوارئ. ويجري كلّ يوم نقل 21000 لتر من المياه تقريباً بالصهاريج من بلدة "إيتانغ" إلى مخيم "كولي" الذي يبعد عنها أكثر من 8 كيلومترات.
ويُعتزم الآن تزويد 12000 نسمة من اللاجئين الأشد احتياجاً إلى المساعدة، ومنهم نساء حوامل ومرضعات وأشخاص معوّقون، بمواقد ومدافئ اقتصادية لا تستهلك الكثير من الوقود، وكذلك بالحطب وسُبل الإيواء الخاصة بحالات الطوارئ وغيرها من اللوازم. وسيقوم الشركاء في الحركة الدولية ببناء خمسة مرافق إيواء جماعية في مخيم "باغاك"، وهو المخيم الموجود عند المعبر الذي يستخدمه اللاجئون القادمون من جنوب السودان، بحيث يتسّع كلّ مرفق من هذه المرافق لعدد يصل إلى 300 لاجئ. وسيقوم الشركاء في الحركة الدولية بتزويد اللاجئين بمجموعات من مواعين المطبخ وبالحصائر اللازمة للنوم.