العراق: كيف سرقت مخلفات الحروب أراضي النجف؟
هل لاحظت في الصورة أعلاه الفرق بين الأراضي يمينًا ويسارًا؟
يسارًا الأراضي خضراء يانعة
يمينًا الأمر مختلف. رغم أنها نفس الأرض بنفس التربة والخصوبة
إلا أنها قاحلة لا يمكن للمزارعين استغلالها نتيجة تلوثها بمخلفات الحروب التي تعرض حياة المزارعين للخطر.
لطالما اشتهرت قرى النجف بأرز العنبر اللذيذ، ولكن اليوم تظل مخلفات الحروب حائلًا دون استغلال الأراضي في الزراعة.
بعد عقود من حروب بلا قواعد أصبح العراق واحداً من البلدان الأكثر تلوثًا بمخلفات الحروب على مستوى العالم، وتعد محافظة النجف واحدة من ضمن المحافظات العراقية الأكثر تلوثًا بمخلفات الحروب.
ما معنى أن تعيش في منطقة ملوثة بمخلفات الحروب؟
يعني أن تخرج مع عائلتك ذات يوم في نزهة عائلية، وبسبب مخلفات حرب لم تكن مسؤولًا عنها لا من قريب أو من بعيد
تتحول نزهتك اللطيفة إلى كارثة تغير حياتك إلى الأبد...
عائلة حميد اعتمدت على "الستوتة" وهي دراجة بخارية بحاوية نقل كمصدر للرزق وبعد الحادث فقدت الأسرة مصدر رزقها.
كيف حرمت مخلفات الحرب أطفال الرُحبة من تعليمهم؟
منطقة الرُحبة التي تبعد 45 كم من النجف تضررت من مخلفات الحروب السابقة في العراق.
الرُحبة هي موطن لأكثر من 800 شخص يسكنون في 100 منزل.
يوجد في الرُحبة مدرسة ابتدائية واحدة، أما المدرسة الثانوية فتبعد عن الرحبة ويمشي إليها الطلاب مسافة بعيدة...
ولأن المشي قد يعرض حياتهم للخطر في هذه المنطقة، يصبح على الطلاب الاختيار بين الحفاظ على حياتهم ومتابعة تعليمهم
مساحات شاسعة في محافظة النجف لا يمكنك أن تمشي فيها دون قلق، فكل خطوة محسوبة وخطوة واحدة قد تكلفك طرفا من أطرافك أو حياتك.
حتى مع تطهير الأراضي قد لا يزال الخطر قائمًا لتحرك التربة بسبب السيول والرياح القوية والأمطار
لهذا يصبح من الضروري التعرف على كيفية التحرك الآمن في الأماكن المماثلة...
في 2018 فقط
تسببت حوادث الانفجارات بسبب مخلفات الحروب والعبوات الناسفة في مقتل 2642 شخص وإصابة 1025 آخرين في أنحاء العراق.
مركز إعادة التأهيل الموجود في النجف من المراكز الرائدة في العراق، وقد تم إنشاؤه في عام 1993.
منذ عام 1994، بدأت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دعم هذا المركز.
وتوفر اللجنة الدولية الأجهزة التعويضية والمواد الخام اللازمة لتصنيع الأطراف الصناعية.