جنوب السودان: الاكتئاب والقلق شائعان ولاتزال هناك فجوات كبيرة في الرعاية الصحية العقلية

09 تشرين الأول/أكتوبر 2020
جنوب السودان: الاكتئاب والقلق شائعان ولاتزال هناك فجوات كبيرة في الرعاية الصحية العقلية

جوبا (اللجنة الدولية) – بينما يحتفل العالم في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر باليوم العالمي للصحة العقلية، يعاني عدد لا يحصى من الأشخاص في جنوب السودان من الاكتئاب والقلق وغيرهما من مشاكل الصحة العقلية الناجمة عن النزاع والعنف، وهم لا يتلقون الدعم الذي يحتاجونه، لا سيما في المناطق الريفية، إما لعدم توفر الخدمات، أو بسبب المحرمات الاجتماعية التي غالبًا ما تحيط باحتياجات الصحة العقلية وتمنع الناس من الحصول على الرعاية.

تقول "فيونا آلان"، مديرة الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي باللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنوب السودان: "الصحة العقلية لا تقل أهمية عن الصحة البدنية، ويلزم بذل المزيد من الجهد لضمان حصول الأشخاص على الرعاية التي يحتاجونها، وعدم وصمهم بالعار لطلبهم المساعدة". وتضيف: "الكثير من الأشخاص يعانون في صمت لشهور وسنوات بل حتى لعقود بسبب الخوف والعار والمفاهيم الخاطئة حول الصحة العقلية. نريد أن يعرف الناس أن مشاكل الصحة العقلية شائعة، خاصة بعد سنوات من الحرب، ولا بأس من طلب المساعدة مهما كان سبب الاضطراب العقلي".

من بين أكثر من 1200 مريض تلقوا دعمًا من خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي الذين فحصتهم اللجنة الدولية في جنوب السودان هذا العام، كانت الأعراض المرتبطة بالاكتئاب والقلق هي الأكثر شيوعًا فيما ذُكِر، وهو مؤشر لما قد يعانيه الكثيرون في جنوب السودان في صمت على الرغم من أنها ردود فعل عادية للنزاع والعنف. وعلى الصعيد العالمي، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعيش أكثر من شخص من كل خمسة أشخاص في المناطق المتأثرة بالنزاعات مع شكل ما أشكال الصحة العقلية، من الاكتئاب الخفيف والقلق إلى اضطرابات ما بعد الصدمة.

يقول "ثيمون أوزنغا إسماعيل"، المسؤول الميداني للصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي باللجنة الدولية في "جوبا": "في جنوب السودان، هناك أشياء يخشى الناس التحدث عنها. يخشون أن الكلام عن المسائل العقلية يمكن أن يفسد تاريخ العائلة أو المجتمع أو العشيرة. ويخشون أيضًا أن يظن الناس أنهم أشرار أو مجانين أو أنهم إذا أثاروا هذه المسائل، ربما تجلب العنف لأسرهم".

تقدم فرق الصحة العقلية باللجنة الدولية جلسات استشارية في مراكز الرعاية الصحية الأولية، وأقسام الجراحة ومراكز إعادة التأهيل البدني للاهتمام بصحة المرضى البدنية والنفسية. كما قدمت الدعم للأشخاص الذين نجوا من العنف الناتج عن النزاع أو العنف المسلح وكذلك ضحايا العنف الجنسي.

"أنتوني جوبازي أتيمانيو"، من سكان "نيمولي" بولاية شرق الاستوائية، فقَدَ ساقه في حادث. يقول: "بعد العملية التي أجريت لي، رأيت إحدى ساقي مبتورة. صرخت، وبكيت، وتمنيت لو أنني مِتُ. شعرت أنني بلا قيمة، ونصف إنسان ولم تعد لي أهمية. وحاولت الانتحار بعقاقيري في مرحلة ما في المستشفى. استلزم الأمر أكثر من عام ونصف العام لأبرأ في المستشفى". يقول "أتيمانيو": "حضرت الكثير من الاستشارات لأتعافى, وساعدني أصدقائي وأسرتي في عملية الشفاء. عادة يكون التحدث عن مشاعرك صعبًا للغاية عندما يقع حدث مأساوي في حياتك. تحتاج الجروح الداخلية وقتًا أطول لتلتئم، وتبقى الندوب غير المرئية كبيرة ومطبوعة في ذهنك، إلى أن تتقبل الموقف. إنها ليست عملية سهلة.

أُصيب "غاتوك غاتنور" بكسور متعددة في ساقه واُطلق عليه النار في البطن في أحدث اندلاع للعنف المسلح في ولاية "جونقلي". نُقل إلى قسم الجراحة التابع للجنة الدولية في "أكوبو" ثم إلى مستشفى "جوبا" العسكري، حيث ظهرت إصابته بكوفيد-19.

يقول: "كان ذلك ذروة التوتر في حياتي. كنت خائفًا من الموت، ولكن بعد أن تلقيت الاستشارة وخضعت للعزل لمدة 14 يومًا، شعرت بأنني أفضل وأقل قلقًا".

تعمل اللجنة الدولية بشكل وثيق مع وزارة الصحة ووزارة النوع الاجتماعي والطفل والرعاية الاجتماعية لتوسيع نطاق خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي في جنوب السودان. ودربت اللجنة الدولية هذا العام 70 شخصًا من العاملين في مجال الرعاية الصحية ليكونوا قادرين على تحديد حالات الصحة العقلية الشائعة، وتقديم الدعم النفسي الأساسي والاستشارة حتى يمكن دمج هذه الخدمات في الرعاية الشاملة للمرضى.

كيف تحصل على الدعم؟

يمكن للأشخاص الذين يشعرون بأعراض التوتر والقلق والخوف، والذين يشعرون باحتياجهم للدعم الاتصال بأي مرفق صحي تدعمه اللجنة الدولية في جميع أرجاء البلاد.

غرب بحر الغزال: مستشفى "واو" التعليمي، ومراكز الرعاية الصحية الأولية في "هاي ماسنا"، و"نغو كو"، و"نغو داكالا".

ولاية "جونقلي": مستشفى مقاطعة "أكوبو"، ومركزي الرعاية الصحية الأولية في "كارام"، و"دوك-باديت".

الإقليم الاستوائي: مستشفى "جوبا" العسكري، ومركز "جوبا" للتأهيل البدني.

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:

Lucien Christen، اللجنة الدولية، جوبا، الهاتف   00211912360038

Aidah Khamis Woja، اللجنة الدولية ، جوبا، الهاتف 00211925230500