توفيق، 60 عامًا: "نعاني نقصًا في المياه، أنا و90% من سكان الحسكة نحتاج إلى المياه. مياه الآبار لا تجلب لنا إلا مياهًا ملوثة بالصرف الصحي لا تصلح للشرب، ولا يمكن استخدامها للاغتسال."
توفيق، 60 عامًا: "نعاني نقصًا في المياه، أنا و90% من سكان الحسكة نحتاج إلى المياه. مياه الآبار لا تجلب لنا إلا مياهًا ملوثة بالصرف الصحي لا تصلح للشرب، ولا يمكن استخدامها للاغتسال."
تقع على عاتق الأطفال في هذه الظروف أعباء استراتيجيات البقاء، حيث يضطرون إلى نقل المياه من خزانات المياه في زجاجات أو صفائح، تبلغ حمولتها أحيانًا نصف وزنهم.
ينهمك أطفال الحسكة في حمل زجاجات وصفائح مياه بدلاً من حمل اللُعب أو الكتب الدراسية.
الأطفال ينقلون المياه في صفائح أو على دراجات نارية في الحسكة.
في الحسكة، نقل المياه في صفائح مشهد مألوف وعبء يومي يتحمله الأطفال.
طفلان يحملان عددًا من صفائح المياه. ويصادفان في الطريق طفلة أخرى تقوم بالمهمة نفسها.
اتخذت المعاناة التي تغلغلت في حياة الشعب السوري طيلة سنوات النزاع التسع أشكالاً عدة، أحدها انقطاع الخدمات الحيوية.
ففي مدينة الحسكة، شمالي شرق سورية، فرض نقص المياه نفسه واقعًا مريرًا في عام 2020. حيث عاني 500,000 شخص انقطاع المياه على فترات مختلفة طوال العام، كان أطولها وأقساها في شهر آب/أغسطس، منتصف الصيف.
قد تقترب درجات الحرارة صيفًا من 50 درجة مئوية، وفي هذه الظروف لا غنى عن مياه الشرب للبقاء على قيد الحياة، كما أن النظافة الشخصية أولوية في خضم الجائحة الراهنة، ومن ثم تتطلب كمية وافرة من المياه للوقاية. لذلك قامت اللجنة الدولية، بدعم من الهلال الأحمر العربي السوري، بتركيب 100 خزان مياه تُملأ مرتين يوميًا للمساعدة في تلبية بعض من هذه الاحتياجات.
أفصح بعض من سكان الحسكة، عندما تحدثنا إليهم في عدد من مواقع الخزانات في المدينة، عما يلحق بهم من جراء نقص المياه، ووطأة تلك الظروف على نفوسهم:
قال "حيدر" البالغ 11 عامًا: "نحن نموت، ونحتاج إلى كل قطرة مياه"، بينما علّقت "أسمهان"، وهي امرأة في العقد السادس، على تكلفة المياه الباهظة قائلة: "ثمن زجاجة المياه في المتاجر 400-500 ليرة، كيف نتحمل ذلك؟ أصبح الموت أسهل علينا من الحياة."
رغم أن خزانات المياه مجانية، فالاحتياجات كانت أشد بكثير، كما أكد "محمود": "خزانات المياه لا تفي إلا بقدر ضئيل من الاستهلاك، خاصة في الصيف، لا بد أن تكون إمدادات المياه دائمة. فلا حياة بدون المياه!"
تحصل مدينة الحسكة على إمدادات المياه من محطة علوك، التي تكرر انقطاع الخدمة بها خلال الأشهر القليلة الماضية. يجرى الآن لحسن الحظ إصلاحها، بدعم من اللجنة الدولية والهلال الأحمر العربي السوري، وعادت إمدادات المياه تتدفق من جديد.
تحث اللجنة الدولية أطراف النزاع على حماية الموارد الحيوية التي لا غنى عنها للحفاظ على حياة السكان المدنيين، وتدعو كذلك إلى عدم استغلالها لأغراض سياسية.