"من صفر تكلفة إلى صفر نفايات": نساء فلسطينيات يُبدعن في الحفاظ على البيئة
تتفاقم التحديات الإنسانية التي يواجهها الأفراد حول العالم بسبب ما يُرجح أن يكون التحدي الأكبر للقرن الحادي والعشرين، ألا وهو تغير المناخ. قد تؤثّر أزمة المناخ كما نشهدها اليوم على مختلف مناحي حياتنا، ومن المؤسف أنّ الفئات الأكثر ضعفاً ستكون هي الأكثر تضرراً.
تعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر (اللجنة الدولية) على دعم السكان في مواجهة الصدمة المزدوجة لتغير المناخ والنزاعات المسلحة. وفي اليوم العالمي للمرأة هذا العام، تسلّط بعثة اللجنة الدولية في إسرائيل والأراضي المحتلة الضوء على مجموعة من النساء الفلسطينيات اللواتي يُبدين اهتماماً ملحوظاً بالبيئة ويرغبن في المساهمة في الحفاظ عليها من خلال الحد من نفاياتهنّ المنزلية، وهي مبادرة نُفّذت بالتعاون مع جمعية رعاية الطفل في مدينة رام الله.
ولمساعدة السيدات على تحقيق هذا الهدف، وفّرنا لهنّ مدربات من ذوي الخبرة في مجال إعادة تدوير وإعادة استخدام النفايات المنزلية. عقدت المدربات عدة ورش عمل لنساء من مختلف أنحاء الضفة الغربية، إذ عملن على توجيههن وإرشادهن على مدار شهرين تقريباً لمساعدتهن على اكتساب المعرفة والمهارات التي يحتجنها لتحويل النفايات المنزلية إلى "منتجات" جديدة يمكن بيعها في الأسواق، ويشمل ذلك الأكياس البلاستيكية والأسلاك القديمة والزجاجات والملابس القديمة وقطع الصابون وزيت القلي المستعمل وغيرها.
باستخدام أسلاك كهربائية قديمة وخرز من قطع حليّ تالفة، تمكّنت السيدات من صنع إكسسوارات ملونة جديدة جاهزة للبيع في الأسواق.
لم يكن لدي أي فكرة عن إعادة التدوير وإعادة الاستخدام. بعد المشاركة في ورش العمل، اكتسبت العديد من المهارات لتحويل النفايات المنزلية إلى منتجات مفيدة. على سبيل المثال، لقد أعدت استخدام الملابس القديمة وصنعت منها بُسُط أرضية وأربطة شعر لبناتي - أم مفيد من قرية قريوت في نابلس
كان لدى السيدات الكثير من الأوشحة والملابس البالية، فساعدناهنّ في تحويلها إلى وسائد زينة وبطانيات وقفازات فرن وحافظات أقلام ودمى وغيرها.
إعادة استخدام النفايات مفيد للبيئة. بقدرٍ بسيطٍ من الإبداع، يمكننا الاستفادة من الأشياء التي لم تعد هناك حاجة إليها في المنزل بدلاً من التخلص منها، كما يمكننا زيادة دخلنا إذا تمكنا من بيع المنتجات الجديدة - أم رفعت من قرية قريوت
تعلمت السيدات طريقة جديدة لإعادة استخدام أكياس البقالة البلاستيكية التي عادةً ما كُنّ يُعدن استخدامها في سلّات القمامة، لكنهن أدركن أنّ هناك طرق أكثر إبداعاً! فقد تعلّمن كيفية قصّ ولفّ الأكياس لصنع حبال بلاستيكية يمكنهنّ بعد ذلك تجديلها وتحويلها إلى مفارش طاولة.
تعلمت السيدات أن بإمكانهنّ إعادة استخدام زيت القلي لإنتاج قطع الصابون. قامت المشاركات بخلط زيت القلي المستخدم مع محلول هيدروكسيد الصوديوم ومن ثم صبّ الخليط في قوالب سيليكون حتى يبرد. بعد ستة أسابيع، ستحصل السيدات على قطع صابون جديدة منعشة وعطرية.
أريد أن أطبّق التقنيات التي تعلمتها على مشروع تنسيق الزهور الخاص بي لتقليل نفقات المشروع. أعتقد أنّ المعرفة الجديدة التي اكتسبتها ستساعدني على تقديم منتجات بأسعار معقولة للزبائن وستضيف لمسة فريدة على مشروعي - جليلة من قرية سنجل في رام الله
بدلاً من رمي الزجاجات والأوعية البلاستيكية، تعلمت السيدات كيفية تحويلها إلى مزهريات باستخدام حبال مستعملة وقشور بيض وطلاء .
