مساعدة المساعدين - لماذا من المهم تقديم المساعدة النفسية-الاجتماعية؟
ينبغي تزويد طواقم الرعاية الصحية بالأدوات والمعدات وبالدعم لتمكينهم من ضمان سلامتهم البدنية والعقلية. ومن الضروري مراعاة ذلك عند وضع استراتيجيات لحماية الرعاية الصحية. وساعتها فقط يمكن لطواقم الرعاية الصحية علاج المحتاجين للرعاية بطريقة آمنة وفعالة. وقد تحدثت لنا السيدة إيا سوزان أكاشا، المستشارة التقنية في المركز المرجعي للدعم النفسي-الاجتماعي التابع للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر عن كيفية استفادة الجميع من الدعم النفسي-الاجتماعي ولمَ يتعين على المسؤولين الإداريين توفيره لموظفيهم.
ما الذي يعنيه الدعم النفسي-الاجتماعي ولماذا هو مهم؟
الصحة هي السلامة البدنية والعقلية. ويجب أن يكون الشخص قادرا على دعم نفسه قبل التمكن من دعم الآخرين. ويكون أفراد طواقم الرعاية الصحية في خطوط التماس أكثر أمانا جسديا عندما يكون لديهم المعدات مثل الملابس الموحدة والخوذات أو عندما يحصلون على التدريب مثلا في تحسين مهاراتهم في السياقة.
أما الدعم النفسي-الاجتماعي فيتعلق بمساعدتهم على فهم هذا النوع من التوتر الذي يتعرضون له في العمل وبناء قدرتهم على مواجهته.
ويتعلق الأمر بتوفير المعلومات حول رعاية الشخص نفسه بنفسه والحصول على مساعدة من زملائه، على سبيل المثال من خلال إنشاء أنظمة الدعم. وهذا مهم لأن الطواقم الطبية التي تكون بصحة جيدة ترعى مرضاها بطريقة أفضل.
ولقد تم تطوير مجموعة من الطرق لتقديم الدعم النفسي-الاجتماعي لطواقم الرعاية الصحية العاملة في خطوط التماس. فكيف تم تلقيها؟
اعترف الهلال الأحمر العربي السوري بالدور الذي يمكن أن يؤديه الدعم النفسي-الاجتماعي في تحسين كيفية حماية موظفيه ومتطوعيه. وعمل مع مركز الدعم النفسي الاجتماعي على برنامج تدريبي نموذجي في البلد، وذلك كجزء من مبادرة رعاية المتطوعين الخاصة بالمركز. وتناول قسم من البرنامج تمارين الاسترخاء العملية لمواجهة التوتر بشكل أفضل. ويمكن أن يساعد الحد من التوتر على النوم وتحسين العلاقة مع زملاء العمل وتوفير الرعاية على نحو أفضل. وقد علمت المتطوعين أساليب الاسترخاء النفسي والبدني وفد استفادوا منها استفادة فورية. وشرعوا بدورهم في تعليم هذه الأساليب للناس الذين يقدمون إليهم الرعاية. ويمكن تقديم الدعم النفسي الاجتماعي بأشكال كثيرة تبدأ من هذه التدريبات إلى نظم الدعم من الزملاء.
كيف يمكننا أن نتأكد من حصول طواقم الرعاية الصحية على الدعم الذي تحتاجه؟
يقوم مديرو مرافق الرعاية الصحية بدور حيوي في دعم الطواقم الطبية. ومن الأساسي جعلهم يدركون أن تعلم كيفية إدارة التوتر يُحدث فرقا، وتشجيعهم على تقديم الدعم النفسي-الاجتماعي. ويبدأ هذا من التأكد أن الموظفين يشعرون بأن رؤساءهم يتفهمونهم ويدعمونهم. ومن المهم في الحقيقة هنا أن تسود روح فريق العمل. ويمكن للمسئولين الإداريين – والزملاء المدربين على الدعم– تنظيم فُسح شهرية واجتماعات منتظمة للاستماع للتجارب وتبادلها. ويمكنهم أيضا إظهار التقدير للعمل المنجز من أجل فريق متماسك لا يُترك فيه أي فرد ليواجه التوتر والقلق بمفرده. ويكون الأثر الإيجابي فوريا، فعندما يُقدم الدعم النفسي-الاجتماعي وعندما يكون عند المدراء وعي بهذا المسائل، تقدم طواقم الرعاية الصحية رعايةً أفضل وتظل متحمسة وقادرة على العمل.
مساعدة من يساعدون الآخرين
يتولى مركز الدعم النفسي-الاجتماعي تنظيم وإعداد تدريب وكتيّبات ومجموعات أدوات من أجل المساعدين الإنسانيين. ويوصي الجمعيات الوطنية ويساعدها في تنفيذ المبادرات المتعلقة بالدعم النفسي-الاجتماعي. وتتولى اللجنة الدولية، جنبا إلى جنب مع بعض الجمعيات الوطنية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، إدارة برامج الصحة العقلية والدعم النفسي-الاجتماعي من أجل مساعدي المجتمعات في كوت ديفوار ومصر والمكسيك وغزة وسورية وأوكرانيا.
المزيد: النشرة الإخبارية تموز/يوليو - تشرين الثاني/نوفمبر 2015