العراق: عندما توقف الزمن لدى أسرة أبي سيف

  • في ليلة من ليالي رمضان في العام 2016 جلس أبو سيف كعادته يقرأ القرآن وكعادته أيضًا قد أعدّ بجواره حصصًا غذائية يوزعها على الفقراء في اليوم التالي. ولكنه لم يتمكن من توزيع الحصص بنفسه ولم يكمل قراءته لأنه في تلك الليلة أصبح في عداد المفقودين. في الصورة تظهر والدته جالسة في نفس مكانه أمام نفس المصحف.
  • قال والده "عمري أصبح كبيرًا ولا أمنية لدي في هذه الحياة التي أتعبتني سوى أن ترى عيوني ابني عائدًا إلى أولاده". أخبرنا الأب أن الأسرة بحثت عن أبي سيف في كل مكان ودفعوا أموالا طائلة لأشخاص ادّعوا معرفة مكان أبي سيف وللأسف اتضح كذبهم فيما بعد.
  • بحثت عنه زوجته وأولاده الأربعة وإخوانه في كل مكان؛ في أماكن الاعتقال والسجون والمستشفيات ولكن لم يظهر أبو سيف. وبعد سنة شاقّة لم تتحمل زوجته ألم الفراق وتوفت كمدًا
  • تقول أم المفقود "كان دائما يجلس في هذا المكان في البيت و يقرأ حتى آخر ليلة فقدناه بها، وحتى يومنا هذا أتطلع لرؤيته جالسا في مكانه و يقرأ. فقد اشتقت لهذا المنظر"
  • سيف هو الابن الأكبر للمفقود وتقول جدته أنه شديد الشبه بوالده. قال لنا سيف "فقدت أبي وأمي خلال سنتين وبأهم مراحل حياتي وكنت بأمسّ الحاجة إلى وجودهما. تحملتُ مسؤولية أكبر من عمري، لا أتمنى أن يحدث لأي شاب آخر ما حدث لي"
  • كانت هذه الصورة الأخيرة التي أخذها سيف وإخوانه مع والدهم قبل فقده.
  • ينتظر الأبناء عودة والدهم لالتقاط صورة جديدة
27 آب/أغسطس 2020

أسرة أبي سيف وآلاف من أسر المفقودين يعيشون في حالة من الغموض و الحيرة والانتظار والبحث الدائم عن إجابات عن مصائر أحبائهم المفقودين. فقد أسفرت عقود من النزاعات المتتابعة وفترات العنف التي مر بها العراق عن ألم وفقد كبير لكل العراقيين.

وفي الواقع كل أسرة عراقية فقدت شخصًا أو تعرف أسرة فقدت أحد أفرادها

منذ بداية تواجدنا في العراق ونحن نعمل على توفير بعض الإجابات للعوائل بشأن مصير المفقودين لننهي حالة الغموض التي تلف حياة ذويهم وأسرهم. ودائمًا ما ندعو السلطات المحلية إلى أخذ كل الخطوات اللازمة لدعم أسر المفقودين.

لأسرة أبي سيف وغيرها من أسر المفقودين حق معرفة مصير محبيهم ومهما كانت فرص لم الشمل ضئيلة لابد من استمرار البحث.