النزاع المسلح الدولي بين روسيا وأوكرانيا: تحت الثلج والجليد تتوارى الألغام الأرضية ومخلفات الذخائر غير المنفجرة فتتحوّل إلى خطر قاتل يُهدد المدنيين

وقالت المديرة الإقليمية لمنطقة أوروبا وآسيا الوسطى باللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية)، السيدة أريان باوير " تنتشر الألغام ومخلفات الذخائر غير المنفجرة في المزارع والأحياء، ولكل منها إمكانية تدمير حياة الناس". ويجب عدم استخدام الألغام، ونحن ندعو جميع أطراف النزاع إلى تحديد المناطق الملوثّة بعلامات وتطهيرها في أقرب وقت ممكن وإعلام المدنيين بالمخاطر".

وفي حين تشكّل الألغام الأرضية ومخلفات الذخائر غير المنفجرة خطراً في هذه المنطقة منذ زمن طويل، فقد تنامى تهديدها بشكل كبير منذ شهر شباط/فبراير الماضي. وتلوّث المزيد من الأراضي بالألغام الأرضية وقذائف المدفعية والقنابل اليدوية وقنابل الهاون والصواريخ والقنابل المُسقطة من الجو والذخائر العنقودية التي لم ينفجر الكثير منها، وهي تبقى تشكّل خطراً على المدنيين. وكانت مساحات واسعة من منطقتي دونيتسك ولوغانسك ملوّثة أصلاً بكثير من مخلفات الذخائر غير المنفجرة عقب ثماني سنوات من النزاع. وجاء اليوم فصل الشتاء ليضاف إلى المخاطر طويلة الأمد التي يواجهها المدنيون.

وتجلب هذه المخاطر المخفية كماً هائلاً من المآسي والدمار. وانفجارها قد يقتل أو يسبب إصابات كالعمى أو الحروق أو تأذي الأطراف، أو جروحاً بليغة ناجمة عن الشظايا. وبالإضافة إلى القتل والإصابات، فكثيراً ما تعرقل مخلفات الذخائر غير المنفجرة إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية كالمستشفيات أو تمنعه، أو تجعل عملية تصليح مرافق الماء والطاقة غير آمنة أو تطيل أمدها.

وحتى قبل شهر شباط/فبراير، كانت أوكرانيا البلد الذي يعمل فيه أكبر فريق تابع للجنة الدولية في مجال التلوث بالأسلحة. ويساعد اليوم فريق من اللجنة الدولية مؤلف من 18 مختصّاً في مجال التلوث بالأسلحة في تحديد المناطق الملوثّة بمخلفات الذخائر غير المنفجرة بعلامات وتطهيرها، ويوزع معلومات عن السلامة من خطر الألغام على المجتمعات المحلية والعاملين لدى البلديات. وتساعد اللجنة الدولية أيضاً في تصليح المنازل والبنية التحتية المتضررة كنُظم توزيع المياه والكهرباء، وتدعم أكثر من مليون شخص لتأمين التدفئة.

ويصادف يوم الأحد المقبل (في 4 كانون الأول/ديسمبر) الذكرى الخامسة والعشرين لاعتماد اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد. وانخفض عدد الإصابات بين المدنيين بالألغام المضادة للأفراد منذ دخول هذه الاتفاقية حيز النفاذ بنسبة 90 بالمائة على صعيد العالم. وتبيّن المخاطر التي لا تزال هذه الأسلحة تشكّلها على المدنيين أن الطريق نحو تحقيق هدف الاتفاقية بالتوصل إلى عالم خالٍ من الألغام بحلول عام 2025 ما زال طريقاً طويلاً.