واللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) منخرطة بقوة في أعمال إغاثة المحتاجين من الشعب الأفغاني منذ أكثر من 40 عامًا. وسنواصل العمل على هذا النحو خلال الأشهر والسنوات القادمة.
ومن البرامج التي حققت نجاحًا كبيرًا التي تدعمها اللجنة الدولية خلال العامين الماضيين ذلك الذي يُعرف بـ «برنامج المحافظة على صمود المستشفيات».فتحت مظلة هذا البرنامج، دُفعت رواتب 10,900 كادر بين أطباء وأفراد تمريض وموظفين في 33 مستشفى في أرجاء البلاد، ويجني ثمرة هذا الدعم نحو 26 مليون شخص. كما تكفّل البرنامج بسداد تكلفة الأدوية وغيرها من المستلزمات الطبية، فضلًا عن تكاليف تشغيل المرافق مثل الكهرباء وخدمات الإسعاف والفحوص المختبرية وغذاء المرضى. ولقد استفاد ملايين الأفغان من هذه المساعدة الحيوية.
وكان التصوّر الذي دفع إلى تنفيذ هذا البرنامج هو أنه إجراء مؤقت لسد فجوة في حالة طوارئ، يُراد منه الحيلولة دون انهيار منظومة الرعاية الصحية في البلاد بعد انتقال زمام السلطة في آب/أغسطس 2021. وكان هدف اللجنة الدولية هو الحفاظ على استمرار عمل نظام الرعاية الصحية الثانوية في البلاد، ريثما تنظم السلطات أمورها قبل أن تتولى مسؤولية تسيير منظومة الرعاية الصحية.
ومن المقرر أن يجري تسليم المسؤولية في 31 آب/أغسطس، حيث ستتولى السلطات الأفغانية المسؤولية المالية عن مستشفيات البلاد كافة. ولقد خُططت هذه الترتيبات في جو من الشفافية، وأبدت السلطات الصحية استعدادها وعزمها على تولي زمام الأمور وتلبية احتياجات الناس في مجال الرعاية الصحية. ونحن، من جهة أخرى، نجري محادثات مع جهات مانحة أملًا في توسيع نطاق جوانب معينة من هذا البرنامج. وسنطلعكم على مزيد من التفاصيل في الوقت المناسب.
وتُعد العملية التي تنفذها اللجنة الدولية في أفغانستان ثاني كبرى عملياتها على مستوى العالم، وليس لدينا أي خطط لترك البلاد.
ونحن نخطط في المستقبل المنظور للاستمرار في دعم 47 مركز رعاية صحية أولية تابعة لجمعية الهلال الأحمر الأفغاني تُنفذ فيها برامج تغذية. كما سنعمل مع السلطات الأفغانية من أجل تحسين مستوى الرعاية الصحية في أماكن الاحتجاز، بما في ذلك تقديم دعم مباشر لعيادات "سجن قندهار ساربوزا" و"سجن هرات الإقليمي". وسنواصل كذلك تقديم الدعم لسبعة مراكز إعادة تأهيل بدني يتلقى فيها العلاج أكثر من 150,000 شخص من ذوي الإعاقة البدنية سنويًا.
بالإضافة إلى هذا، نحن مستمرون في دعم أقسام الطوارئ في مستشفى غزني الإقليمي ومستشفى ولاية غزني، ومستشفى مقاطعة روخه في ولاية بنجشیر، وسنواصل تقديم دورات تدريبية للإسعافات الأولية في مختلف الولايات.
وتناشد اللجنة الدولية المجتمع الدولي والوكالات الإنمائية زيادة الدعم المقدم إلى أفغانستان وبنيته التحتية العامة التي لا غنى للناس عنها. ذلك أن الملايين من الشعب الأفغاني بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية، وعدد كبير منهم يعيشون تحت وطأة معاناة مستمرة منذ سنوات.
*في نيسان/أبريل 2023، تسلمت الحكومة المسؤولية عن 8 من الـ 33 مستشفى التي كانت تدعمها اللجنة الدولية.