يثير حجم المعاناة في هايتي قلقًا بالغًا. ولن نبالغ إذا قلنا إن الأزمة هنا هي الأشد تفاقمًا والأسرع تدهورًا في الأمريكتين. إذ يتعين على شعب هايتي التعامل مع أزمات متعددة، من بينها تكرار حلقات العنف المسلح. وتُخلف الأزمة آثارًا مدمرة وتنجم عنها احتياجات إنسانية هائلة تضاهي تلك التي نراها في النزاعات المسلحة.
ويتزايد احتياج ما يربو على 3 ملايين شخص في هايتي إلى المساعدات الإنسانية في ظل تفاقم حالة انعدام الأمن. وتبلغ الاحتياجات في أجزاء كبيرة من العاصمة بورت أو برنس مستويات خطيرة؛ إذ تنعدم، أو تكاد تنعدم، فرص حصول السكان على أبسط مقومات الحياة، من غذاءٍ ورعايةٍ صحية ومياه. وتتأثر حياة الناس يوميًا بشكل مباشرٍ أو غير مباشر بسبب ارتفاع مستويات العنف المسلح، وأُجبر آلاف الهايتيين على الفرار من منازلهم. كما يخلف العنف آثارًا غير ظاهرة للعيان، فثمة ظلال قاتمة يلقيها على الصحة النفسية للسكان، فضلًا عن تسرب الأطفال من التعليم.
لقد طال أمد معاناة سكان هايتي والوضع لم يعد يُحتمل، والمجتمعات هنا تستحق حياة أفضل وأكثر أمانًا.
وفي حين بات الوصول إلى الكثير من المجتمعات في بورت أو برنس عسيرًا للغاية بسبب حالة انعدام الأمن السائدة، لا يزال من الممكن الوصول إلى تلك المجتمعات، ويجب بذل مزيد من الجهود بشكل جماعي للاستجابة لحالة الطوارئ الراهنة والاحتياجات الإنمائية الطويلة الأجل.
واستجابةً لهذا الوضع، عززت بعثة اللجنة الدولية في هايتي استجابتها لمواجهة الاحتياجات المتزايدة، من خلال تعزيز خدمات مقدمي الرعاية الصحية وأنشطة الصليب الأحمر الهايتي. كما نعمل جنبًا إلى جنب مع شركائنا للتخفيف من تفشي الكوليرا في المجتمعات المستضعفة وفي 18 مكان احتجاز.